تُشير الدراسات من حول العالم الى أن السبب الأول للطلاق هو الخيانة. ولا نحتاج لدراسات أخرى كي نثبّت هذا الأمر أيضًا على فشل العلاقات العاطفية الأخرى. بالرغم من أنني على الصعيد الشخصي أرفض التعميم، ولأن الطلاق أو قطع العلاقة العاطفية لا يُختصر فقط بهذا السبب، الاّ أن الخيانة تحتل المرتبة الأولى عند الحديث عن هذا الموضوع. لا بل أكثر من ذلك…
يحتل موضوع الخيانة المرتبة الأولى في جلسات الصديقات على فنجان قهوة. الخوف من الخيانة والبحث الدائم عن الرجل الوفيّ همٌّ مشترك بين معظم نساء الأرض. وعادة ما يكون الجواب الأوّل عند سؤال الإمراة عن سبب الإنفصال “لقد خانني”. والإجابة الأولى عند سؤال الفتاة عن الصفة الأولى التي تريدها في حبيبها “أن يكون وفيّ”.
“لقد خانني”، “اريده ان يكون وفيّاً” وغيرها من العبارات يجب أن تلغيها يا عزيزتي من حديثك. توقفي عن تردادها اليوم. لأن الرجل لا يخون الإمرأة.
نعم… الرجل لا يخون الإمرأة وسأثبت لكِ ذلك.
فلنبحث أوّلا في معنى مصطلح “الخيانة”. التعريف المتفق عليه بالعموم للمصطلح ،يعتبر أن الخيانة هي إنتهاك أو خرق لعهد مفترض أو للأمانة أو للثقة بين الأفراد، أو بين الأفراد والمنظمات. ما يعني أن الرجل الذي خانكِ لم يخنك أنتِ بشخصك أو بذاتك. بل خان العهد والذي هو، كرجل، جزء منه.
وعلى الأرجح أنه فعلها سابقًا وسيكررها مع أخريات. (مرة جديدة دون تعميم). اذاً الرجل لا يخون المرأة. بل يخون العهد أو يخون الثقة أو يخون الأمانة.
وإذا أردنا البحث في أسباب الخيانة المتعددة والتي تتفاوت بين رجل وآخر حسب الشخصية وظروف العلاقة، ستتأكدين أكثر من كلامي وستوافقينني ،دون شكّ ، أن الرجل لا يخون الإمرأة. وأنا هنا لا أبحث في التبريرات السطحية التي يردّدها الرجل على مسامعنا. لا. بل نبحث في العمق. ولا أدّعي أنني أنا من إكتشف هذه الأسباب إنما هي نتيجة جهود ودراسات وأبحاث العديد من العلماء سأختصرها بهذه السطور.
لماذا يخون الرجل؟
لا يخون الرجل لأن وزن شريكته زاد مع السنوات.
لا يخون الرجل لأنه يشعر بنقص الإهتمام من شريكته.
لا يخون الرجل لأن تلك هي طبيعة الرجل وليس بإمكانه السيطرة على هرموناته المتوارثة غصبًا عنه.
كلا… كل تلك الأسباب تصب في ما يسمّيه علم النفس “حالة الإنكار”. وهي سلسلة من الأكاذيب الداخلية التي يقولها الرجل لنفسه، أو لغيره، كي يشعر بالراحة من أن “خيانته” مبرّرة.
يخون الرجل لأنه في حاجة دائمة لإثبات الذات. ما يعني أنه يفتقر الى الثقة بالنفس لحدود بعيدة.
يخون الرجل لاأنه يفتقر الى القدرة على الإنضباط الذاتي. ما يعني أنه إنسان ضعيف.
يخون الرجل لأنه غير ناضج. وهذا السبب لا يحتاج الى أي تفسير.
يخون الرجل لأنه يشعر بإنعدام الأمان. والأرجح أن ذلك ناتج عن معاناة قديمة في طفولته. ما يعني إنه بحاجة الى متابعة نفسية.
يخون الرجل لأنه أنانيّ. ولا أعتقد إن الأنانية صفة تريدينها في شريك حياتك.
يخون الرجل لأنه يصعب عليه التفريق بين العلاقة الحميمية والحب الطويل الأمد (أو كما يصفها صديقي الكاتب مروان نجار الحب عالفايش أو الحب عالغميق ).
يخون الرجل ليس لأن في شريكته نقص ما. بل لأن فيه هو نواقص عديدة.
لذلك تحرّري يا عزيزتي من عقدة “الخيانة”. الرجل لا يخون المرأة. الرجل يخون نفسه.
لا تقولي بعد اليوم “لقد خانني”. أخبري الجميع إنه “خان نفسه”.
لا تبحثي بعد الآن عن الرجل الوفيّ. بل إبحثي عن الرجل الواثق من نفسه. المتحرر من عقده النفسية وماضيه. المتصالح مع ذاته والذي لا يحتاج الى أحد ليثبت له أنه رجل.
إبحثي عن الرجل القويّ. الذي يعرف نفسه بالعمق والقادر على التحكّم بتصرفاته وأفكاره. الرجل السليم العقل.
إبحثي عن الرجل الذي يتمتع بالنضوج الفكريّ والعقليّ، والنضوج العاطفيّ.
إبحثي عن الرجل الكريم في أخلاقه.
إبحثي عن الرجل الذي يريد الإبحار في العمق.
ولا تقولي “أريد رجلًا وفيّاً” بل قولي “أريد رجلًا قويّاً”.
لا تقولي “لقد خانني” بل قولي “لقد خان نفسه، فهو ضعيف”. فالرجل لا يخون الإمرأة.
Leave a Reply