# بسببه كانت أغنية ” يا رب تشتي عرسان” ومطلع ” إبن بعلبك هل أمور” كانت له!
بقلم // جهاد أيوب
سمير شمص فنان صنع خصوصية تُحترم في فن أصبح اليوم مهنة من لا ينفع بالحياة… هو بدأ متصالحاً مع موهبته منذ الصغر، وانتقل يحافظ عليها رغم عمله في مجالات تصب في الفن حتى حينما كتب في الصحافة، وفرض حضوره في بدايات الستينيات ككاتب سيناريو للإذاعة والتلفزيون والمسرح، والدبلجة حيث كان متميزاً، وكلنا يتذكر دبلجة صوت بابا سنفور في “قرية السنافر”، ودارك بيو في “جزيرة الكنز”…وكل هذا رافق نشاطه الفني كممثل.
منذ انطلاقته مع الكشافة في شمال لبنان حيث احتضنه صلاح تيزاني – ابو سليم الطبل – صاحب أكبر فرقة معمرة في تاريخ الفرق الفنية بالعالم إلى اليوم، كان سمير شمص ملفتاً شكلاً ومضموناً!
في الشكل
هو جميل البهية، أنيق الملابس والكلام والتصرف، وصاحب ثقافة أرادها أن لا تكون سطحية بل عميقة، فاشتغل على حاله وموهبته ليفرض الاستاذ في اللغة، والنطق السليم، وكيفية استخدام النفس ومخارج الحروف، وإعداد المذيعين…كل هذا ولم نتحدث عن موهبة التمثيل بعد!
وحول الشكل أذكر حينما زار مصر عاصمة الفن العربي آنذاك، وهي ميزان النجاح والشهرة الواسعة، حينها شكل جماله حكاية وحدثاً، ولُقب بـ “دنجوان العرب”، وتهافتت عليه الجميلات من مصر السمراء وبياض المتوسط…
وفي رأي خاص أنه لم يتفرغ لنجاحه في مصر فنياً بقدر اهتمامه بنجاحه مع المعجبين والمعجبات، ولو خطط آنذاك لمشواره الفني الذي انطلق من الستينيات لكانت النتيجة مختلفة كلياً رغم ما عرض عليه من أعمال عربية وهوليودية وتركية، ولكنه فضل ما هو يرغب لكون الحروب المتكررة في لبنان تقضي على كل حلم ومشوار ورغبة ومغامرة وتمني…
▪︎ صباح وآخر لقاء
وفي آخر لقاء جمعني به قال:” معي القلب وانتظر الكهرباء حتى أخرج من منزلي عبر المصعد الكهربائي…هذه بعض من ضريبة العيش والحروب في لبنان…لقد سرقوا أحلامنا وتطلعاتنا…ونحن اليوم نعمل على البركة كل يوم بيومه…”!
أذكر يومها تحدث لأكثر من ساعة عن حبه الشفاف المشغول بالإعجاب للسيدة الاسطورة صباح، وكان يتمنى أن يقام لها ساحة كبيرة أو تمثال في باحة مطار بيروت ليتعرفوا على أهم واخطر صوت وعلى أكرم واجمل ست كما يقول. وأضاف:” أنا كنت اعشق السيدة صباح، وحتى اتقرب منها اقترنت بشقيقتها سعاد، وصباح ساعدتني كثيراً في بداياتي ولا أخجل من ذلك”!
واضاف:” شاركت الفنانة الكبيرة صباح أو جانو الحبيبة كما كنت القبها، شاركتها في عملين هما فيلم “شارع الضباب” عام 1967، دوري كان ضغيراً، ولم اجتمع بجانو الحبيبة بأي مشهد، وكنت أذهب إلى مكان التصوير يومياً حتى اشاهد صباح!
وايضاً لعبت معها في مسرحية “مين جوز مين” عام 1972 على مسرح المارتينيز في بيروت للفنان روميو لحود”. وذهب إلى الماضي بهدوء وقال:” بتعرف ذات أمسية ليلية في إحدى الأماكن العامة، طلبت من السيدة صباح أن ترقص معي، فلبت الرقصة، يومها لم اتمالك نفسي، واعترفت بحبي لها…ضحكت مطولاً، وطلبت أن لا أخبر سعاد، وأكدت إنها تحبني كما تحب شقيقها…لم تكن معقدة، بل منفتحة على واقعية الحياة…”!
أذكر، والكلام للقدير دنجوان العرب سمير شمص:” كنت في شارع الحمراء، أوقفت سرفيس كي يأخذني إلى منزل السيدة صباح في الحازمية – بعبدا، فاعلمني وبالحاح السائق حينما علم بذهابي لزيارة جانو الحبيبة بأنه يكتب الشعر الغنائي، ويتمنى أن تغني له صباح، واعطاني قصيدة ( يا رب تشتي عرسان)، وبالفعل اعطيتها إلى السيدة صباح، التي أعجبت بالكلام الجميل وأضافت مطلع كهدية منها لي شخصياً ( وابن بعلبك هل أمور بحبه مني مغشوشي)، وهكذا انطلقت هذه الأغنية التي لحنها الكبير فيلمون وهبي بنجاح كاسح، وباكتشاف شاعر غنائي أصبح له حضوره اسمه بعد هذه الاغنية شفيق المغربي”!
▪︎المضمون
في المضمون نجد سمير شمص، وبسرعة البرق أصبح من شركاء النجاح في الدراما اللبنانية التي اسست وانطلقت قبل غيرها، وتحديداً منذ انطلاقة شاشة تلفزيون لبنان والمشرق إلى الدراما العربية المصرية ومن ثم السورية اليوم!
هو وقف إلى جانب الكبار والمؤسسين ليصبح من الكبار، وتخطى أبناء جيله في النجاح والمغامرة، ومع الأسود والأبيض، ومن ثم الألوان، وبلغة الضاد كان متمكناً، وباللهجة اللبنانية سيدها، ورشيقاً حينما ينطق باللهجة المصرية…لم يتعثر بدور، ولم يخف من اي شخصية يلعبها، هو من جيل الكبار بامتياز، ومع هدير الإذاعة وشاشة التلفزيون والسينما والمسرح حفر اسمه من ذهب، وظل ذاك الشاب الذي لا يثرثر على الزملاء، مهذب في إعطاء الرأي، حاسم، ومهضوم وظريف، طيب المعشر، واستاذ في نقده، هو رصين ومتواضع يجمع العفوية والوقار والمعلومة واحترام كل من عمل معهم!
وهو أوّل ممثّل لبناني وقّع على عقد للعمل في المسرح الوطني مع الظاهرة شوشو. وفي تاريخه السينمائي سجّل حوالى 27 فيلماً بين مصر ولبنان، إضافةً إلى مسرحيات عدّة في المسرح الوطني، وناهيك على ميئات المسلسلات اللبنانية.
▪︎في الفن
بدأ مشواره الفني في مطلع شبابه، وتحديداً في بداية الستينيات، وكان لانطلاقاته الجميلة في تلفزيون لبنان حيث شارك بعشرات المسلسلات إلى جانب كبار من لبنان أمثال ليلى كرم ولمياء فغالي وعلياء نمري وهند أبي اللمع ونهى الخطيب والياس رزق وعون المصري….وكثر، وقد لعب دوراً رائعاً في ” العقرب” و”النهر”… كما شارك في العديد من المسلسلات اللبنانية والمصرية، ومنها لبنانياً “العنب المر”، و”رجل من الماضى”، و”كانت ايام” عام 1964، و “قيامة البنادق” عام 2013. ومن المسلسلات المصرية نذكر “امرأة من زمن الحب” مع سميرة أحمد، ومسلسل “وجه القمر” مع فاتن حمامة.
▪︎ في السينما
في السينما توزعت أدواره بين اللبنانية والمصرية، وشارك في عدة أعمال منها “سفر برلك”، و “بنت الحارث”، و”العسل المر”، و”الشريدان”، و”شارع الضباب”… والفيلم الأوّل له في مصر كان “ثلاث نساء”، ثمّ كرّت الاعمال السينمائية مع نجلاء فتحي في فيلم “أجمل أيام حياتي”، و فيلم “باي باي يا حلوة” إلى جانب محمد عوض ورشدي أباظة وجورجينا رزق. كما شارك شمص المخرجة إيناس الدغيدي في فيلم “الباحثات عن الحرية” عام 2005.
اقترن اسم سمير شمص بنجوم كبار من لبنان ومصر وسوريا ولبنان امثال صباح وفيروز وفاتن حمامة وميرفت وشوشو ودريد لحّام….
أدبياً صدر لـ«شمص» عام 2006 روايته الإولى، وصنفت رواية خيال علمي بعنوان “عند حافة الكون”.
Leave a Reply