كتب// جهاد أيوب
لا تزال المخرجة المتمكنة فرح الهاشم تعيش البحث، ولا تنفك الانتقال من تجربة جدلية تصب في صالحها، إلى تجربة أكثر جدلية، وقد خاضت في مغامرات عشقها للسينما العديد من المحطات التي تحسب لها ولجيلها رغم شباب العمر.
فرح متصالحة مع الشمس، ورفيقة التاريخ والمكان والزمان الذي ترعرعت مع طيوره ونسائمه بفرحها وحزنها، وأخر بصماتها التي ستعرض قريباً فيلم “بيروت برهان” للمخرجة فرح الهاشم تجربة سينمائية مبتكرة للإطلاله على زمن المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية.
برهان أحد فرسان جيل السبعينات، وهي المرحلة التي شهدت ظهور موجة جديدة من المخرجين اللبنانيين الذين درسوا الفن السينمائي على أصوله في اوربا وفرنسا وبلجيكا بشكل خاص ثم بدأت الحرب وغيرت مجرى حياة هؤلاء جميعاً.
عن تجربة برهان علوية ورؤيته لبيروت في زمن الحرب تقدم المخرجة فرح الهاشم فيلمها التسجيلي -الروائي الجديد “برهان بيروت”، وترصد من خلاله ملامح تجربة برهان السينمائية التي بدأت في اوائل السبعينيات وتضمنت عدداً من الافلام مثل “كفر قاسم”، و”بيروت اللقاء”، و”رسائل من زمن المنفى”، و”إليك اينما تكون”… وغيرها حيث يأخذنا الفيلم في رحلة من مسقط رأس برهان علوية في قرية ارنون الشقيف في جنوب لبنان الى بيروت التي شهدت تصوير افلام برهان في عز الحرب، ومن ثم مواكبة برهان في رحلته الى باريس، وبروكسل التي استقر فيها حتى رحيله في سبتمبر من العام الماضي .
يلتقي الفيلم ويحاور مجموعة من الأسماء الفنية والادبية التي تعاونت مع برهان تمثيلاً وكتابة مثل هيثم الامين، وأحمد بيضون، ومحمد كلش، وهادي زكاك، والعديد ممن التقوا برهان وعرفوه عن كثب من صحافيين وإعلاميين ونقاد مثل نديم جرجورة، وهوفيك حباشيان، وزاهي وهبي، وأحمد قعبور، وغير هم.
ويذهب بنا الفيلم الى الاماكن التي عاش فيها برهان علوية مخرج البحث عن الهوية التي تحدث كثيرا عنها في افلامه من خلال كلامه عن الوطن والهجرة والمنفى والعروبة، وقضية فلسطين وهي الاعمال التي شكلت شخصيته الابداعية الفريدة، وحملت الكثير من افكاره ورؤاه واحلامه الكبيرة .
في هذا الفيلم نتعرف أكثر فأكثر على عالم برهان علوية السينمائي، وأفكاره التي تحمل فلسفة عميقة للواقع، وأيضاً على بيروت في فترة السبعينات والثمانينات بكل ما فيهما من حنين الى الماضي وأمل بالمستقبل .
“بيروت برهان” هو أحدث افلام المخرجة الحالمة بسينما نظيفة ذات مضامين هادفة فرح الهاشم التي تضم مجموعة من الافلام التسجيلية، والروائية الطويلة والقصيرة من بينها “سبع ساعات فراولة “مارلين مونرو في نيويورك “ترويقة في بيروت “نساء الكويت “قصة مش مكتوبة ” اليوم الخامس “، واللافت أن أغلب هذه الأفلام حصلت على جوائز عربية وعالمية، وعلى أمل أن يحظى هذا الفيلم بعروض محلية وعربية وعالمية، وقد ينطلق قريباً من صالات دولة الكويت .
Leave a Reply