شكلت إحتفالية نقل المومياوات الملكية من ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط الحدث الأبرز عالميًا بفضل عناصر نجاحه ودقة تنظيمه إلى عملية الابهار والحركات الاستعراضية والأطباق البلورية التي رمزت إلى قرص الشمس ( رع) الذي كان ينير ظلام مصر .
هذا الموكب الملوكي اعتبر الأعظم تاريخيًا لأنه نقل 22 مومياء ملكية تنمتي إلى عصر الأسرة من (17/18/ 19/20) ومن بينهم 19 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات .
استمرت هذة الإحتفالية عرضًا 40 دقيقة خلال عملية النقل ما بين المتحفين وكانت المشهدية خلال الاحتفالية مبهرة ولافتة للأنظار . رافق الموكب 60 دراجة و150 حصانًا وفرقة موسيقية في حفل خيالي كما طغت على أجواء الاحتفالية الرموز والشعارات الفرعونية وكأن زماننا توقف عن الدوران وعاد بنا إلى تاريخ عريق الأمجاد بلمح البصر .
مصر العريقة
كانت مصر عظيمة قديمًا وحديثًا وأروع ما في جمالها هذة المراسيم الملوكية التي أقيمت للمومياوات حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية لهم قبل أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بإستقبالهم عند مدخل المتحف القومي للحضارة ،فالمشهد في غاية الجمال والروعة والفن .
كانت السلطات المصرية قد اعيدت تخطيط وافتتاح ميدان التحرير لهذة المناسبة وتزينيه بمسلة فرعونية في وسطه أحيطت بأربعة كباش فرعونية نقلت خصيصًا من الاقصر .
مصر الحضارة
عادت بنا هذة الاحتفالية إلى العراقة والحضارة الفرعونية التي عرفت بحضارة مصر القديمة التي قامت على ضفاف نهر النيل وهي تعود تاريخيا إلى (3150 ق. م) .
نشأت هذة الحضارة مع توحيد (الملك مينا ) لكل من مصر العليا والسفلى فشهدت البلاد تطورًا رهيباً على مر ثلاث ألفيات متتالية . هذة الاحتفالية اليوم تؤرشف التاريخ الفرعوني المصري للأجيال القادمة لأن تاريخ مصر كما ورد شمل ظهور سلسلة من الممالك المستقرة في تلك الحقبة سياسيًا و ذلك بعد انتقال البلاد إلى مرحلة الاندثار وخضوعها لحكم الإمبراطورية الرومانية .
إن الحضارة الفرعونية هي من أكثر الحضارات التي أورثت العالم انجازات في تاريخ البشرية وحققت نجاحات ساحقة في وادي نهر النيل لوجود مقومات الزراعة الضرورية .
و المشهدية الأكثر روعة هي نقل المومياوات على عربات من الطراز الفرعوني وهنا روعة جمالية خالية في الحدث ، فالأربعون دقيقة هذة لخصت تاريخ مصر العريق وايقظت الزمن من سباته العميق .
Leave a Reply