تسقط أوراق شجرة الفن السوري في زحمة عذابات الوطن، وها هو القدير، الهامس، المثقف، والغني بتواضعه الفنان بسام لطفي يتنحى عن جواده، ويرحل إلى خالقه.
عرفته قيمة على قيمة، وحينما التقيته في أمسية شامية قبل تكالب الحقد على سورية بادرني بأجمل العبارات، استغربت اهتمامه بي، سألته عن أحواله…ابتسم، وقال بالحرف:” من لا يقرأ ما تكتبه في جريدة “بلدنا” يخسر كثيراً…اتابعك من الصفحة الأولى إلى نهاية السطر…انت جعلتني احب الصحافة من جديد، ورغم قساوتك احياناً، ولكن هذا هو المطلوب حتى لا يفلت الوضع، اعبر لك عن شكري “!
ما من مناسبة التقينا تحت عباءة ياسمين دمشق، إلا وكان هو ملك التواضع، وبلسم الإستقبال الجميل كما هو بلسم الفن السوري، والأب الهادئ، ومع إنه لا يحب المشاركات الاجتماعية كثيراً…
بسام لطفي شريك الدراما السورية منذ بداياتها، وحضور نخبوي، وعاصفة أبوية…
في رحيله طويت صفحة الفن للفن النظيف، وبقيت سيرة الفنان المكافح، وخسرنا المحب، وتلاشت ذاكرة ذهبية قد نعود إليها كلما توجع الفن في بلادنا…
بسام لطفي فنان من الطراز الذهبي…
Leave a Reply