بقلم // جهاد أيوب
لم تنزل ميدان الحرف مرغمة، أو من أجل التباهي، ولم تحمل الريشة رغبة في وقت يضيع، ولم تتعامل مع اللغة البصرية بفوقية الشيخة أو المرأة الحالمة، تصالحت مع الحبر والأصباغ والبوح من أجل قضية المرأة، عباءة الفتاة، وجمال الروح واناقة الدرع، ولم تجعل المرأة قضيتها كما فعل بعض ذكور القبيلة من شعراء العشيرة في العرب، بل خاضت في الكتاب المعركة حتى صنعت المصابيع المشعة قولاً وفعلاً…إنها الشاعرة والتشكيلية الدكتورة سعاد الصباح…
خاضت في معراك الدفاع عن المرأة دون مراوغة، وجابهت كل العصور المظلمة في وصاية سحبت منها، لم تتجمل على حساب المرأة فيها، ولم تجعل من فكرها مجرد ثرثرات، ولم تصنع من جهودها إمرأة دمية، هي تعلمت، تثقفت، واستخدمت عقلها الذي رفض أن يكون جامحاً إلى الاتكال على ذكر المساحة، فأشعلت في فكرها سيادة السيادة، ونثرت على اللغة اللون الحرف الخط الصورة الأصباغ ولغة من مواجهة الأم والأخت والزوجة والحقيقة، رافضة أن تكون مجرد عاشقة في دفاتر الرجال، ومعشوقة في شهوات الغلمان، ومجرد عابرة غجرية صنعت للغزل وللوسادة الخالية!
استخدمت المرأة في سعاد الصباح المواجهة السحرية دون التنازل عن حقوقها الأبدية، أسست حكايتها من مواقف قامت بفعلها، ولم تفتعلها كي تلفت النظر، بل رسمتها بحرية العدالة من أجل الوصول إلى العدل!
لم تعمل سعاد الصباح في كل مجالات إبداعاتها على إلغاء دور الرجل، لكنها نبهت كل من يعيش حولها وفي مجتمعاتها أن الحياة شراكة فعلية بين المرأة والرجل!
وحتى تثبت الشراكة لا بد من المواجهة…وكانت أن رسمت حوارات متكافئة لا بقاء المظلوم والظالم فيها!
خاضت منذ إشراقة البصر الدفاع عن تلك المنزوية في قارورة المظلومية دون وسطاء، وطرحت بكبرياء المرأة المتدفقة حناناً، واحترام الذات المكللة ثورة، والمنتفضة منافسة ومنافية للوكلاء، وأقفلت الأبواب أمام المحامين، لتصبح هي القصيدة والقصيدة شاعرة، والشاعرة تدعى القاضية سعاد الصباح…
لتصبح هي الألوان وليست لوناً يتيماً، واللون أخذ شكلاً فيه غزارة الأصباغ، والشكل تربع في لوحة ناطقة بقضية، واللوحة كانت أفكار التشكيلية القضية سعاد الصباح.
بكل بساطة جعلت سعاد الصباح من المرأة في أدبها رائحة الأرض حينما تمطر السماء لأول مرة…
بكل وضوح زرعت سعاد الصباح في قضايا حق المرأة الفروع التي تنموا ما بين المرأة والرجل، ما بين العشيق والعشيقة، ما بين المتعلم والمتعلمة، ما بين الموظف والموظفة، ما بين الأنيق والأنيقة، ما بين الحنون والحنونة، ما بين الطامح والطامحة…ما بين الرجل الشاب والمرأة الفتاة…
لم تبخل سعاد الصباح في أن تبوح بالقضية، رفضت استغلال المرأة في مركز ومن ثم الصمت، ورفضت أن تبقى مسكونة في قصيدة غزلية وإيباحية في قاموس الشعر الذكوري، وفي جسد حدد داخل لوحة للزينة، أو أن تبقى المرأة حبة شوكولاته والسلام…
كتبت رسمت وباحت، وجادلت كي تعيد التوازن، وقد وفقت، وجوبهت بالطعن فانتصرت، وشاركت الرجل في الانجاب، والفرح، والبناء، والحزن، والعطاء ليس من نافذة ” تكملة العدد” …بل من أبواب الشراكة الفاعلة، والحضور الثقة، والعنفوان في عنوان إسمه المرأة…
الشاعرة والتشكيلية الدكتورة سعاد الصباح في اليوم العالمي للمرأة رسمت وقالت:
أكتب الشعر لأدافع عن المرأة
وانهي عصوراً من الوصاية على عقلها وفكرها.
أكتب الشعر
لأستعيد سيادة المرأة على اللغة
بعد أن طُردت منها لعدة قرون.
بالشعر
أحاول أن أؤسس مجتمعاً تسوده المحبة
والحرية
والعدل
وأن أجعل بين المرأة والرجل علاقة تكافؤ.
أدافع بالشعر عن المرأة حتى تصل إلى شاطئ إنسانيتها.
أكتب الشعر
لأطرح قضية المرأة دون وسطاء
وكلاء…ولا محامين
أكتب الشعر
لأعيد التوازن
ولأعيد توزيع الأراضي الثقافية التي وضع الرجل يده عليها…
Leave a Reply