حلّت النجمة اللبنانيّة ميريام فارس ضيفة على شاشة سكاي نيوز عربيّة في لقاء خاصّ حاورها فيه الإعلامي سعيد الحريري، وفتحت فيه وزارة السياحة اللبنانيّة متمثّلة بشخص وزير السياحة اللبناني وليد نصّار، مغارة جعيتا لملكة المسرح كي تصوّر فيها اللقاء بعدما كانت أبوابها مقفلة أمام الزوّار بسبب القيود التي فرضها وباء كورونا.
وعن إصرارها للتصوير في مغارة جعيتا قالت فارس: ” هذا المكان هو هبة من عند الله، وهديّة للبنان، وهو من أجمل الأماكن في وطننا. ويبلغ عمر هذا المكان ستّة ملايين سنة، وهذا ما يمحنه أهمية وقيمة خاصّة. كفانا تصدير صورة المشاكل والأوضاع السيئة عن لبنان، حيث أنّنا بدأنا ننسى أن لبنان هو أجمل بلاد العالم”.
وعمّا إذا كانت تشعر بالرضى عن مسيرتها الفنيّة بعدما بلغت سنّ العشرين من عمرها الفنيّ، قالت: “عندما أنظر إلى مسيرتي لا يمكنني سوى النظر إلى حياتي بالكامل خلال هذه العشرين سنة، حيث أنّ أكبر إنجاز حقّقته هو العائلة والأولاد، فمنذ صغري كنت أردّد أنّ الفنّ مجد باطل، وبين الفنّ والعائلة هناك تضحيات كثيرة، وهنا تشعر بينك وبين نفسك أنّك إرتكبت تقصيراً معيّناً، ولكنّي أبذل قصارى جهدي لتكريس حياتي لعائلتي لأنّها الأولوية في حياتي”.
وعن الجزء الأقرب إليها من الوثائقي الذي عرض على نتفليكس، وتضمّن توثيقاً لمشاهد من حياتها خلال فترة حجرها أثناء كورونا، وفترة إجهاضها وحملها بطفلها الثاني دايف، قالت: ” كنت أصوّر الوثائقي خلال عام كامل بكاميرا تلفوني، وأثناء المونتاج إكتفيت بما إنتقيته من كلّ المواد التي تمّ تصويرها، أمّا الجزء الأقرب والأجمل كان في الشهرين الأخيرين، عندما تخلّصت من فيروس كورونا، فأحسستُ
حينها أنّي أودّ أن ألعب بشدّة مع إبني جايدن على الرغم من أن بطني كبر كثيراً، ولا شكّ أنّ أجمل لحظة في الوثائقي هي لحظة ولادة إبني الثاني دايف”.
وعن الإنتقادات التي وجّهت إلى الوثائقي حتّى قبل موعد عرضه على نتفليكس، وعمّا إذا كانت تشعر بأنّ ثمّة ماكينة إعلامية يحرّكها بعض المغرضين والمنافسين لها في العمل، قالت ميريام: ” كنت سعيدة جداً بنجاح الوثائقي وإحتلاله المراتب الأولى على مدى أسبوعين، حيث تصدّر المرتبة الأولى في لبنان والأردن، وتنقّل في السعودية بين المرتبة الثالثة والرابعة، وكذلك في المغرب وقطر والإمارات وكلّ الوطن العربي. في العادة عندما يصدر عمل ما، يطاله النقد السلبي والإيجابي، ولكن قبل موعد عرض الوثائقي خاصّتي، بدأت الأقلام المبغضة والرافضة للنجاح، يضعون الفرضيات والعناوين العريضة التي توجّه النقد للعمل… فعلى أيّ إنتقاد تودّني أن أردّ؟!! وبعد صدور الوثائقي كُتبت عنه أجمل الكلمات، وكلّ من إنتقد العمل قبل صدوره توقّف عن الكتابة بعد العرض لأنّه أيقن أن ما كتبه كان خطأً، ولقي العمل أحلى الكلام من قبل الصحافة اللبنانية والعربية. أمّا عن الماكينة التي تحرّك تلك الأقلام، فأنا أعتقد بأنّ الناس المبغضة تلاقي بعضها البعض، وليست بحاجة إلى ماكينة لتحرّكها، وهناك منهم الكثير، وتحديداً في لبنان، وهناك من يكره النجاح، سواء لي أو لغيري، وأتمنّى أن نحبّ بعضنا أكثر في يوم من الأيّام”.
وعن إعتمادها إستراتيجيّة خاصّة بإصدار وثائقي في حين يصدر زملاؤها الأغاني والألبومات قالت: ” أخبّئ الكثير، وأنا في بحث دائم عن التكنولوجيا الجديدة لأستغلّها وأكون السبّاقة بها، ونعم أنا أعتمد إستراتيجيّة جديدة، لأنّ ما كان سائداً في السابق لدى الفنّانين بإصدار الأغاني والألبومات كلّ عام أو عامين بات موضة قديمة، وعلينا اليوم أن نخاطب جيلنا والجيل الجديد، لم أعد أنتظر اليوم أي فنان ليقدم أغنية وكليب، لأنّ ذلك لم يعد جديداً، بل بات أمراً واجباً علينا أن نقدّمه، ولكن أين التجدّد؟ هذا ما أسعى إليه، وأنا أفكّر بعيداً قليلاً عمّا هو سائد وتقليدي”.
وعن تحدّي حالة حلوة الذي وصل إلى ١٠٠ مليون مشاهدة على يوتيوب وإشترك به أكثر من ٢٥ الف شخص على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، قالت: ” علينا أن نخاطب الجمهور كما يحلو لهم، وليس كما يحلو لنا، لم يعد بإمكاني أن أقدّم ما تعوّدت أن أقدّمه منذ عشرين عاماً وأقول للجمهور أن يأتي إلي، لم يعد الحال كالسابق، وأصبح واجباً علينا أن نخاطب الناس بلغة أخرى”.
وعن الميزانيات الكبيرة التي يرصدها الفنّانين للترويج لأعمالهم وشهرتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت ميريام: ” نعم هناك الكثير من الميزانيات التي تُرصد لمثل تلك المشاريع، وهنا يهمّني أن أذكر بأنّ ثمة أعمال يصدرها بعض الفنّانين لا تحظى بالدعم المادي المطلوب، ولكنّها تحقّق النجاح الكبير، وتحظى بملايين المشاهدات، ولكنّ التسويق يأتي عندما يكون الفنّان مقتنعاً بأغنيته ويحبّها، ولكن الجمهور لم تصله، وهو يريد أن يوصلها إليهم”.
وعن تفاصيل تجربة المرض القاسية التي مرّت بها، وأبعدتها لأربع سنوات عن الإعلام، وعمّا إذا تجسّدت العبرة من هذه التجربة بأغنية “غدّارة يا دنيا”، قالت: “كلام هذه الأغنية كتبته شقيقتي رولا، وأنا كنت حينها راقدة في فراشي، وعندما أردتُ تصويرها على طريقة الفيديو كليب، أردت توظيف كامل طاقاتي الجسدية فيه، وقدّمت الرقص المعاصر، وهو من أصعب أنواع الفنون، وقد فعلت ذلك لأثبت لنفسي أنّي تحسّنت… نعم غدّارة الدنيا غدّارة، ولكن بإستطاعتك أن تتفوّق عليها”.
وعن وقوف السيّدة ماجدة الرومي إلى جانبها أثناء فترة مرضها، وإنطباعاتها بدعم زملائها من الفنّانين قالت: ” أودّ أن أشكرهم جميعاً لوقوفهم بجانبي، وقد شعرت بأن دعم الناس هو السند، أمّا السند الأكبر فرأيته في عيون الناس في الشارع، الذين شعرت بلهفتهم عندما كانوا يسألوني عن وضعي، أمّا السيّدة ماجدة الرومي فهي صاحبة أكبر قلب في الوسط الفني، لم أر مثل قلبها الطيّب، ومثل شهامتها، وقد وقفت بجانبي بشكل لا يمكن أن أنساه، وهي الوحيدة التي صارحتها بوضعي وفتحت لها قلبي، وهذا مام خلق بيننا لحمة وعلاقة وطيدة أتمنّى أن تدوم، وهي شخص لا يمكن أن يتكرّر”.
وعن قيامها ببطولة فيلم سيلينا الذي سنح لها أن تقدّم الدور الذي سبقتها عليه السيّدة فيروز في مسرحيّة “هالة والملك” التي تمّ تحويلها إلى فيلم سينمائيّ، كما سنح لها الفرصة بالوقوف أمام عمالقة في الفنّ كدريد لحام، وأنطوان كرباج، والمخرج حاتم علي، قالت: ” أعتبر هذا الفيلم وساماً أضعه على صدري، وهنا أذكر عندما كلّمني المنتج نادر الأتاسي الذي سبق أن أنتج مسرحيّة هالة والملك، وأحبّ أن يحوّلها إلى فيلم… عندما كلّمني للمرّة الأولى عبر الهاتف قال لي: ” يا إبنتي أنا أبحث منذ ٢٥ سنة عمّن يقوم ببطولة هذا الفيلم، وها أنا اليوم قد وجدتك”، فقلت له: “وأنا عمري ٢٥ عاماً”، فقال لي: “هذا الفيلم خُلق لكِ”، فقلت له: “هذا شرف لي”، ولكن كان
علي إحتياز إمتحان آخر ألا وهو زيارة الأستاذ منصور الرحباني، والغناء أمامه لكي يحكم على قدراتي، فوافق عليّ، وأعطاني بركته، ومن هناك إنطلقنا في هذا العمل”.
وعمّا إذا كانت تفكّر بخوض تجربة الدراما مرّة أخرى بعد نجاحها في مسلسل “إتهام”، قالت: ” بكل صراحة تعبت كثيراً في تصوير مسلسل “إتهام”، وحينها قلت أنا لستُ ممثلة، دعوني في الغناء والوقوف على المسرح، وللحقيقة هذا المسلسل أخذ مني طاقة كبيرة، ولأني بكيت بكثرة في المسلسل عشتُ هذه الحالة، فلم أكن أمثّل، وعندما كنت أتحدّث مع الممثلين المشاركين معي في العمل وخصوصاً المصريين منهم، كنت أطلب منهم أن يعلّموني كيفيّة التمثيل دون أن أعيش الدور على أرض الواقع، فقالوا لي: “كي تكوني ممثّلة حقيقة، ما فعلتيه هو الصحيح”، وبما أنّ أغلبية السيناريوهات التي تلقيتها في تلك الفترة كانت دراميّة، بعدما نجحت في الآداء الدراميّ، قررت ألا أقدم الدراما في وقتها، ولكن اليوم بعد مرور سنوات إشتقتُ للدراما، وانا في طور قراءة السيناريوهات لأفلام ومسلسلات، ومن الممكن أن تروني قريباً”.
وعن اللهجات التي تتقنها غناءً، وعن أكثر الفنانين الذين أثّروا بها من الثقافات المختلفة التي تغنّي من موروثها، وعن تحضيرها للغناء باللغة الأمازيغيّة قالت ميريام: ” أحببتُ أن أقدّم اللون الأمازيغي التراثي، وقد أديتُ ذلك في إحدى حفلاتي مع فرقتي الموسيقيّة وبدون تحضير، لأننا شعرنا بأنّ إيقاعها قريب من أغنيتنا اللبنانية، وكنت أودّ أن أحمل هذه الثقافة وأريها للعالم أجمع، كما حملت سابقاً لون “القناوة” المغاربي، وهنا أستغل الفرصة لأوجّه تحيّة كبيرة عبر سكاي نيوز عربية لكل الشعب الأمازيغي في المغرب وتونس والجزائر في وكلّ العالم. أمّا عن الفنّانين الكبار الذين نغنّي لهم في حفلاتنا، فأنا أنتقي من كلّ بلد أودّ أن أقدّم لونه الغنائي، فمثلاً إذا وددتُ الغناء باللون العراقي، أغني للأستاذ ناظم الغزالي، ومن السعودية للكبير أبو بكر سالم، وللأستاذ محمد عبده، ومن الإمارات الأستاذ ميحد حمد، وعندما نذهب إلى مصر نقول عدويّة وغيره من الأسماء الكبيرة التي نحبّ دائماً أن نردّد أغانيهم”.
وعن القيم التي زرعها فيها والداها، وتحاول اليوم غرسها في ولديها قالت: “والديّ، وخصوصاً والدتي، رزعت فينا حبّ الأرض، والوطن، والإيمان بالله، كما زرعت فينا محبّة الناس، والحرص على جيراننا”.
وعن قضايا المرأة اللبنانيّة المجحفة بحقّها قالت: ” ما زال أمام المرأة اللبنانيّة أشواط كثيرة لتحقّق تعادلاً مع الرجل في لبنان، ولكن من أهم الأمور التي أعتقد أنّها تظلمها هي أنّها لا تتمكّن من إعطاء جنسيتها لأطفالها، وهذا ظلم بحقّها، وظلم بحقّ الأطفال”.
وعمّن ينظر إلى جانب الفخامة والثراء في حياتها قالت: ” أشكر هؤلاء لأنهم يحبّون أن يتابعوا هذا الجزء من حياتي، بينما غيرهم يحبّ أن يرى كيف بدأت ميريام، وتعبت، و ثابرت وكانت عصاميّة حتّى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وهناك الكثير من المعجبين يقولون لي نودّ أن نكون مثلك، وأن نتعب ونثابر لنحقّق أنفسنا، وهذا نوع آخر من التأثير، ولكلّ شخص أن يختار كيف يتأثّر بالفنّان الذي يحبّه”.
Leave a Reply