نجم بكل ما للكلمة من معنى في فنه وفي سيرة حياته…هو الممثل المخرج فادي ابراهيم، ونجوميته في الشكل والموهبة، ولو أدار نجاحه وتميزه بحنكة لكان على مستوى العالم، ولكنه اسعد موهبته وطموحه كما هو يشتهي لا كما يشتهي الحلم!
نظراً لملامحه الجميلة انطلق مع الفن بأدوار صغيرة، ولكن الإعلان عام 1976 حقق انتشاراً واسعاً في ذلك المجال، وكل جيلنا يتذكر إعلان ” شو بطريتك”، وبسرعة دخل عالم التمثيل من الأبواب الواسعة لموهبته المتدفقة، واناقة حضوره الجميل.
اعرفه جيداً، ضاحكاً، ممازحاً، وأنيقاً، وإذا انتقدته عن اطلالة تلفزيونية بسرعة يجد المبرر، وأذكر حينما ظهر مع المتميز شربل خليل كتبت ضد تلك الاطلالة، فاتصل ليس للمعاتبة بل لشرح الحالة، ولم اقتنع بكلامه، فاتفقنا على موعد يجمعنا، وكان ما أراد، ولم اقتنع، وكنت قاسياً معه في تلك الجلسة، وهو في حينه مبتسماً وأنيقاً في ردوده وتبريراته…
باختصار اتفقت معه أو لا، فادي ابراهيم عاش حياته كما هو يشتهي ويحب ويقرر، عاشها كفنان يؤمن بحريته المطلقة مع ضوابط هو يقررها وواضعها!
الفنان النجم فادي ابراهيم لا يهدأ بحركة دائمة أينما وجدته، وفي كل سهرة تجمعك به، يرحب بك، وبسرعة يذهب إلى مكان آخر، ويحادثك ونظراته مشغولة بمكان بنظرات بزاوية ثانية دون أن يزعجك أو يضايقك فهو يعتبر تلك الحالة ضريبة النجومية التي تعيش معه … متصالح مع نجوميته وأصبحا أصدقاء إلى عمق الذوبان معاً!
لا شك حقق الممثل والمخرج فادي ابراهيم نجومية كبيرة، نجومية متوهجة، ورغم انطلاقته في منتصف بدايات الحرب اللبنانية البغيضة والهمجية ( 1975 )، ونجوميته انطلق كالصاروخ، ونافس في حينه نجومية المطربين والرياضيين، وهذه قلما تحدث في بلادنا، وغالبية من زامل وعمل معه صادقه وأحبه، ولكن المرض كان قاسياً، وتفوق على جسده النحيل، وأحدث عاصفة سرقته من الحياة إلى الموت بعد أن زرع المرض في روحه وجسده اشواكاً من الوجع الصعب!
هنا الموت رحمة لمن يعيش عذابات المرض… وهنا الموت أراح جسد وروح الفنان القدير فادي ابراهيم من عذابات الاوجاع…صحيح الفراق هو الصعب، ولكن حان موعد انتهاء الألم، وكم كان ألم فادي قاسياً!
حان لجم أوجاع فادي اللئيمة القاسية حيث تفننت باحتلال كل مساحات جسده، فكان قرار الرحمن بإراحته إلى الراحة الأبدية!
حياته وفاة الممثل اللبناني النجم القدير فادي ابراهيم عن عمر يناهز الـ67 عاماً تاركاً خلفه عشرات الأعمال الدرامية المهمة، هو من مواليد 13 إبريل من عام 1956 في منطقة الحدث من أب لبناني وأم أسترالية، وحيد أسرته على أربع بنات، متزوج، ولديه عائلة تتألف من ولدين هما ستيفاني وعمر. وفي عام 2023 تدهورت حالته الصحيه، وفي يناير 2024 تدهورت حالته الصحية بعد أن توقفت إحدى كليتيه تماماً عن العمل، وذلك عقب بتر ساقه نتيجة إصابته بمرض السكري، وفي 26 فبراير من هذا العام رحل عن هذه الدنيا مكللاً بأوجاع المرض ونجاحات الفن!
فادي ابراهيم نجمٌ الشاشة اللبنانية يترجّل عن صهوة جواده في عزّ عطائه بعد صراع مع المرض. ▪︎الفن بداية فادي ابراهيم الفعلية كما ذكرنا كانت مع الإعلان، وقبل ذلك كانت في فرقة الكشافة المدرسية التي كان تنظم مسرحيات واسكتشات. وفي العام 1979 انخرط في “فرقة ناصر مخول الفولكلورية ” وشارك معه في شانسونييه “والخير لقدام” للكاتب وليد خاطر ، ثم في مسرحية للأطفال “حكاية ستي أم فؤاد”. رشحه الممثل الكبير إيلي صنيفر لأداء دور شخصية أجنبية “جيمي جاك الاميركي” في مسلسل “الوحش” – أول تجربة فعلية لفادي- ثم مع الكاتب مروان نجار في “حكاية كل بيت”.
تلقى على يد المخرج رشيد علامة الإلقاء ومخارج الحروف، وأعطاه دور البطولة في مسلسل “وأمطرت ذات صيف” عام 1982 . شهرته الواسعة جاءت بعد مشاركته في مسلسل “العاصفة تهب مرتين” بدور نادر صباغ، هذا العمل حتى اليوم حينما يعرضه تلفزيون لبنان يحقق متابعة كبيرة! بعد ذلك توالت أعماله في التلفزيون والمسرح والسينما، وكما شارك في العديد من الأعمال العربية المشتركة، وبين العام 1980 و1986 كان يعمل إلى جانب التمثيل كمترجم لأفلام وثائقية في تلفزيون لبنان، وعمل أيضاً كماكيير حيث سافر إلى برلين للمشاركة في دورات للتجميل للمحترفين، كما خاض تجربة الإخراج في عملين.
Leave a Reply