… وبدأت تقوم العديدات من أولئك الضعيفات ، اللواتي وَجَدن في الـ “فيسبوك “متنفسًا لإراحة ما يشغل نفوسهن ورؤوسهن من إحباط وتنافس غير متكافىء مع الأخريات ، بشراء الكثير من الـ likes الوهمي والـ مدفوع سلفًا لفترة قصيرة، بُغية إبراز صورة تخفف من قهرهن وتبلسم وجعهن وتصوّر للمتابعين بأنهن صاحبات علاقات إجتماعية وأنهن محطّ أنظار الكثيرين من المهتمين بهن ، إن كان من خلال صورهن الـمروتَشَة على الـ فوتوشوب أو عبر كتاباتهن التي تكون غالبًا مقتطفة من صميم الـ غوغل .. وما كثافة الـ likes ( المشتراة ) سوى غيض من فيض لمحبة الناس لهن …
وهن داريات و عارفات بأنهن يضحكن على نفوسهن قبل ضحكهن على الاخرين، ولكن …
ماذا يفعلن بداء الغيرة الذي تغلغل الى عمق أعماقهن ولا يُحدّ من فلتانه الا بهذه الطريقة، طريقة الحلم الواهم والفارغ؟؟
وإنتقلت الغيرة أيضًا عند بعضهن لتأخذ مسارًا من نوع آخر وهو بالتالي أشدّ فتكًا و وبالًا ليصل رذاذها السلبي الى قائمة صيحات موضة الألبسة الحديثة التي تتقنها أفكار المصممين وتبرزها أجساد العارضات..
فهذه التصاميم لا تليق عادة الاّ بمَن تتمتّع بمواصفات أقلّ ما يُقال فيها على أنها مقبولة .. فيحاولن جاهدات ، رغم عدم تناسقها على أجسادهن ، أن يرتدين منها ويطرحن صورهن على الإنستغرام وغيره حتى ولو كانت لا تليق أو تلبق لهن إنما بقصد المواكبة.
ولا هم عندهن سوى أن يلحقن بركاب الموضة ولو على حساب جمالهن الهابط.
وتدور تعليقاتهن المشلولة على الـ فيسبوك حول مَن لم تستطع شراء الجديد من الأزياء أو التي تأخرت في شرائها أو تلك التي لم تطرح صورة لها على صفحتها الخاصة وهي تفاخر بالتصاميم الجديدة.
وقد عمدن أيضًا على إنشاء حسابات وهمية على الـ ” فيسبوك ” ليرسلن من خلالها رسائل تتمحور حول إنتقاد الكثيرات ، ولمراقبة بعضهن البعض ، ولينتقدن مَن ترتدي فساتين من ماركات غير معروفة ،خصوصًا الفنانات اللواتي لا يجدن فيهن وفي عملهن سوى لباسهن وشكلهن، غير مباليات بعطائهن وموهبتهن .. لكأن الحياة وقفت بهن أمام معرض الفساتين الـ سينيه والماركات المعروفة .
فإن وجدن مَن تلبس من هذه الأزياء الجديدة يتسابقن الى طرح صورها على حائطهم الفيسبوكي، والويل حين لم يجدن أية سيدة معروفة لا ترتدي من هذه الماركات العالمية فينتقدنها وتبقى هذه السيدة عُرضة للسخرية والهزء من قِبَلهن لفترة طويلة.
والمصيبة الأكبر تقع، عندما يبدأن بسداد النصائح وإبداء الرأي في الموضة وهن جاهلات بها ولا يفهمن قِيَمها وليس لديهن شهادات وإختصاصات ولا معلومات عنها .. ويشرعن في إختلاق الأقاويل دون الإهتمام بعبقرية المصممين المبدعين .. كأن السيدات الأنيقات والعارفات يهمهن رأيهن الهش وينتظرن ما تبوح به قريحتهم من إبتكار يعجز عنه عقول المبتكرين البارعين.
وقد غرب عن بالهن،أن أغلب السيدات ( سيدات المجتمع ) يدركن تفاهة أفكارهن المائعة ، و لديهن متخصصين في الموضة ويتابعنها بأدق تفاصيلها ، مع علم السيدات الأكيد أن الأزياء الجديدة من الممكن ألا تتناسق مع جسد أية سيدة ،ولو قصدت شراءها وحاولت أن تلحق السوق الجديد.
Leave a Reply