متابعة// جهاد أيوب
في اعتقادي أن كل هذا الجيل الشبابي لا يعرف المطربة اللبنانية العربية الكبيرة دلال الشمالي، لكنه يرقص، ويستمع في كل حفلاته على أنغام وأداء أغنيتها ” لهجر قصرك ورجع بيت الشعر” دون أن يعرف أن السيدة دلال صاحبة هذه الأغنية التي يرددها باستمرار كما لو كانت الأغنية ابنة اللحظة!
ومن كان يستمع أو يقرأ للموسيقار المايسترو توفيق الباشا كان يدرك أهمية صوت دلال الشمالي، والمساحة المهمة التي كانت تحتلها وبجدارة، ومن دون تنازلات! دائماً الباشا يشير إليها بمسؤولية، وليس كمغنية عابرة، بل كمطربة لها وزنها وامكانياتها، ومساحتها في تأدية الأعمال الصعبة والسهلة.
وأيضاً أهلنا، والقليل من جيلنا كان يستمع إليها بإهتمام وبإعجاب عبر “إذاعة لبنان”، و”تلفزيون لبنان” من ميجانا وعتابا، إلى التراث اللبناني الشعبي والفلكلوري الاصيل، والطرب الصعب، والأغنية الوطنية، والجمهور العربي، وبالتحديد السوري والخليجي والتونسي والمغربي يعرفها جيداً، وغنت تراثهم الصعب وليس السهل منه بكل جدارة، وكرمت هناك من كبار القوم في الدولة…وفجأة، وبسبب الحروب المتكررة التي تنفذها الشعوب اللبنانية بحق أنفسها والوطن قررت الهجرة نهائياً، وغابت أخبارها عن الإعلام اللبناني، وغُيبت بشراسة وبطلب من مطربات جيلها، غُيبت غيرة وحسداً وكيفما طالت سلطتهن آنذاك!
اليوم، وفي هكذا ظروف صعبة تطل صاحبة الصوت المشبع بالطبيعة اللبنانية وبالعرب المدروسة من جديد، صاحبة الصوت اللؤلؤي، ورنين الأجراس، صوتها فيه خرير أنهارنا، وتحديات صخور جبالنا، صوتها مع الزمن لا يزال محافظاً على بعض مخمليته، وصاحبته تتصرف معه بأداء الخبرة، وبذكاء العمر، وتصر أن تتحدى، وترغب بفتح الذاكرة، وترسم عبر نوافذها قديمها الجميل، وجديدها المبني على خبرة من خلال تعاونها مع د. ايلي م بيطار عبر أغنية “زمن” !
ولهذه المناسبة دعت المطربة دلال الشمالي، والدكتور إيلي بيطار نخبة من الإعلاميين إلى حفل غداء في مطعم “زون” بالمنصورية لمشاركتها انطلاقة أغنيتها الجديدة ” زمن” بعد غياب دام أكثر من عشرين سنة.
الاجواء كانت مفعمة بالمحبة، وغنية بمساحات زمنية أغدقتها علينا دلال بصوتها الشجي…وهذه بعض اللقطات، تحكي القليل من المحبة التي غمرتنا بها الضيفة.
إضغط على الصورة لتكبيرها
Leave a Reply