اعترف، ومن دون خجل أنني من عشاق الأعمال الكرتونية الخاصة بالاطفال، وعندي رغبة جامحة بمشاهدة ما كنت قد رأيته وأنا في الطفولة حيث اسبح مع احلامي المؤجلة رغم كثافتها، واليوم، وبمناسبة “الكورونا” التي سجنتنا في المنازل قررت متابعة غالبية الفضائيات المعنية بأعمال الأطفال الكرتونية، واشتريت بعض الأفلام، وكانت النتيجة مؤلمة جداً، ومخيفة جداً، ومقلقة على مستقبل أجيالنا جداً، وبشعة جداً جداً!
على الصعيد الفضائيات نجد أكثر قنوات الاطفال اما تدور بواسطة رأس المال السعودي، واما قنوات مصرية بدائية العرض، وهذا ليس موضوعنا بقدر خطورة ما تعرضه شاشاتها! نحمد الله أن القنوات اللبنانية لا تعترف بالأطفال، ومن الفجر حتى النجر بغالبيتها تبخ سمومها العنصرية والمذهبية، وتشعل نعرات طائفية، وتثبت سياسات من يمولها، والممول من خارج لبنان، ولا يحب لبنان، ولكنها تنسجم مع القنوات وبعض الأفلام المعنية بالأطفال من حيث تعليم القباحة، وقلة الأخلاق والكلمات البذيئة!
غالبية غالبية ما يقدم لأطفال العرب مخيف جداً، أشكال مقرفة تشكل البطل الرمز عند أطفال اليوم، ورسومات تقزز البدن والبصر لبشاعتها، وكلها اجرام وقتل وتدمير حتى لو لم يصوروا الدماء! والمشكلة العميقة أن هذه الأشكال المقرفة الخالية من الجمال تدوس باستمرار على الطعام، ومفرداتها المترجمة إلى العربية أو بلغتها الإنكليزية تعلم قلة الأدب، والكلمات البذيئة، ومشاهدها تعلم الفوضى، وتكسير المنزل، وعدم الترتيب وعدم الدرس، وعدم الاهتمام بالمظهر، وعشق القباحة والوسخ الذاتي والمنزلي، وفي الشارع والمدرسة!
كما أن هذه الشخوص القبيحة والبشعة لا تحترم الاهل، ولا الاصدقاء، ولا المدرس، ولا الجيران، ولا الطعام، وكل ما تدور من حوله هو حب الذات والفوضى والإكثار من الحروب! هذا الذي يشاهده أطفال العرب، ويتربى عليه مما يؤثر على نفسيته، وتغرقه بحب البشاعة وعدم اكتشاف الجمال، ولا عجب إن كان سفيهاً وعصبياً، وقليل الحيل، ومهملاً، ولا يقدر ما لديه، وبالتأكيد سيصبح في شبابه قببحاً شكلاً ومضموناً، ولا يحترم الكبار وأهله، ولا يعرف الجمال، ولا البحث عن الجمال، ولا يمتلك الذوق، ولا حس المبادرة، والترتيب ومساعدة الجار والمحتاج …!
للأسف نحن محاصرون بحرب ناعمة قد تقضي على مستقبل وجودنا كما قضيت هوليود( إذا كان من يتابعها غير مدركاً )، وشاركت بعض الدراما العربية على وطنية غالبية الكبار في العرب، ننتظر في الأيام القريبة القادمة الخراب في فكر وتربية وذوق أطفالنا ومن ثم شبابنا!
Leave a Reply