بعد إنقطاعه فترة طويلة عن الإعلام ، وإبتعاده عن الظهور في الحفلات وعلى الشاشات لأكثر من خمسة عشر عامًا.
إعتقد بعض المراقبين أن عازف الغيتار الشهير “محمد صالح” قد إعتزل العزف والموسيقى بشكل تام ، وشاء لنفسه أن يعيش حياته بمسار مختلف عمّا نشأ وشبّ عليه ، وبات يستجدي الهدوء على حياة الأضواء ، مُكتفيًا بما حقّقه من عمل دؤوب وشهرة واسعة بين الناس وعند المُحبّين.
لكن الحقيقة ، جاءت مغايرة ونقيضة تمامًا لهذا الإعتقاد، لأن مَن عايش النغمة وسَكَبَها بروحه لا يستطع تركها أو التنازل عنها لأي ظرف كان.
وهذا ما حدث مع ” محمد ” الذي صقلته النغمة ووسمته بروائعها ، وعاش عمرًا يتنّشقها ويحياها حتى أضحت متلازمة مع حياته وأصبحا صنوان لا يفترقان، فلا يمكن له أن يتخلى عنها أو تتخلّى عنه.
وصحيح .. أنه إبتعد عن الأضواء لفترة طويلة، لكن إبتعاده لم يكن إلّا هادفًا ومفيدًا .. فكان يقضي معظم وقته خلف الكواليس ، في الإستديوهات ومع أكبر الموّزعين الموسيقيين ، يُشرّق الإيقاعات لنخبة من أشهر وأكبر نجوم لبنان والوطن العربي، فغالبية الإغنيات التي إشتهرت كانت حلاوة إيقاعها ناتجة عن لمساته المُبدعة.
كما كان يعمل بجديّة كاملة للبحث عن إبتكار جديد يكون بمثابة ثورة في عالم الموسيقى ، ناهيك عن سفره الدائم الى شركات موسيقية غربيّة وشرقيّة ،لا سيما اليابان الذي عمل في شركاتها على “تشريق” ألة الأورغ والتي منحته شهادة رفيعة لجدارته وخبراته .
بيدَ أنه أصرّ على تحقيق هدفه، وعاد اليوم الى الظهور ليطلّ على محبّيه بقوّة كبيرة من خلال عمل إبداعيّ ، يُسجّل له عالميًا ، لأن فكرته فريدة ومليئة بمزايا التقنيّة الحديثة التي لا تأتي الّا بعد جهد وإصرار على تحقيقها. لقد عمل ” محمد ” على “تشريق” آلة الغيتار بطريقة يستطيع بها أن ينقل صوت المطرب الى طبقات عديدة ونغمات مختلفة من دون أن يتأثر الصوت ” بنشاز ” أو إختلال بصفائه وخامة اللحن، كما آثر أن تبقى جميع دعائم الغيتار الغربي على ما هي، فكان إبداعه مثار إهتمام لموقعنا الذي إلتقاه في الإستديو العائد له ، وأجرى معه هذه المقابلة الجميلة:
Leave a Reply