حل النجم العربي وليد توفيق ضيفاً برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعدّه ويقدّمه الإعلامي جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5.
توفيق بدأ حديثه قائلاً :”النجم إن لم تكن لديه حالة معينة يكون إنساناً عادياً ، الله يعطي هذه الحالة والكاريزما منذ لحظة ولادة الطفل بين عائلته ، ثم جيرانه ورفاقه في المدرسة فيكون مميزاً ومحبوباً، ولديه علاقة غير طبيعية مع الناس الذين يحبونه، هكذا كانت طفولتي فكنت أغني بالهندية وبالعربية، كنت أريد أن أغني دائماً وأعزف موسيقى، والدتي، رحمها الله، كان صوتها جميلاً جداً، هي معلمتي في الحياة وفي الغناء لأن صوتها كان دائماً في أذنيّ حيث كانت تغني لفيروز وأم كلثوم وسعاد محمد ، لكن كان لدي مشكلة حيث كنت أشعر بأننا كثيرون في المنزل ووالدي “ما عم بيلحق” كان بالدرك ، فرسمت في رأسي طريقاً منذ أن كنت صغيراً وهو أني سأطلع بشيء أحلم به ، طفولتي كانت لذيذة جداً ، وكنت دائماً نجم الصف ونجم المجموعة التي كنت أتواجد فيها”. وأضاف :”كنت شقياً بعض الشيء في المدرسة ، كان هناك فيلم إسمه “سانتو” حيث كنت ألبس قناع “سانتو” ونلعب مصارعة إلى أن وقعت ، فعندما ذهبت إلى والدتي من شدة زعلها صفعتني لأني كسرت سني وجرحت شفتي، وفي إحدى المرات ربطت خيط نايلون في الصف وكنت أعزف عليه فسمعني الأستاذ وطردني خارج الصف ، هذه كانت بداية إحساسي بآلة العود ، تم طردني مرات عديدة من الصف لأني لم أكن أحب الدرس ، لكن كل شيء يتعلق بالموسيقى كان حياتي”.
وتابع توفيق :”لم أكمل تعليمي ، تركت المدرسة في الصف الثالث لأعمل وأساعد والدي ولأرسم الطريق الذي أحلم به ، عملت بداية في تصليح الراديو والتلفزيون فوجدت أن المسؤول عني في العمل يحب الغناء أيضاً ، فكنا نجلس في مكان العمل وبدل أن نعمل كنا نجلب الميكروفون ونبدأ بالغناء ، فطردونا من العمل، بعدها قلت لوالدي إني أريد أن أتعلم تمديد الكهرباء، حيث أن والدي، رحمه الله، كان يقول لي “إما أن تدرس أو أن تعمل” ، فأخذني وتعلمت تمديد الكهرباء، وخلال ستة أشهر صرت متعهداً كبيراً حين كان عمري حوالى 15 أو 16 عاماً ، فبدأ مشواري في العمل بنجاح كبير، وإشتريت سيارة وأصبح لدي عمال من حولي، ومن هنا إستطعت أن أذهب وأتعلم العزف على آلة العود لدى الأستاذ أمين عازار الخوري، رحمه الله ، بعدها سمعت بفرقة “الفنون الشعبية” في طرابلس للفنان عبد الله حمصي “أسعد” ، فكان نادياً صغيراً يضم أسعد وسعيد وفهمان وأبو سليم ودرباس ، فصرت أتوجه إلى النادي ، بعد عملي، وأمارس هوايتي وأحمل عودي وأغني ليلة السبت هناك ، صار لدي معجبون كثيرون ، وإنطلقت من هناك إلى برنامج “ستوديو الفن” 1973-1974″. وعن “أول دقة قلب” قال توفيق :”كنت محبوباً كثيراً من الفتيات ، كان لدي رفيقة أسير خلفها يومياً من المدرسة من شارع لطيفة لأوصلها إلى منزلها في طلعة القبة وهي كانت فقط تنظر إليّ وتبتسم لي وأنا أبتسم لها ، كان هناك إحترام وبراءة وتحفظ في الحب”.
وتحدث توفيق عن أولاده وقال :”لدي علي وهو إبن جورجينا ولا أفرقه إطلاقاً عن الوليد ونور، علي تزوج وأصبح لديه أولاد ، الوليد عمره 24 عاماً يحب الموسيقى كثيراً والهندسة وهو يدرس هندسة الصوت والتوزيع الإلكتروني في أكبر جامعة في لندن ، هو قام بـ ريميكس لأغنيتي “شوف شو حلوة بيروت”، تفكيره أجنبي لكنه يحب العربي الكلاسيك بمعنى أنه يحب فيروز ويحب أغنياتي العاطفية التي غنيتها في الأفلام ، لا يحب الموسيقى الشعبية كثيراً ، نور عمرها 23 عاماً تدرس events في جنيف ، وسأسافر إلى هناك لأحضر حفل تخرجها”.
وعن أغنية “غريب يا زمن” من ألحان الموسيقار الراحل ملحم بركات ، كلمات الشاعر الراحل شفيق المغربي ، قال توفيق :”هذه الأغنية موجودة منذ أن غنيت “أبوكي مين يا صبية” من ألحان بركات ، في فيلم “ساعي البريد” ، ولأن الأغنية مدتها حوالى 8 دقائق رفض حينها المخرج سمير الغصيني أن يمررها في الفيلم ، فطلب أن نحذف منها مقطعاً لكن بركات رفض ذلك ومعه حق لأغنية رائعة ، فكنا نغنيها على العود لكن لم نسجلها في الستوديو ، حتى أن والدتي كانت تحب هذه الأغنية ، فقبل رحيلها طلبت مني أن أسجلها ، فتوجهت إلى بيروت لتناول الغداء مع بركات والأستاذ عوني الكعكي، فتحدثنا عن الأغنية وقال بركات للكعكي :”أنا أعطيت توفيق أغنية من أروع ما لحنت في حياتي، وإن لم يغنيها سأعطيها للأستاذ وديع الصافي لأنه لحن صعب جداً” ، لكن بركات قال لي إنه نسي اللحن، لكن كوني أعزف على العود وألحن لم أنسَ اللحن، فبعدها جلست مع الموسيقيين وتذكرت اللحن بكامله مع الموسيقى وسجلت الأغنية وأسمعتها لبركات بحضور الشاعر نزار فرنسيس، فأدمعت عينا بركات عندما سمع اللحن لأنه تم تنفيذه مثلما كان يريد ، وقلت له إننا سنصورها وهو يقف معنا على المسرح والموسيقار الكبير وأنا تلميذه الذي بدأ معه المشوار بـ”أبوكي مين” و”مغرم بعيونك”..، وكان القدر أن رحل”.
وأضاف :”لكني طرحت الأغنية حين كان ما زال في المستشفى لأنه إنتشرت أخبار أنه توفي قبل وفاته بـ10 أيام ، فإتفقت مع زوجته رندا على أن نطلق الأغنية في ذلك الوقت لنكذب خبر الوفاة ونقول إنها أغنية جديدة من أعمال بركات ، والناس أحبوا الأغنية كثيراً وهي تلقى أصداء جميلة جداً ، وسأضمها إلى ألبومي الأخير خلال توزيعه من جديد”.
وعن ألبوم “أغاني أحببتها” الذي يضم أجمل ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي التي غناها عبد الحليم ووردة وأم كلثوم ، وأعاد توفيق غناءها من جديد في هذا الألبوم قال :”المنتج محسن جابر وجد أن عليه أن يدفع الكثير من الأموال لـ”ساسيم” فلم يطرح الألبوم في الأسواق ، لكني أقدمه هدية لأحبائي وجمهوري ووضعته على الإنترنت”. وبالنسبة لأغنية “دار الزمان” التي لحنها توفيق ويغنيها الفنان جورج وسوف ، من كلمات أحمد قنوع ، قال :”الأغنية ليست ديو كما إنتشر بعد أن غنيناها معاً في الستوديو على العود ، بل هي بصوت وسوف وحده وهو سجلها، وأنا أحبه كثيراً ، هو صديقي وأحب فنه وصوته، والأغنية فيها اللون الطربي الذي يليق بقيمة وسوف”. وعن مشاركته في حفل “One Lebanon” قال توفيق :”للأسف بعض الفنانين يعتبرون أنهم إذا أطلوا مع فنانين شباب فهم ينتقصون من مستواهم ، أنا كسرت هذا الحاجز لأنه مهم أن نتواصل مع هذا الجمهور ومع هؤلاء الفنانين الشباب ، كنت سعيداً جداً بمشاركتي هذه ، وأشكر تانيا قسيس وميشال فاضل وزياد ميقاتي لأنهم شجعوني على هذه الإطلالة حيث كنت بداية أسألهم “ماذا سأقول؟ وأين سأغني؟” إلى أن وصلنا إلى أنه ممكن أن نقوم بـ ميدلي وطني ، لأنه صودف عيد الإستقلال وليس هناك أهم من هذه المناسبة، ولأنه ما من أحد أكبر من لبنان، كل الكبار ومن يسمون أنفسهم كباراً كانوا سيكبرون أكثر لو شاركوا في الحفل وغنينا كلنا مع بعضنا، إذا كنا كلنا نعتبر أنفسنا جنرالات لكننا بحاجة إلى ضباط وجنود ، وللأسف البلد كلها جنرالات في الفن ، وطالما قلنا “جنرال” أبارك للبنانيين لأنه أصبح لدينا رئيس جمهورية هو فعلاً جنرال بمحبته وكلامه ومواقفه، أبارك للرئيس وأتمنى له الصحة والقوة لينقذ البلد وينفذ ما وعدنا به في القسم ، على الأقل أن يتم جمع النفايات وتوفير المياه والكهرباء ، فليكن هناك خلية لإتمام هذه الأمور لإنقاذ الشعب اللبناني، بعيداً عن السياسة وعن الحكومة وتشكيلها“.
وعن الفيلم الذي يروي سيرة حياته ، قال توفيق :”يجب أن تسأل الصحفي الكبير الصديق محمد حجازي ، فأنا منذ حوالى 5 سنوات سجلت له كل مذكراتي ومن حينها بدأ بالكتابة ولم ينتهِ منها حتى الساعة لأن لدي هو أيضاً أعماله وواجباته وظروفه ، أنا كنت أريد أن يكون مسلسلاً ، وليس من الضروري أن يتكون من 30 حلقة ، وحين شاهدت مسلسل “الشحرورة” شعرت بأنه من الجميل إذا كان الفنان له مشوار فني طويل ، والحمد لله مشواري الفني عمره أكثر من 40 عاماً ، أن يمثل هو سيرة حياته ، طالما أن لدي الخبرة في التمثيل ، كنت سابقاً أريد أن أختار فناناً يجسد طفولتي وشبابي إلى عمري الحالي ، لكن صديقي المنتج الكبير صادق صباح رفض ذلك وقال لي :”ما زلت تستطيع أن تعطي الكثير بعد من حيث العمر والشكل والأداء، لا نريد أن نقفل مشوارك بقصة حياتك الآن ، بكير بعد” ، فأقنعني بكلامه هذا”. وفي فقرة “عطيني سرّك قال توفيق :”حياتي واضحة مثل الشمس ، لكن هناك سراً أكشفه لأول مرة في البرنامج وهو أنه كان هناك فيلمان في مصر أخذوهما مني لأن نجوميتي في السينما وصلت إلى مرحلة كبيرة جداً ، مصر التي أعتبرها بلدي الثاني، فأصبحوا يقولون ، وهذا ليس من الشعب المصري ومن الذين يحبوني بل في البيزنس والشركات ، إن “الواد ده هيقعد على الكرسي بتاع عبد الحليم ، فيجب أن نُظهر شاباً من بلدنا”، وهذا أمر طبيعي ، وأحبه في المصريين ، وهو على عكس بلدنا ، نحن هنا للأسف نحطم بعضنا ، وطبعاً لا أجمل الكل في كلامي ، فكان هناك فيلم مع مديحة كامل وعمر الشريف ، وفيلم “العفاريت” وذلك في تسعينيات القرن الماضي ، حيث كان يجب أن أقوم ببطولة هذين الفيلمين ، لم أزعل، فأنا متصالح جداً مع نفسي”. وأضاف :”فأنا لم يساعدني أحد ، رغم وجود أيادٍ بيض في حياتي ، حيث كنت أنتج بمفردي ، فيلم الممثل دريد لحام “سمك بلا حسك” أنتجته وشريكي سمير العناني لأني أردت أن أقف إلى جانب لحام وإلى جانب الكبار لأكبر معهم حيث كان حلمي منذ كنت صغيراً ، أن أراهم”. وتحدث توفيق عن زوجته ملكة جمال الكون 1971 جورجينا رزق حيث قال :”تعرفت إليها في العام 1974 وسافرنا معاً إلى مصر ، لم أكن أفكر إطلاقاً بأنه من الممكن أن أتزوجها ، فأنا لم أكن أريد أن أتزوج من أي إنسانة ، وعدت وقابلت جورجينا في لبنان في العام 1977 وكانت حينها متزوجة من أبو حسن ، رحمه الله، وسلمت عليهما ، وعدنا وتقابلنا في باريس وطلبتها لتشاركني في فيلم فرفضت وقالت لي “خلص أنا لا سينما ولا شي” ، وبعدها تزوجنا”.
وعن عاداته السيئة قال توفيق :”من عاداتي السيئة أنه إذا كان أحد يتكلم وجاءت فكرة على رأسي أقاطعه خوفاً من أن تذهب الفكرة من رأسي ، وهناك عادة ثانية هي أنه عند دخولي غي عمل جديد لا أضع شروطاً كثيرة واكون متساهلاً جداً فيبدأ الطرف الثاني بالتساهل أيضاً فنقع في مشكلة في نهاية العمل ، وهناك عادة ثالثة وهي أنه في حال تعاملت مع شخص وأخطأ هذا الشخص بحقي أنسى الأمر وأعود وأتعامل معه من جديد ، وهناك من يسمي طيب القلب “عبيط” ولكنه من أنبل الناس بالنسبة لي”.
وفي إجابة على سؤال “متى شعرت بأن الدنيا إنتهت؟” ، قال توفيق :”أنا قريب جداً من الله ، لكن أكثر مرة إنزعجت فيها كانت حين رحلت والدتي وشقيقي ، فهما رحلا بشكل متتالي ، والدتي كانت أجمل شيء في حياتي فكانوا يقولون عني “شو بو هيدا رايح جايي عند إمّو ع طرابلس؟” ، كنت أذهب إليها وكأني ذاهب لملاقاة حبيبتي وفرحي ، فهي كانت ذكية جداً وكانت تفهم كل ما كان يدور في رأسي ، كانت رفيقتي وحبيبتي ، ورحيلها أثر في كثيراً ، كما أثر فيّ رحيل أخي الذي توفي بعمر 50 عاماً ، بعد أن كان خضع لعملية جراجية مهمة جداً”.
وختم توفيق حديثه قائلاً :”حين وصلت إلى الإذاعة لإجراء هذا اللقاء تذكرت كاظم الحاج علي ويوسف شعبان وأشخاصاً كثيرين رحلوا لأنه تم تصنيفي مطرباً في هذه الإذاعة ، بحيث أنه لو كنت قد نجحت في التلفزيون لا يمكنك إلا أن تأتي وتقف أمام اللجنة الفاحصة ، فتذكرت الأستاذ الباشا وأبو النصر ، إذاعة لبنان هي بيتي الأول”.
“نجوم وأسرار” يُذاع الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر ، ويُعاد بثه السبت الساعة العاشرة مساء ، إخراج أدهم إبراهيم .
Leave a Reply