حل الفنان مايك ماسي ضيفاً على برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعده ويقدمه الإعلامي جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5 .
بدأ مايك حديثه عن طفولته قائلاً “ولدت في حارة صخر بجونية، ونشأت ودرست هناك ، حتى أن الموسيقى تعلمتها في جونية في الفترة الأولى عندما كنت صغيراً، وفي أيام الحرب في التسعينات توجهنا إلى قرية والدي وهي “أنفه” في الشمال ومكثنا فترة هناك”. وعن ذكرياته، قال “هناك العديد من الذكريات السلبية والإيجابية، وسأبدأ بالسلبية منها، وأتخيل أنني أتشارك بها مع كل أبناء جيلي، وهي الحرب البشعة التي عشناها، والتي زرعت فينا الخوف الذي ما زال متملكاً بنا، وما زلنا نحاول أن نحاربه حتى اليوم، وكنت كطفل أراه شيئاً لا أفهمه، وتبقى دائماً في رأسي صورة لوالدتي عندما كانت تتوجه إلى المنزل لإحضار المأكولات لي وكنا نحن نتواجد في الملجأ”. وأضاف مايك “هناك ذكريات جميلة في الحرب أيضاً، حيث كنت أغني في الملجأ وكان متنفساً لي في صغري، وكنت أغلق أذني حتى أبتعد عن صوت الحرب ، والموسيقى كانت بالنسبة لي من أجمل الألعاب، واليوم الذي أحضر لي والدي “بيانو” هدية في عيد ميلادي لم أنتظر حتى يوصله إلى المنزل، وكنت دائماً ما أعزف عليه على الدرج، وكنت أزعج الجيران”.
ولفت ماسي إلى أنه لم يكن الطفل المغنج في طفولته، وقال “أمي وأبي عملا كل الأمور في حياتهما حتى لا نشعر بالنقص، بخاصة في أيام الحرب، فقد عشنا طفولة معتدلة ، أهلي قاموا بمجهود لوضعي في مدرسة خاصة لأتعلم الموسيقى”.
وعن أيام الدراسة قال مايك “كان عمري 8 سنوات، وبدأت أتعلم الموسيقى وكنت أفضلها على المدرسة العادية، فالمدرسة كانت تسبب لي أرقاً ولم أكن أحبها، وكنت أستيقظ من النوم بصعوبة ، كنت أشعر بأن المدرسة رعب وإرهاب بالنسبة للأطفال، ولم أكن أشعر بأنني أملك الفسحة لأعبر عن نفسي، حيث كانت الموسيقى من أولوياتي”. وتابع “في صف البكالوريا، طردت من المدرسة والتهمة كانت أنني أقضي معظم وقتي في الغناء، وأعجبتني التهمة حينها، وكنت أحب الأدب الفرنسي والفلسفة العربية ، وكنت ضعيفاً في مادة الرياضيات ، وكنت أميل إلى اللغات أكثر”. وأكد مايك أنه كان معجباً بإحدى المعلمات، وقال “الآن أصبحت مديرة في المدرسة نفسها وما زلت أحبها كثيراً، وإسمها إيلين الهوا ، وهي شقيقة الفنانة غادة شبير ، وكانت تعلمني اللغة الفرنسية، وكانت حنونة جداً وتحب الأطفال ، وجعلتني أشعر بأن هناك من يسمعني، وهي من المعلمات اللواتي تركن بصمة خاصة في حياتي”.
أما بالنسبة للحب الأول، فقال “كنت شخصاً فضولياً جداً وكانوا يدلعونني “كازنوفا”، وكانت البنات يتجمعن حولي، بخاصة أنني كنت أستمع إليهن ، وكان أصدقاؤهن يضربونني لأنهم معجبون بهن، وأذكر فتاة في صفي إسمها إلسي، كنت أكتب لها رسائل غرام”.
وعن أولى حفلاته، قال مايك “أول حفل كان في كازينو لبنان، وكنت برفقة فنانين آخرين ، وكان ذلك بين عامي 1996-1997، وتقاضيت الأموال حينها بصعوبة بخاصة أن متعهد الحفلة كان رجلاً محتالاً، وأنا كنت واعياً حينها، وكل من كان معي من فنانين لم يقبضوا الأموال ، ووضعت في العقد الخاص بي أن أقبض أموالي قبل الصعود إلى المسرح وهكذا كان”. وتحدث مايك عن ورشات العمل التي إنطلقت هذا الأسبوع، وقال :” voice matters workshop بدأت بها السنة الماضية، لكنها لم تكن بهذا المنهج الذي نعتمده هذه اليوم ، وكل ورشة عمل نستوعب فيها من 8 إلى 10 مشتركين، وكل ورشة صوت متخصصة، فهناك ورشات لصوت الممثل، فن المخاطبة، الأداء بالغناء، الصوت مع الحركة، تدريب المذيعين والمذيعات، الصوت اليوم أصبح من أهم الأمور ليس في لبنان فقط بل في العالم أجمع، وشعرت بأن هذا الشيء ينقصنا، فأنا لدي خبرة في التمثيل والغناء، إضافة إلى إمتلاكي الشغف، وأقدر أن أجمع بين الكلام والغناء، وأستطيع أن أدمجهما مع بعضهما البعض، وكل شخص موجود سيتعرف إلى صوته لأنه يعبر عن نفسه”.
وعن مشاركته في المؤتمر العالمي للأصوات الإبداعية في فرنسا، قال مايك “هذا المؤتمر دام 18 يوماً، وكان فيه تطبيق وبحث، وكانت على رأسه “كايا أندرسون” وهي آخر تلامذة العالم الألماني الكبير ألفرد وولفسون، الذي أجرى دراسات عميقة عن الصوت البشري، وضم المؤتمر 12 مشتركاً من ممثلين ومغنين ومدربين للصوت من كافة أنحاء العالم ، والخبرة التي تراها تجعلك تكتشف أن منظار الصوت لا يتعلق بالشخص بل بثقافة البلد، وهذا الأمر كان مذهلاً وأفادني كثيراً”.
أما عن الدعوة التي تلقاها من المعهد الوطني العالي للموسيقى في هولندا ، فقال مايك “تلقيت الدعوة من قسم الجاز هناك، وورشة العمل التي قمت بها كانت لمدة 9 ساعات في يوم واحد، وكان هناك مغنيا جاز يقدمان الماستر الخاص بهما، وكانت الورشة مبينة على أن نتمكن من إيجاد صلة الوصل بين الموسيقى الشرقية وإمكانية مزجها بموسيقى الجاز، وأنا درست الموسيقى الشرقية، ومتعمق في الموسيقى الغربية، ومتمكن من إيجاد حس الوصل بين الإثنتين، بخاصة أن الإنترنت ساعدنا كثيراً للإنفتاح على العالم ، فلم تعد تستطيع أن تجد نفسك محصوراً، والغرب يستقبل الموسيقى الشرقية بشكل جميل جداً، وهذا أمر مذهل ورائع”.
وبعد سؤاله “أين تجد موقعك اليوم في الوسط الفني؟”، قال “أنا لست مظلوماً أبداً، بل إنني مدلل بالنسبة لنوع الموسيقى الذي أقدمه، وعندما خضت هذا المجال حضنني الإعلام، وأعطاني حقي، لكنني الآن أشعر بأنني بعيد عن الوسط الفني بالمعنى الرائج، وأشعر بأنني أنا من يسحب نفسه من هذا الأمر، وأنا أستطيع في كل مرة أريد فيها أمراً أن أنشره على وسائل التواصل الإجتماعي، لكنني أشعر بأن تركيزي دائماً على المضمون، وأحب وأتمنى أن الشيء الذي أقوم به بتعب أن يبقى ويترك بصمة فنية، ويشجع الجيل من بعدي لإكمال العمل على الموسيقى الشرق عربية والغربية ومزجهما، وهذا ليس بعيداً عن الفولوكلور اللبناني، بل هو تجديد ويجب أن نطور هذا الأمر، وأن يصل بطريقة مختلفة في كل مرة”.
وعن جديده، قال “في الوقت الحالي أحضر لألبومي الجديد، وسأعود إلى الـ solo، وآخر عمل كان لي ألبوم “نسيج” مع ساري وعياد خليفة في عام 2014 ، وفي العام 2016 لم أستطع إنهاء ألبومي وذلك بسبب voice matters، وإن شاء الله في العام 2017 سيكون هناك ألبوم جديد، الذي سيكون أقرب إلى الناس من خلال كتابتي باللهجة العامية ، وموسيقياً لن يكون الألبوم بعيداً عن الذي قدمته في السابق، لكنه سيضم الفرح والحركة أكثر ، وهو ألبوم واقعي”.
وفي القسم الأخير “عطيني سرك” أكد مايك أن أسراره مع ربه، وقال “هناك بعض الأشخاص حولي أثق بهم وأخبرهم العديد من الأمور ، لكن هناك بعض الأمور الصغيرة التي بداخلنا وتكون عميقة، لذلك يجب أن يجلس الإنسان مع نفسه، وأن يمتلك الإيمان، وأنا لدي إيماني الخاص الذي يقوم على المحبة والتسامح”.
وعما إذا كان تمكن من تطبيق إيمانه الخاص في الوسط الفني، قال “أنا أنسحب من الأجواء التي لا تشبهني، وأهلي ربوني على المحبة، ولا أستطيع أن أكره أي شخص، ونحن لا نعرف معنى الكره، ولم نتربّ على هذا الأمر، والقاعدة الأولى في حياتي هي أن الغفران هو مفتاح الشفاء، ودائماً ما أرددها بيني وبين نفسي”.
وعن الأمور التي تجعله يبكي ، قال مايك “أبكي إذا رأيت ظلماً لم أستطع فهمه وأشعر بالقهر كثيراً، بخاصة إذا لم أتمكن من القيام بشيء ، ولا أفهم ، ونحن في العام 2017 ، كيف أن هناك أشخاصاً ليس لديهم طعام ، وهناك بعض الأشخاص يرمون طعامهم أو هناك من لا يعجبه الطعام ، إضافة إلى أنني أبكي إذا رأيت والدتي تبكي، فأهلنا هم الأشخاص الذين يجب تكريمهم”.
وعن عادته السيئة قال “رغم أنني أعتمد نظاماً صحياً في طعامي، إلا أن القهوة هي مشكلة عظيمة بالنسبة لي، وأنا أحبها كثيراً وأشرب الكثير منها ، ولكنها تقلقني”.
وعن أصعب قرار إتخذه، قال “فضلت الفن على الشهرة، قد يجتمعان في حال جاءت الشهرة من خلال الأعمال التي تقدمها ، لكنني قررت أن أقدم الفن الذي يُسعدني”.
أما بالنسبة لأقسى درس تعلمه، فقال مايك “أن لا أتغاضى عن الحاسة السادسة الموجودة بداخلي، لأنه في بعض العقود التي وقعتها كان لدي إحساس بأنها ستضرني ولكني وقعتها ، واليوم عدت لأصر على الإتكال على حاستي السادسة”.
وعن الحلم الذي إنكسر، قال “إنكسر جانح منه وقمت بلصقه وأكملت ، وأشعر بأن الشخص المجروح يتعلم، فأنا كنت أرى حلمي جبلاً كبيراً، أما اليوم فأنا متصالح مع نفسي، في السابق كنت أطمح أن أكون Star وكسّر الدنيا، لكنني الآن أسعى إلى أن أحافظ على مهنتي، فالحياة تعلمك الكثير ، فالحلم لم ينكسر بل تحول إلى شيء آخر، أنا سعيد وأشعر بأنني إنسان محظوظ”.
“نجوم وأسرار” يُذاع الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر ، ويُعاد بثه السبت الساعة العاشرة مساء ، إخراج أدهم إبراهيم .
Leave a Reply