طرح الفنان المميّز ” نقولا الأسطا ” أغنية جديدة على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان ” بيكفي أسى” مترجمًا فيها ما يقوله لسان حال مدينة الحبّ – بيروت التي كانت لؤلؤة الشرق ومحطّ أنظار العالم،والتي كانت مرتعًا للحرية والفرح، وأنشودة للحياة والعيش الراغد ، فأضحت اليوم عاصمة فارغة ،دمّرها حسد الإنسان وحقده،،وهدم فيها ركائز السلام ، فوقفت بيروت اليوم بحزنها الكبير وصمتها المدّوي لتقول بمرارة: “بيكفي أسى”.
أغنية ” بيكفي أسى” من كلمات هيفا حايك حرّو، ألحان العميد م. جورج حرّو ، غناء الفنان نقولا الأسطا ، وقد إمتازت كلماتها بصدق التعابير ورهافة الإحساس التي أجادت في صياغتهما ” هيفا ” بكثير من الشفافية وأوصلتهما في قالب ” نظميّ مَرِن” الى عمق القلوب بعفوية مُطلقة من خلال مفردات مستقاة من صميم الواقع الذي تتخبّط به بيروت.
كما إمتاز اللحن بمقاطع متناسقة تحمل بين طيّاتها روحيّة موسيقي كبير وهو العميد جورج حرّو المشهود له بجميل أعماله ، الذي طاف بكلمة الأغنية على أجنحة حالمة فوق حدائق بكر من الزهر ، فلوّنها عطرًا وأشبعها سحرًا حتى تجانست فأعطت الكثير من الروعة والرونق.
وتعتبر الأغنية من اللون الكلاسيكي المليء بالوجدانية ،والمعبّر عن مكنونات النفس التي تضجّ فيها مراكب الذكريات الباحرة في عمق الأعماق ، مستلهمة من الماضي الغابر أبهى لحظات العمر التي مرّت بجماليتها ولا يستطع المرء استعادتها الّا بوميض من الاحاسيس التي لا تفي الّا باليسر القليل من بعض الشعور الذي يعيده الى زمن ملوّن بالجمال ، يدغدغ به الزمن بذاكرته التي تبثّه حنينًا ووجدًا.
وإستطاعت الأغنية أن ترسم هذا الحنين بمشهدية الفيلم المصوّر الذي جمعت فيه بين الماضي المزدهر رغم بساطته، وبين الحاضر المدمِّر الذي أطاح بحلم الناس وأفضى الى حالٍ من التأسف والضياع على الرغم من التقدّم الذي وصل إليه العالم.
وقد أُجيد العمل بمشاركة الفنان القدير جهاد الأطرش وبظهور المؤلفة والملحن الذين استوقفتهم الذكريات الماضية في شوارع المدينة مسترجعين بعض الذكريات التي أعادتهم الى سنّ الطفولة حين كان السلام والبراءة تملآن دنياهم، فتعتصرهم الغصّة على أيام خلت.
وقد أدى الفنان اللبناني ” نقولا الأسطا” الأغنية بشكل رائع ومؤثر ، مزج فيه حلاوة الصوت وسلاسة الكلمة وشفافية اللحن ، فجاء عمله إبداعيًا كما كلّ أعماله السابقة.
وليس بغريب على ” نقولا ” أن يتميّز بإبداعية جليّة ، وهو مثال الأصالة في الفن العريق ،والعميق المتعمّق بتفاصيل وأسلوب النكهة الغنائية اللبنانية التي بها نفتخر ونعتزّ.
Leave a Reply