الإعلامية إيفا مقدسي
لطالما تعرّضت المرأة الجميلة في عهود سابقة، الى عدّة أنواع من النقد والحسد من نساء كثيرات ،حتى منهن القريبات والمقرّبات منها ، بسبب جمالها وحدّة ذكائها وطبيعة عملها أو بسبب رشاقتها وهيافتها وأناقتها ودورها المحوري في المجتمع .
وكانت الغيرة العمياء، هي الدافع الأهم لهن ، وهي الأساس وراء الهجوم غير المبرّر الذي يفتعلّنه من أجل إسقاط شأنها .. فكنّ يتناوبن على إنتقادها بضراوة قاسية ويختلقن لها العلل بُغية التقليل من بهاء جمال مظهرها وقوّة شخصيتها ودورها الفاعل أو من مكانتها في الحقلين الوظيفي والإجتماعي.
وكان هذا المرض ( النفسي ) المستشري ، السائد آفة المجتمعات على مرّ العصور.. وعقدة نقص تتمرّد على صاحبها فتجعله يتطاول على مَن هو أعلى منه رتبة وأرفع منه منزلة. وكانت هذه نواقص بعض الضعيفات اللواتي كن يسعين للوصول الى الحدّ المقبول من أهدافهن البسيطة…
الى أن جاء العالم الحديث ( أي عالمنا ) ودخل في كنف العولمة والتكنولوجيا وأصبح الـ فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الإجتماعي متوافرًا بين العامة .. فسلك هذا المرض نهجًا جديدًا ، فكثُرت معه الظهور لصاحبات النفوس الوضيعة، وفُتح المجال لهن لإنتقامهن ، وتحوّلت الغيرة معهن الى أنماط جديدة لا تقلّ تفاهة عمّا كان سائدًا. وإنتقلت تلك الغيرة التقليدية التي عاشت أجيالًا طويلة الى طور جديد و تحوّلت ( وهي موضوعنا ) الى مباهاة أضحت تعيشها كلّ سيّدة كانت تتخبّط بها سابقًا ..
فبَدا كأن لحظة الإنتقام قد أتت .. وتنوّعت أساليب الغيرة من خلال التفاعل اليومي على مواقع التواصل الإجتماعي ، وأصبحت كل واحدة تفاخر بعدد المتفاعلين مع صورها ومنشوراتها والكثرة العددية لمتابعيها والكثافة التي تجمعها من تعليقات الإعجاب ، بغض النظر عن مدى ثقافتها وجمالها وعن أهميّة دورها في المجتمع أو بأيّة صفة تمثّلها. وأمست الحياة بالنسبة لها تقتصر على مَن تشتري LIKES و FOLLOWERS وعلى مَن تعمل PHOTOSHOOT وتستخدم مصوّرًا بمعاشٍ شهري من أجل إلتقاط صور لسهراتها وحفلاتها، غير آبهة بمَن لهن مسيرات طويلة ، شققن فيها دروب الشهرة بحهد جهيد وعمل دؤوب ، فلكأن الشهرة أصبحت عندها سلعة تُشترى بالمال وعلنًا.
يتبع …
Leave a Reply