انسجامًا مع روحية ميلاد السيد المسيح
دينا ومحمود (في الحادية والعشرين من العمر) بطلان فازا في إيطاليا بمباراة السباحة لذوي القدرات الخاصة، تمَّ التعارف بينهما لدى اختيارهما للمشاركة ضمن منتخب مصر لذوي الاحتياجات الخاصة في السباحة ،أحبَّا بعضهما من النظرة الأولى (كما يقولان) وذلك قبل سفرهما إلى إيطاليا والفوز بالبطولة… وحين اعترف محمود لوالده انه أحب هذه الفتاة، اشترط عليه الوالد الفوز بالبطولة لينفِّذَ له رغبته هذه، وعلى هذا الأساس عمل المستحيل للربح وهكذا كان، حيث تمت الخطوبة بعد عودتهما من المباراة، وهما الآن يقومان بالتحضير للخطوة الأكبر، ألا وهي الزواج والاستقرار في منزلٍ مستقل، لا يمانعان أن يكون بالقرب من الأهل… هذه الخطوة يبدو أنها ما كانت لتتم بطريقة أفضل مما حصل، فاليوم بادر العريس لطلب يد عروسه رسميًّا على الهواء مباشرة وعلى أنغام فرقة Batuka parade للزفة من استوديو للنشر، بعدما كان الحبيبان قد حضرا من القاهرة إلى بيروت في أول ظهور لهما خارج وطنهما، وبدعوة من برنامج “للنشر” حيث كانت شقيقة العروس برفقتها وباركت الخطوة، خصوصًا وأن العريس كرَّر أكثر من مرة تمسكه بالعروس وأنه لن يسمح لأحد أن يفرِّق بينه وبينها.
اعتدنا في الأفلام وفي المسلسلات والروايات على حكايات وقصص من يسمونهم بالأقزام، وكلها كانت حكايات تقدمهم لنا غالبًا كمهرجين ومثيري الضحك، إن لم نقل إن البعض جعل منهم وسيلة للسخرية… اليوم وفي برنامج للنشر، ولو أننا اعتمدنا على إطار أشهر القصص وعنوانها “الأقزام السبعة”، وفيما يشبه النقلة النوعية لهذه التسمية لنقدِّم من أسميناهم بالعمالقة السبعة نظرًا لفعاليتهم وإمكانياتهم في ممارسة أدوارهم في الحياة العملية:
مارتا الراعي: سائقة تاكسي تعمل بين خط الدورة الجديدة سن الفيل .
أبو علي حسين كركي: علاقات عامة في شركة للتكييف ويهوى المصارعة ورفع الأثقال.
ريبيكا الشالوحي: طفلة الخامسة عشر عامًا تثير الجدل بحبها للفن: الغناء والعزف والرسم والرقص.
خضر الحصني أبو رائد: في الخمسين من عمره متزوج يعمل في مجال الخياطة وهو أب وجد لديه أكثر من حفيد. منار شحيمي: ممثلة تعمل في مسارح المدرسة وتعمل في مطعم ع البال مع الاطفال (هواياتها العزف على الطبلة).
جيسيكا شمس: طالبة تدرس العلوم وتحب الالتحاق بصفوف الجيش اللبناني. شربل يوسف: يهوى المصارعة حيث حصلت المواجهة بينه وبين أبو علي على حلبة للنشر.
وباعتبار هذه الفرقة قد سبق تسجيلها قبل أسبوع من بثها على الهواء، فوجئنا ومع بث الحلقة بخبر وفاة والد جيسيكا شمس الذي كان برفقتها خلال تصوير الحلقة ، وذلك بحادث سير خطير، وقد اتصلت جيسيكا بفريق البرنامج لتوجيه تحية لوالدها الذي فقدته والقول له إنها تحبه كثيرًا… في الحلقة الماضية خرج أبو مازن أباظة (70 عامًا) مع زوجته هيام عز الدين المصابة بمرضٍ عُضال (السرطان) من برنامج للنشر بعد اتهام البرنامج (من قبل ابنتهما مهى) باختطافهما، من هنا تمت متابعة القضية معها ومع بقية أبناء المسنَين المطرودَين من منزلهما (كما أكدا خلال الحلقة)، فكان الاتصال الأول مع ابنهما ماهر الذي تعهَّد بتحمّل كامل المسؤولية تجاه والدته ووالده، ما دفع فريق البرنامج للقبول بلقاء في منزل الإبنة مهى (التي تولت الاتهام عبر الهاتف بعملية الخطف) لنكتشف وجود ما يشبه الكمين الذي قاده الإبن البكر مازن، والمسؤول الأول عن طرد الوالدين اللذين اشترطا عدم رؤيته، خشية منه ومن تهديداته.. بينما ماهر تخلَّف عن الحضور وعن تحمل المسؤولية كما تعهد، في حين بادر مازن لطرح نفسه كراعٍ للمصالحة وتحمل مسؤولية الأهل كما تقتضي الأصول، مطمئنًا الفريق الذي غادر على أساس هذه المصالحة قبل أن نفاجأ بعد يومين باتصال الوالد من مخفر عاليه حيث لجأ هربًا من الإبن مازن الذي عاد إلى نغمة التهديد بقتل الوالد، ما أعاد الأمور إلى نقطة الصفر مع عودة الوالدين للمسكن الذي وفَّره لهما السيد ماهر مرعي في صوفر، لكن هذه المرة تحت حماية القوى الأمنية … أما مهى التي اتهمت الفريق على الهواء بما اتهمته فقد انهارت هذه المرة وهي ترى ماذا فعل شقيقها بوالديهما ليتم بعدها تدخل الفريق مجددًا، حيث جرى التواصل مع ابنه ماهر، لإعادة “أبو مازن” إلى منزل ابنته مهى في عاليه وإتمام مصالحة مع ابنه مازن بشروط ضمان حق الوالد وإعادته إلى منزله الأساس (مثار الخلاف)…
مارون محمد وآدم ليسوا مجرد ثلاث حالات انسانية تبناها برنامج للنشر بالتعاون مع “جمعية بنين”، بعدما تمت الإضاءة على أوضاعهم المأساوية وحالاتهم المرضية الحرجة، بل تحولوا إلى هاجس لفريق البرنامج لتأمين المبالغ الكافية للوصول بهم إلى بر الأمان، وذلك من خلال مساعدات إنسانية وصلت من أهل الخير إلى البرنامج تباعًا… اليوم ومن إحدى مستشفيات إيطاليا (حيث ستُجرى العمليات الجراحية لهم) أطل مارون بطرافته المعهودة، التي تتحدى الألم والصعاب معًا، وبعبارته الشهيرة “معكم مارون قزي”… ولكن هذه المرة “معكم مارون قزي من إيطاليا” بكلمات أكثر تفاؤلًا بعدما بات حلم الشفاء ممكنًا له ولكلٍ من محمد وآدم.
إضغط على الصورة لتكبيرها
Leave a Reply