أصبحت مشاهدة برامج الكاميرا الخفية طقسًا أساسيًا من طقوس شهر رمضان بإختلاف فورماتها في العقدين الماضيين.. آخر هذه التجارب برنامج الغواصة الذي يبث على إحدي الفضائيات التونسية و التي يقدمها الممثل الشاب التونسي طارق بعلوش و يخرجها التونسي قيس السلامي.
فكرة الغواصة تتمثل في دعوة الضيف من أهل الفن أو السياسة أو الرياضة لتدشين غواصة تجريبية بيئية في مدينة المنستير على السواحل التونسية.. مع إنطلاق الرحلة المائية تعطل الغواصة و تتوالى الأحداث بسرعة بين تفجيرين فدخان فتسرب للمياه فإغماء للطاقم و الركاب (ممثلين).. إستطاعت الغواصة بعد بث همس حلقات فقط ان تنجح في جلب إهتمام المشاهد لها، ليس التونسي فقط بل المغاربي عموما في الجزائر و المغرب و المهاجرين جنوب اروبا، و قام البعض على وسائل التواصل الإجتماعي بمقارنتها مباشرة و تفضيلها على برامج مماثلة تذاع على أهم و أكبر القنوات للعربية، بالرغم من الفرق الواضح جدًا في الامكانيات الانتاجية المتوفرة للبرنامجين.. فالإمكانيات المادية و التقنية و الفنية الموضوعة تحت تصرف مخرج الغواصة قيس السلامي واضح أنها أقل بكثير من الموضوعة تحت تصرف القائمين على البرامج الممثالة لكن بالرغم من ذلك استطاع هو و مقدم البرنامج بعلوش وكامل الفريق المنتج من كسب المنافسة محليًا لأسباب بسيطة ذكرها الجمهور على السوشيل ميديا اهمها:
– الغواصة تعتمد على الفكرة اساسا لجلب اهتمام المشاهد و ليس الابهار في الصورة و المؤثرات.
– بالرغم من جبروت الفكرة و حالة الرعب التي يعيشها الضيوف الا ان جانب الترفيه و الضحك متوفران.
– مقدم البرنامج لم يسعى للاستهزاء بالضيوف طول الحلقة.
– حرص المخرج على تغير سيناريو الحلقات مع الحفاظ على الفقرات الاساسية فيه كعطل الغواصة و التفجيرات و الغرق.. و لكن تعامل المقدم مع الضيوف يتغير في كل حلقة حسب الضيف و مهنته و شخصيته مما اضفى تنوعا و تشويقا في الحلقات.
– تأكد المشاهد بأن الضيف مستحيل يكون على علم مسبق بالمقلب فلا مجال للتمثيل و الفبركة في أعماق البحر في غواصة تغرق حقيقة.
المؤكد بأن صناع الغواصة، من فريد كمون و رمزي المرواني المنتجان لطارق بعلوش لقيس السلامي.. كسبوا رهان رمضان 2018 بالرغم من ضيق السوق السمعي البصري التونسي و عدم متابعة العرب للفضائيات التونسية..
و هنا سؤال يطرح نفسه: ماذا لو وضعت تحت تصرفهم امكانيات و شاشة عرض مثل الأم بي سي او ابوظبي او الحياة؟
Leave a Reply