حلت الفنانة باسكال صقر ضيفة على برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعده ويقدمه الإعلامي جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5
باسكال قالت :”الذكريات الجميلة هي الطاغية إجمالاً ، أنا أحب ماضيّ كله ، حتى مع سيئاته ، فهو أيام مرت من حياتي ، ومن أجمل ما أذكره في طفولتي ، الأيام التي كنت أقضيها عند جدتي في بلدة رياق في البقاع ، كانت أمي تضعني هناك في الصيف ، وجدي لديه مزرعة للدجاج وسهل كبير يزرع فيه وطاحون ، ولازلت لغاية اليوم أحب الجبل والحياة في الضيعة والبساطة”. وأضافت :”كنت طفلة هنيّة ، ولازلت لغاية اليوم أقتنع بكل شيء ، وأحب أن يكون الناس دائماً مسرورين مني ، فلا أحب أن أزعج أحداً بأي أمر ، ولدي خال يكبرني ببضع سنوات فكنا نلعب بالكلة ، فخالي صبي وكل أصحابه صبيان ، وكنا نجلب كراتين البطاطا الفارغة من جدي ونجلس فيها وكأننا نقودها”.
وتحدثت باسكال عن أيام المدرسة وقالت :”كنت أحب المدرسة كثيراً ، وكنت مجتهدة جداً ، والراهبات والمسؤولون في المدرسة رافقوني منذ أن كان عمري 4 سنوات لأني أغني وصوتي جميل ، وفي كل المناسبات الدينية والوطنية كانوا ينادوني لأغني في ملعب المدرسة ، أو ينقلوني بين الصفوف لأغني”. وأضافت :”كان هناك الراهبة الأخت غبرييلا والتي كانت تتابعني منذ أن كنت صغيرة ، وكانت تعملني الغناء ، ولازالت لغاية اليوم تتصل بي وتطمئن عليّ ، وفي مناولتي الأولى قمت بخدمة القداس وهي بقيت إلى جانبي لتقول لي أي ترنيمة يجب أن أؤدي في كل مرة أرنم فيها في هذه المناسبة”.
وعن أول دقة قلب ، قالت باسكال :”أنا بدأت فعلياً بالغناء بعمر 14 عاماً ، فأصبح لدي نمط حياة مختلف ، وهو ربما ما أثر بي فصرت أخجل أكثر ، فمثلاً كان يعجبني أحدهم في باص المدرسة ، وهو لم يكن يعلم بذلك ، وحينها كان عمري حوالى 16 عاماً ، فكنت أخجل وأدير وجهي إلى الجهة الأخرى”.
وعن بطولتها في مسرحية “وادي شمسين” للفنان الياس الرحباني ، قالت باسكال :”المسرحية كانت من بطولة الراحلة صباح التي قدموها معها لحوالى شهر تقريباً ، ولكن بسبب الأحداث توقف عرض المسرحية ، إلى أن عادوا وقرروا أن يستمروا بعرضها ، لكن كانت حينها السيدة صباح إرتبطت بعمل آخر ، فقال لي الأستاذ الياس “ما رأيك بالمسرحية؟” ، فوافقت على الفور لأني كنت حينها صغيرة بالعمر ، والصغار لا يخافون ، فوضعت شخصيتي في هذه المسرحية التي هي عمل كبير وكل الفنانين معي كبار أمثال إيلي صنيفر ، وليم حسواني ، جوزيف ناصيف ، فريال كريم ، فكان عملاً رائعاً ، لا أنساه في حياتي ، فهو من أهم الأعمال التي قدمتها”.
وتحدثت باسكال عن الأغنيات والترانيم التي أطلقتها لمناسبة عيد الميلاد والتي نرددها في كل عام في هذه المناسبة ، وقالت :”في العام 1983 أطلقت هذه الأغنيات والترانيم والتي إشتهرت كثيراً ، وهي من أعمال الأستاذ الياس الرحباني ، ومنها “جايي بابا نويل” ، “فرح وزينة عيد الميلاد” ، “عم ينزل التلج” ، “هللويا” ، “أمير السما جايي” ، والحمد لله على أن هذه الأغنيات أصبحت تُدرّس في المدارس ، وحالياً قدمت من كلمات وألحان الأستاذ أنطوان جبارة أغنية ميلادية جديدة وهي “فرح وعيد”، التوزيع الموسيقي للأستاذ إحسان المنذر ، وكان سبق أن قدمت مع جبارة “أرضك الكرامة” و”وطني” ، وعدت وقدمت معه ألبوم “بالشوارع”. وقالت باسكال :”لم أعتبر الفن مهنة ، أنا تعاملت مع الكبار ، منهم إيلي شويري ووجدي شيا وطبعاً الياس الرحباني ، ومنهم الراحلون منصور الرحباني ، وديع الصافي ومحلم بركات ، فتعاملنا كان أننا فنانون نعمل بكل محبة ولدينا رسالة نريد أن نوصلها لربنا ، أو للوطن ، أو للشعب ، فنحن فنانون لهذا المجتمع الذي نعيش فيه ، ونفتخر بذلك ، ووجدنا الأصداء لدى الناس لأن أغنياتنا طُبعت في ذاكرتهم وقدمناها بكل صدق ومسؤولية ، ونحن نريد أن نوصل رسالة ولا نغني لنتسلى أو بهدف أي مردود مادي”.
وعن إحتفالها بعيد الميلاد ، قالت :”هو عيد الفرح ، فنحتفل بفرح ونبقى سعداء ، فتأتينا النسمات الإيجابية ، فنصبح أقوياء ، ونصبر أكثر ، وتكبر المسامحة ، فنقول مجدداً أنه يجب أن نعيش ديننا ، وليس فقط أن نذهب إلى الكنيسة ، وعلى كل شخص أن يعيش ديانته على الأرض أي المحبة والتسامح ، فكل الأديان السماوية تنادي بذلك ، وليس من المفترض أن يكون الدين سبباً للعداء”.
وعن تعرضها للإنتقاد لأنها غنت لبعض الأحزاب اللبنانية ، رغم أنها غنت للوطن وللجيش اللبناني ، ردت باسكال :”أنا لبنانية ، وإذا طلب مني أي حزب لبناني أن أغني له فأنا مستعدة لذلك ، فمع بداية الحرب كان هناك خطة ليأخذوا منا الوطن ، فقام الشعب بتأسيس الأحزاب وقاتل ، ألم يكن لدينا مقاومة ؟ نحن شعب مقاوم ، لدينا مقاومة في الجنوب ، وفي زحلة كان هناك مقاومة ، وفي كل مكان من لبنان نحن شعب مقاوم”.
وفي فقرة “عطيني سرك” قالت باسكال :”أنا لا أحب الأسرار كثيراً ، وعادة أقوم بإفساد المفاجآت ، ولكن في بعض الأحيان هناك أمور أخفيها لمنفعة الوضع فلا أتحدث عنها ، فهي تكون لا تؤذي أحداً ، وليس من الضروري قولها لأنك لن تستفيد ، وأنا لا أتدخل في الأمور التي لا تعنيني ، فأنا لدي عالمي والناس الذين أعمل معهم ، ولدي قناعاتي”.
وعن أصعب قرار إتخذته في حياتها ، قالت :”أنا شخص قوي في قراراتي ، فأنا أتخذ القرار نحو الأفضل وأمضي ، وأنا سعيدة بذلك ، طبعاً هناك أثمان مقابل هذه القرارات ، ولكن أعود بعد فترة لأكتشف أن الربح كان أكبر من الخسارة”. وأضافت باسكال :”ليس هناك إنسان لا يخطئ ، لكني أقول ، بيني وبين نفسي ، إن هناك سبباً جعلني أرتكب هذا الخطأ وأطلب رأي بعض الأشخاص في المشكلة ، وإذا وجدت فرصة للإعتذار ، مع المحافظة بنفس الوقت على كرامتي ، فأقوم بالإعتذار ، ليس لدي خوف ، فأنا إنسانة عادلة جداً وموضوعية وشفافة”.
وكشفت باسكال أنها قدمت بعض الأغنيات التي لاقت صدى جيداً ولكنها لم تحبها كثيراً ، وقالت :”ربما غنيت هذه الأغنيات بسبب الظروف حينها ، أو أنني ظننتها أجمل قبل أن أغنيها ، فنحن بالنهاية بشر وليس لدينا كمال”.
وتحدثت باسكال عن موقف محرج وقالت :”أذكر الوجوه ولكني أنسى الأسماء ، فمرة سألت الأستاذ الياس الرحباني ، الذي هو بمثابة أبي ، ماذا يجب أن أفعل في هكذا موقف ، فقال لي “قولي دائماً إنك عرفتِ الشخص” ، ففي إحدى المرات قال لي أحدهم “يعني أنك عرفتني ، إذاً قولي لي من أنا؟” ، فلم أعد أعرف حينها كيف أتهرب منه”. وأضافت :”أنا أنسى كثيراً ، فأحياناً أكون أتحدث على الهاتف الخلوي وفي نفس الوقت أقوم بالبحث عنه بواسطة يدي الثانية ، وفي إحدى المرات أضعت حقيبتي الصغيرة ، وبقيت حوالى الأسبوع أبحث عنها ، إلى أن وجدتها في جارور الخضار في البراد”.
وعن دمعتها قالت باسكال :”أبكي عندما أغني للشهداء ، فعندما أتمرن على الأغنية في البيت ، لا أعود أستطيع أن أكملها ، حتى على المسرح أتأثر كثيراً عندما أغني للشهداء ، فالشهادة بالنسبة لي أمر مقدس ، وأنزعج كثيراً لأننا لا نذكر شهداءنا ، فهناك محطات تلفزيونية تذكر شهداءها بشكل مستمر ، في حين أن هناك شاشات أخرى لا تذكر شهداءها ، فلتذكر كل الأحزاب شهداءها عبر المحطات التلفزيونية ، ألم يستشهد هؤلاء الأشخاص فداء للوطن ؟ أنا لازلت متأثرة كثيراً بأيام الحرب لأننا عشناها وغنينا خلالها للوطن ، وطلبنا من الناس أن يصمدوا ويبقوا أقوياء ، وأن يبقى لديهم ثقة في هذا البلد”.
وفي الختام وجهت باسكال بطاقة معايدة وقالت :”أتمنى الخير لكل الناس ، وأن يكون الجميع سعداء ، فرحي في الحياة أن أرى الناس يبتسمون ، ميلاد مجيد وعام سعيد”.
“نجوم وأسرار” يُذاع الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر، ويُعاد بثه السبت الساعة العاشرة مساء، إخراج أدهم إبراهيم.
Leave a Reply