الإعلامي جورج معلولي – بيروت
تردّدت كثيرًا قبل أن أكتب تعليقي على الدراما الرمضانية، لأن كل من كتب هو زميلي وصديقي ولم أرغب في أن ينزعج أحد من رأيي. ولكن .. لم أعد أستطيع تحمّل هذا النقد المدافع عن دين أو قومية أو جنسية بصورة عاطفية فقط لأن الناقد ينتمي الى إحدى تلك الخانات .
لماذا هذه الحملة الشنيعة على كتاب المسلسلات؟!!.
قد أوافقكم الرأي أنه من الأفضل أن لا تعرض في الشهر الفضيل .. على راسي .
ولكن ألم تسمعوا بقصص مماثلة حدثت في مجتمعاتنا ؟
ألم تسمعوا بخيانة إمرأة لزوجها أو العكس لأنها لم تعد تشعر بشيء تجاهه بعد سنوات عديدة من الزواج؟؟ واكثر من ذلك، فقد درجت موضة الـ break حديثًا. فصارت تطلب الحبيبة من حبيبها فرصة لتتعرف على غيره فتختبر مشاعرها.
ألم تسمعوا بسفاح القربى وممارسة الجنس مع أحد الأقارب بالرضى أو عنوة ؟
ألم تسمعوا بالعشائر وتجارة السلاح والأم الصارمة المدللة لإبنها – المافيا فهو بالنهاية إبنها؟!!
ألم تسمعوا بـ “عمّ” يحتجز أبناء أخيه ويكون وصيًا عليهم ويتحكم بحياتهم؟؟
ألم تسمعوا بـ ١١ جريمة قتل بسلاح فردي متفلت مع أي شخص محمي من حزب، لا يمكن نزع سلاحه خوفًا من حرب أهلية أو بحجة أن البلد بحاجة لسلاحه؟
ألم تسمعوا بجرائم داعش الذي يبررها بآيات دينية قبل الشروع بها صارخا الله أكبر ؟
ألم يقتلوا ويغتصبوا الأيزيديات والمسيحيات ويبعنهن في الأسواق مستندًا الى تاريخ الفتوحات الدينية ؟
وغيره وغيره وغيره .
المسلسلات لم تسىء الى دين ولا بلد ولا مجتمع بل يبدو أن النقاد لم يشعروا بالإساءة الحاصلة والتي نعيشها بإذلال ورعب يوميًا بل على ما يبدو يعيشون في ملكوت سماوي كالملائكة .
لا يمكننا أن نهرب من واقع أليم نعيشه ونختبىء خلف أصبعنا لكي لا يتم تعميم ما يحصل، فهو سبق أن تعمّم بفضل تكنولوجيا الـ “نت” وسرعة إنتشار الخبر في المواقع الإلكترونية .
أرجوكم أيها الزملاء الكرام لا تنتقدوا الأحداث لأنها من واقعنا وحقيقية وإصحوا من السراب لكي نتحد في مهمة إصلاح الأمور الشائنة لا تغطيتها بتصاريح رنانة .
اعترفوا بدنائة مجتمعاتنا وضعوا الأصبع على الجرح لكي يتوقف النزف.
Leave a Reply