حوار: إبراهيم عمران
تختار الفنانه السورية نورا العايق أدوارها بعناية، وتحاول أن تبتعد عن الأدوار التي لا تضيف لها ولا لرصيدها الفني، قدمت عدد من الشخصيات الفنية التي سطرت بدايات دخولها عالم الفن, وقدمت مؤخرًا شخصية (هلا) في مسلسل “صبايا فليكس” والذي حظي بقبول جماهيري ونقدي كبير خلال عرضه.
-في البداية، دعينا نفتح بوابات الذاكرة، ونعود إلى الأسرة، العائلة، المكان الأول.. الحلم الأول..حدثينا عن النشأة والطفولة والعائلة.. والدراسة؟
نشأت في مدينة السلمية أشهر مدينة حاضنة للثقافة والفنون في سوريا، طفولتي كانت غنية فقد كنت شاعرة وأشارك في المسرحيات منذ طفولتي، تربيت في منزل مليء بالخيول واعتقد أنني اكتسبت بعض صفاتها، فأنا كالخيول لا أنظر للوراء أبدًا.
– نورا العايق عشقت التمثيل منذ صغرها، ولذلك التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وجاءت لها فرصة مميزة في العام الأول بالمعهد وهي المشاركة في مسلسل “القعقاع بن عمرو” في عام2010 حدثنا عن العمل الأول؟
للعمل الأول رهبته التي تختلف عن باقي الأعمال، قمت بتأدية دور الأميرة الفارسية شهربانو وهي شخصية لها مكانتها في التاريخ وسعيدة لأن أول مشاركة لي كانت في مسلسل تاريخي لأنني أعشق اللغة العربية الفصحى.
-شاركت هذا العام في مسلسل ” صبايا فليكس” والذي حقق نجاحًا كبيرًا في أثناء عرضه في شهر رمضان الماضي فما هي أجواء المسلسل؟
صبايا فليكس مسلسل اجتماعي كوميدي ترتكز أحداثه على تفاصيل الحياة اليومية للصبايا بكل ما فيها
– في المسلسل تعددت شخصيات الصبايا وكل صبية لها شخصية منفردة ومستقلة عن الثانية، ولكن أكثر شخصية كانت لافتة للانتباه هي شخصية هلا والتي قمت بتأديتها حديثنا عنها؟
شخصية هلا هي شخصية جدية وقوية ومتشبهة بالرجال بتفكيرها وأفعالها وحركاتها، غالباً لا نرى مثل هذه الشخصية في الدراما، تأدية شخصية هلا كان تحدي بالنسبة لي وأتمنى أنني كنت على قدر التحدي.
-البعض قال عن شخصية هلا أنها مثال لكل بنت حقانية وصاحبة شخصية قوية، فكيف حققت هذا النجاح مع هلا؟
لقد فكرت كثيرًا بشخصية هلا وكيف سأقدمها للمشاهد ويتقبلها بشكل طبيعي دون أن يصيبه توتر أو كره للشخصية، واستطعت أن أقدم الشخصية بأفضل صورة ممكنة تحت إدارة المخرج فادي وفائي.
-البعض يرى أن نجاح المسلسل كان بسبب وجود عدة فتيات جميلات في العمل فما ردك؟
في الحقيقة لا أراها تهمة أن يكون جمالنا أحد أسباب نجاح المسلسل بالنهاية المسلسل اسمه صبايا.
– في مسلسل “بواب الريح”، جسدت شخصية زهافا الفتاة اليهودية التي تقع في حب شاب مسلم، وهذا الأمر الذي يعتبر من الخطايا عند اليهود، كيف قمت بالتحضير لتلك الشخصية؟ وما الصعوبات التي واجهتك عند تجسيدها؟
قمت بزيارة حارة اليهود في مدينة دمشق القديمة للتعرف على المجتمع اليهودي عن قرب وكنت مستمتعة بذلك، وبالنسبة للصعوبة هنا أريد أن أصفها ب مخاوف ومسؤولية مهنية تجاه تقديم شخصية من مجتمع مغلق نوعًا ما في بلدي دون الحكم عليها بشكل سلبي.
-حدثينا عن أعمالك الأخرى ومنها علي سبيل المثال “سلاسل ذهب”، “بواب الريح”، “صرخة روح”، “جلسات نسائية”، ” رفة عين”، ” حارس الجبل”، وغيرها والأقرب إليك؟
أحب مسلسل سلاسل ذهب لأنه أول مسلسل لي في سوريا بعد غياب لعدة سنوات حيث كنت أشارك بالأعمال التي يتم تصويرها في الإمارات فقط، والحمدلله أغلب المسلسلات التي شاركت بها لاقت نجاحًا و إقبالًا عند الجمهور.
-ما هو الدور الذي لامس شخصية نورا العايق وتعتبرينه الأقرب إلي قلبك؟
أنا شخص انتقائي بطبيعتي، وأنتقي كل شيء بعناية فائقة ولذلك أحب كل أدواري وكل دور شاركت فيه له حصة من قلبي لا تتبدل ولا تتغير.
– البعض يعتبر أن عام 2019عام التوهج والانتشار للفنانة نورا العايق، حيث شاركت في خمس مسلسلات سورية درامية متميزة، وهم “العاشق صراع الجواري”، و”سلاسل من ذهب” ، “آخر الليل”، كما ظهرت كضيفة شرف في عملين كوميديين وهما “كونتاك”، و”ببساطة”؟
نعم لقد كان عامًا حافلاً لكنني تعبت فيه كثيرًا حيث توزع التصوير بين سوريا ولبنان فكنت أصور في بيروت وأعود إلى دمشق في نفس اليوم لأكمل تصوير مشاهدي لصالح مسلسل آخر دون راحة أو توقف.
-الدراما السورية خلال العقود الماضية من الزمن استطاعت تأسيس نمط ما من الدراما وبعدة أبعاد، وظهر مخرجين وممثلين جدد، وظهرت شركات إنتاج جديدة وظهرت معها حالات من الشللية في الوسط.. أين كان مكانك ضمن هذا المشهد؟
ليس لدي مكان والشللية موجودة في كل مكان وليست فقط في الوسط الفني.
– خلال الأزمة السورية، والظروف التي رافقتها، والتي ساهمت في التضييق على الإنتاج غادر الكثير من الممثلين والفنانين البلد، قسم منهم استمر بالعمل سواء بلبنان أو الإمارات ماهي الظروف التي قادتك للسفر، وهل تفكرين بالعودة؟
سافرت بعد تخرجي مباشرة إلى الإمارات بقصد الزيارة والترفيه بعد تعب الدراسة والحرب ولكنني شعرت براحة كبيرة وقررت عدم العودة إلى سوريا. ولا أعتقد بأنني قادرة على الحياة في مكان آخر خارج دبي، أنا مدمنة على دبي وأعتقد أن كل ساكنيها مثلي، كما أن لدّي عملي الخاص في دبي.
-برأيك هل استطاعت الدراما السورية أن تكون محايدة؟ بمعنى هل قدمت الدراما السورية فناً قادراً على توثيق المرحلة فنياً بحيادية؟
لا أعتقد أن أحدًا في الوطن العربي يستطيع توثيق مرحلة سياسية بحيادية وذلك بسبب الضغط الرقابي الشديد والخوف.
-مسلسلات البيئة الشامية والنجاح الذي حققته مثل “أيام شامية”، و”باب الحارة” وغيرها ما سر نجاحها؟
رغم عدم دعمي لكل الأعمال الشامية حيث أن أغلب هذه المسلسلات قامت بتشويه صورة دمشق القديمة لكن اعتقد سر نجاحها وانتشارها هو تصوير الحياة البسيطة والبيوت الشامية وحارات دمشق القديمة وصورة العائلة المترابطة عدا عن اللهجة السورية المحببة لدى الجمهور العربي.
– ماذا أضافت الدراسة إلى شخصيتك؟ وهل يمكن أن يصبح الشخص ممثلاً دون موهبة، بمعنى آخر هل الدراسة الأكاديمية قادرة على صناعة ممثل؟
الموهبة هي الأساس والدراسة الأكاديمية تقوم بصقلها و تشذيبها فالموهبة كالعضلة إذا لم تقم بصقلها وتدريبها ستضمر مع الزمن، والدراسة الأكاديمية لا تصنع ممثلاً بدون موهبة يمكن أن يتعلم ويؤدي أدوار مهمة في بعض الأماكن لكنه لن يترك أثراً كالموهوب، والموهبة فقط هي من تترك الأثر.
– وهل وجودك في دبي .. يعني لك أننا سنراك في الدراما الخليجية؟
لا أعتقد أنك ستراني في الدراما الخليجية لأنني لا أتقن اللهجة.
-تقولين أنك تتمنى العمل في مصر، ما الذي يمنع مشاركتك في أعمال مصرية سواء درامية أو سينمائية؟
في الحقيقة أنا أطمح إلى العمل في السينما والدراما المصرية جدًا، ولكنني انتظر الفرصة المناسبة، والعمل في مصر حلم كل ممثل عربي وهدف بالنسبة إلي، لكن هذه الخطوة لم تتأخر، لأن كانت لدي رغبة في إثبات نفسي أولاً في الفن السوري، ثم الاتجاه بعد ذلك إلى العمل في مصر إذا وجدت الفرصة الجيدة.
– من مثلك الأعلى في المجال الفني وتأثرت به في أعمالك سواء سوري أو عربي؟
أحب بسام كوسا وجمال سليمان ومنى واصف.
-برأيك عودة العلاقات السورية العربية مؤخرًا مع مصر والسعودية والإمارات وتونس بعد مرور سنوات على سوريا من القطيعة السياسية سوف يؤثر علي الفن في سوريا ويعود الفن السوري إلى مستواه السابق؟
نستبشر خيرًا بعودة العلاقات مع سوريا على كافة الأصعدة وليست الفنية فقط، وهذه السنة كانت عودة قوية للدراما السورية بأبهى صورة.
-كيف تنظرين إلي أدوار الإغراء والإثارة؟ وهل تحبين الأدوار الجريئة؟
المشكلة ليست في أدوار الإغراء المشكلة في طريقة كتابتها وطريقة تقديمها للجمهور لا أمانع الأدوار الجريئة إذا كان توظيفها صحيحاً، وأحب الجرأة في الحياة والعمل, على أن تكون جرأة إيجابية وهادفة وليست استعراض جسد وملابس فقط.
-هل تخشي نورا العايق أن يضعها المخرجون في قالب واحد بسبب جمال ملامحها؟
القولبة شائعة لدى جميلات الشكل و أحاول التهرب منها قدر المستطاع. وأثق تماماً بأن الجمال يساعد على النجاح، لكنه ليس الأساس، وأعتقد أن كل فنانة جميلة أدت ملامحها دوراً مهماً في نجاحها، بخاصة إن تمكنت من استغلال هذا الجمال بشكل صحيح يخدم موهبتها.
– ما ردك علي ما يقال أن نورا العايق تتعمد أن تثير الجدل بصورها المكشوفة للفت الأنظار إليها؟
للجمال ضريبة مهما فعلنا.
-كيف تصفين علاقتك مع الإعلام؟ وهل أعطاك حقك؟ وهل ممكن أن نراك مقدمة لبرامج في التليفزيون ؟
لا أحب الظهور الإعلامي كثيرًا إذا لم يكن لدي أعمال أتحدث عنها فأنا أفضل عدم الظهور. وبما أنني أخصائية نفسية أيضاً فأتمنى أن أقدم برنامج تلفزيوني يوماً ما يقدم المشاهير بطريقة مختلفة.
-هل مواقع التواصل هي مرآة لحياتنا الشخصية انطلاقاً من تجاربك الشخصية؟ وهل تحكمين على الأشخاص من خلال حساباتهم؟
مواقع التواصل الاجتماعي ليست مرآةً لأي شخص، وأتحدث من منطلق شخصي، فهي منصة نختار فيها أوقاتاً معينة نتشاركها مع الناس باختيارنا نحن، بالتأكيد لا أحكم على الأشخاص من خلال حساباتهم، لكنهم يعطونني انطباعاً أو قراءة لشخصياتهم .
– هل تملكين موهبة إلى جانب التمثيل؟
نعم انا أعزف على البيانو و أركب الخيل و لدي موهبة الكتابة منذ الصغر، وأتمنى أن يكون لي كتب تحمل اسمي في المستقبل.
-برأيك هل الإعلام والترويج الإعلامي أم الأعمال الفنية هي التي تساهم في شهرة الفنان؟
الاثنين معًا لكن بكل تأكيد الترويج والإعلام له دور كبير في نجاح الفنان وتسليط الأضواء عليه ولفت نظر الجمهور لأدواره التي يقدمها وبعدها الجمهور يحكم على الممثل من خلال أعماله.
– ما هي أبرز عيوب الشهرة، وما هي أجمل مميزاتها؟
انعدام الخصوصية أبرز عيوب الشهرة، أما أفضل ميزة هي محبة الناس ومحبة الناس من محبة الله.
-ما هي مشاريعك المقبلة؟
الآن أكمل دراسة الدكتوراه في علم النفس العلاجي وأكمل دراستي في الموسيقى فنياً أقرأ بعض النصوص وسأختار الأفضل بينها.
Leave a Reply