بعد سنوات من التمثيل والإخراج المسرحي ودخولها الإخراج السينمائي عبر الفيلم الوثائقي ،تطلّ اليوم المخرجة ” لطيفة أحرار ” على جمهورها في شهر رمضان المبارك بإخراج أوّل فيلم تليفزيوني لها لصالح القناة ” الأمازيغية ” يحمل عنوان ” إمكوسا ” التي قامت بإخراجه، وشارك فيه باقة من الفنانين والفنانات المعروفين ،إضافة الى بعض فناني المنطقة في منطقة أطلس المتوسط – المغربية ، ويتمحور موضوعه عن ” الورثة ” التي تُشغل الركن الأساسي في الفيلم وما تحمله من أحداث وتداعيات على العائلة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
الفيلم ناطق باللغة الأمازيغية لكن صوره تُفهم عند الجميع ، وتدور أحداثه في قرية أطلسية جميلة، يعيش الحاج عبد القادر وهو رجل ميسور في عقده الستين مع زوجته عائشة التي تجايله سنًا. وكان قد تزوج عبد القادر بـ عائشة بعد أن توفيت زوجته الأولى ، التي تركت له ولدين اسمهما “لحسن وحليمة” .
تفانت عائشة في تربية الأولاد حتى أصبحا شابان .
تزوج “لحسن” ابن عبد القادر من “رقية” بالمدينة المجاورة للقرية، كما تزوجت “حليمة “من إبن عمها “عمر “وهو يتيم الأبوين ، توفي أبواه اثر معركة مع جنود الاستعمار، فتكفل بتربيته عمه عبد القادر .
يعمل “عمر “في الفلاحة و الزراعة في حقول عمه مقابل الخمس من كل غلة . وحينما أصبح “عبد القادر” طريح الفراش بسبب مرض عضال ألمّ به،فكانت تعتني به زوجته عائشة .
لـ “رقية” زوجة لحسن ، صديقة اسمها “رابحة” وهي في سنها كما أنها زوجة “علي” صديق “لحسن” ابن عبد القادر. وبما ان عبد القادر يعتبر من أغنياء البلدة ، تغلب هاجس الطمع على “رقية” وأصبحت تلِّح على زوجها ان يرغم أباه عَلى تفويته له لجميع أملاكه قبل وفاته، مستعينة في ذلك بصديقتها رابحة وزوجها علي دون علم من حليمة وعائشة.
وبعد أخذ ورد ، أذعن لحسن لطلب زوجته و سقط في عملية تزوير ونصب بطلها “علي “صديقه .
وكان في القرية “مجدوب” يجوب ارجاء أزقتها بدعدوعه يتفوه بزجل كله حكم ومعاني .
توفي عبد القادر، وأثناء حفل التأبين و بحضور أهل القرية ، يأتي المجدوب لتقديم العزاء بطريقته ، فيتفوه بكلام وقع في اذن لحسن ابن الهالك كالرصاصة ،أذكت فيه ضمير القناعة وهزمت فيه قوة الطمع، فقام أمام الملإ وأشهد الحضور على انه ارتكب إثمًا كبيرًا تجاه أخته الوحيدة حليمة، وتجاه زوجة أبيه عائشة ، وأعلن عن فسخه لكل عقود تمليك بإسمه مما تركه أباه، ليصبح المأثم عرسًا.
وقد عالجته المُخرجة ” لطيفة أحرار ” بكثير من التقنية الإخراجية حيث إختارت مواقع التصوير والمناظر بدقّة متناهية، وتمّ تصوير الفيلم بمدينة إفران وزاوية سيدي عبد السلام مما يتماشى مع سياق القصة وملاصقته للواقع.
ومن المتوقع أن ينال الفيلم النجاح الكبير بين الأوساط المتابعة ويتصدّر الترند في السباق الرمضاني بالمغرب والدول المجاورة.
Leave a Reply