# يعول عليها في صناعة الوعي وكي الوعي وليس بالضرورة مجابهتها بل أين البديل؟!
# الخليجية أخذة إلى الحقد والجريمة والطمع والأمراض النفسية!
# الكويتية فقيرة الحبكة رغم الكم اللقيط وغياب نجوم الصف الأول!
# الأمارات تنتج وتعرض عربياً وبالكاد تنتج أعمالها المحلية!
# السعودية أكثر عناية ودراسة ومنطلقة بهدوء وينقصها التسويق العربي
# العراقية بعيدة عن بيئتها وتعيش على موائد تقليد غيرها!
# اليمنية موسمية فنتازية وليست صناعة وتُغيب الزمان والمكان!
بقلم// جهاد أيوب
الدراما… وبالتأكيد يعول عليها في صناعة الوعي وكي الوعي، وليس بالضرورة مجابهتها بالعنف والشتائم، بل بطرح المرض العلة ومناقشتها وعقلانيتها، والأهم العمل على تقديم البديل بما يليق انتاجياً وفنياً لا أن نصعد المنابر حاملين السيوف ونقطع الرؤوس، بل نقدم البديل بما يليق بعقول الشباب والمجتمع في هذا العصر حيث الرفض لكل ما هو صح، والبشاعة أصبحت فناً وفكراً وجهداً وتميزاً، وتفتح لأصحابها المنابر الإعلامية وتحصد الجوائز العربية!
▪︎الخليجي
الدراما الخليجية لهذا الموسم قدمت أكثر من 46 عملاً بغالبيتها هجينة تلعب في سرب الشتات مع إنها تقدم ما يضر المجتمع الخليجي، وأخذه إلى الجريمة والحقد والطمع، واظهرت أن الشباب الخليجي مصاب بأمراض نفسية خطيرة جراء هذا الأداء الغريب المريض!
لا خلاف أن هنالك وجوه تمثيلية مقنعة، وإخراج في بعض الأعمال لا بأس، ولكن العلة في الفكرة والنص والمعالجة!
ومن الواضح خاصة الكويتية بغالبيتها تعاني من فقر الحبكة في النصوص المتخمة بالأحداث المقحمة والسريعة، وأداء مبالغ به من قبل الممثلين وكأن الجميع يعانون من أمراض نفسية، ووجوه أصغر من الدور، ومشتت في اثبات وجوده كمكمل وتكملة عدد، نذكر: #يس_عبدالملك و #زوجة_واحدة_لاتكفي و #من_كثر_حبي_لك و #ملفات_منسية، و#الخن و#الفرج_بعد_الشدة، و #قلم_رصاص، و #هود_الليل…..
لا شك الكم لا يزال كويتياً رغم غياب نجوم الصف الاول أمثال حياة الفهد وسعاد عبدالله وداوود حسين، ومن ثم انتاج سعودي لا بأس به، وعمل للدول الخليجية الباقية، والغريب دولة الإمارات تنتج عربياً الكثير من الأعمال وبالكاد تنتج عملاً يتيماً في كل موسم رمضاني!
الدراما الكويتية فقيرة النص والقصة التي لا تشبههم، وهي ممجوجة في مجموعة خطوط درامية لقيطة، وتشعر تأثير الأفلام والمسلسلات الهندية على أفكار الغالبية، وكذلك بعض المصري ومن ثم تُكوته، وهنا العلة. و العجيب الإصرار على تقديم الرجل الكويتي فارغاً همه الفساد، والمرأة الكويتية منتقمة دائماً حاقدة على الجميع ومن دون أهل ولا تكترث للعائلة!
السعودية قدمت هذا العام مجموعة أعمال أكثر عناية ودراسة عن قبل ومنطلقة بهدوء، وتقتحم السوق الخليجي بدراسة وشطارة، ينقصها أن تسوق أعمالها عربياً، واستغرب لماذا لا تضع شروطها في عرض أي عمل عربي عبر قنواتها إلا إذا تم عرض أعمال نخبوية وجيدة سعودية عبر قنوات لبنان ومصر وسورية والمغرب وتونيو…، وبذلك تفرض وجوه وأفكار وفهم اللهجة والتعرف على فنانيهم، صحيح الفضائيات والمنصات منتشرة وسهل الوصول إليها، ولكن العرب زادوا عنصرية وتقوقعاً!
في الكوميديا السعودية هذا الموسم القليل من البهلوانيات وفن الارتجال وعباطة الأداء كما السابق، وقدم ما هو جيد مثل #سكة_سفر3، وما هو ضعيف مثل #جاك_العلم و#الخطة_ب، أما على صعيد التراجيديا فكان الأفضل خليجياً #الشرار رغم سؤ اختيار وأداء البطلة #ريم_عبدالله ، ومن ثم #خيوط_المعازيب قدم البيئة بعناية لصالح الدراما الخليجية!
باختصار، السعودي يحتاج خطة تسويق مغايرة والتزام جدي بتنفيذ العمل وعدم الارتجال بالفن، والكويتي مصاب بمرض الريادة خليجياً وفاقد للهوية ومريض بالاستعراض الصوري وبفقر النص، والباقي إماراتي وقطري وعماني وبحريني يكنفون بعرض أعمال غيرهم…خليجياً لا بد من كرم انتاجي محلي وبمسؤولية جدية وجديدة تجاه الفن ومراقبة المنتج المنفذ!
▪︎ العراقي
الدراما العراقية ضائعة بين التقليد والتنفيذ المصري الاستهلاكي والخليجي الفقير فكرياً والبعيد نوعاً ما عن بيئته وأهله، ومن خلال أكثر من 20 عملاً ومنه الانتاج الضخم وصرف مليارات الدولارات يعني ترغب بالمنافسة ولكن…هي بعيدة عن بيئتها وتعيش على موائد تقليد غيرها!
هذا العام يوجد جرأة في الطرح عبر قصص غير موجودة في مجتمعها، وهذا خطأ، فالواقعية المدروسة هي التي توصل أصحابها إلى العالم، صحيح المطلوب أن تستعين بخبرات الجوار، وهذا يفيدها ويحرك ساحتها.
هذا العام اقتربت بتلميحات إلى الواقع العراقي، ولكن هذا لا يكفي في ظل هذا الكم من الإنتاج الضخم، وهذا يعني المشكلة الأولى تتركز بشكل خاص في ادارات الإنتاج والغاية من التمويل، ومعرفة خريطة الإنتاج والتسويق… هي غير مدركة بما تفعله، وعلى القائمين عليها أن لا يعتمدوا التقليد وفن الارتجال، والمطلوب البحث عن نصوص وأفكار تعني العراق وأهل العراق، والاهتمام بالفنيين وأداء الممثل أكثر!
العراقي هذا الموسم بغالبيته بعيد كل البعد عن الواقع الإجتماعي والأسرة والبيئة العراقية، وللأسف عنيفة قاسية والجريمة تسودها، والعصابات والقتل والغدر وسوبرمان دائماً هو الحل!
والمشكلة العويصةاعتماد الدراما العراقية على ممثلين ومخرجين وكتاب من عالم “التكتوك” و”السوشيل ميديا” …وهنا الخاسر الأول هو المشاهد العراقي لكونه يشاهد صورة سيئة عن العراق المتضرر من ثقافة القتل والانتقام والحقد والتقاليد العشائريه الباليه التي يصرون على تجميعها وتلميعها!
لفتني #عمل_مسموح للكاتبة اللبنانية ندى عماد خليل إخراج فادي سليم، قدم تحديات الحياة ضمن بيئة اجتماعية واقعية!
وأيضاً مسلسل #خان_الذهب تأليف محمد حنش وإخراج جوليان معلوف رغم كم الحقد والعنف الموجود فيه، ولكن أداء الممثلين هو الجميل.
الدراما العراقية لم تصنع حتى الآن علاقة وتجاوباً كبيراً مع أناسها رغم ما تقدمه من كم على حساب التميز، وينقصها الممثل المتقن لا الارتجال في التمثيل عند الجيل الحالي، وعدم المبالغة في التمثيل رغم وجود وجوه فنية قديمة لها ثقلها ونحترمها.
تحتاج الدراما العراقية من المشرفين عليها فهم البيئة وماذا يريد الشارع، بلد أزماته بازدياد وهموم الناس تتكاثر والأغنياء يزدادون يعني القصص تولد من رحم الشارع، وعلماً المجتمع العراقي يعاني الكثير فأين هذه الدراما من مشاكل المجتمع العراقي، إنها غريبة ولكنها مغرقة بالتقليد؟!
▪︎اليمني
أن يقدم اليمن هذا الموسم 17 عملاً درامياً رغم ظروف البلد يعني مغامرة، لا بل مغامرة كبيرة، بلد لا يزال يعيش الحرب الشرسة ويقدم هذا الكم من الأمور التي تحتاج وقفة وقراءة، ومع ذلك هي دراما الموسم الرمضاني فقط وليست صناعة، وستستمر بذلك لوقت طويل بسبب غياب المعاهد الفنية المتخصصة وهذا يغيب التطور وولادة وجوه والتراكم المعرفي!
وما قدم من مواضيع في هذا الموسم وبغالبيته فانتازية تغيب الزمان والمكان يعني هي دراما من غير تاريخ ومربكة وتائهة، ولن تتخطى محليتها بسبب هجرتها لمشاكل بلدها وهموم اناسها وواقعها رغم ما فرضت الحرب من تغيرات ومتطلبات جديدة، وأيضاً بسبب غياب منهجية في لهجة الدراما فهي خليط بين العامية والفصيحة ولا تبحث عن لهجة وسطية!
مشكلة هذه الدراما اليمنية أولاً أزمة في القصة النص وعدم وجود خبرة في الكتابة، وهذا جعلني لم أتمكن من متابعة الحلقة كاملة لانكشاف الحوارات المتخلفة ورتابة التمثيل والسيناريو!
لفتني ” قرية الوعل”، و ” ممر آمن”، و” ماء الذهب” الذي صرف عليه انتاجياً المبالغ الكثيرة…ومع ذلك من ذكرتهم يعانون من الأزمة التي اشرت إليها، والأهم التنبه إلى كثافة الارتجال في التمثيل الذي وصل إلينا بأداء مبالغ به، وأحياناً يصيبنا بالضحك خارج الهضامة!
Leave a Reply