يطل عام جديد .. وتكر معه سبحة العطاءات .. وتكبر الأماني في قلب طبيب، يحمل في مسيرة عمره مشاعيل حب ومحبّة ، ينير فيها اللحظات والساعات والأيام بطيبة قلب ودماثة خلق وترفّع نفس وشمخة إباء ، موزعًا وهجها المُشّع ينابيع طيب على دروب الناس، لينهل منها مَن شاء ومن دون حساب، هادفًا – بعفويته الطيّبة – أن يعطي من زرعه الوفير بعض حصاد بيدر مليء بغلال الفرح والسعادة، لـ بَشَر خذلتهم الحياة وتجاهلهم التاريخ وطوتهم الذاكرة وخفتت عنهم الاضواء التي كانت تنصاع قبلًا لمشيئتهم.
طبيب ما فارقت البسمة وجنتيه يومًا ولا أمسكت يده لبرهة عن العطاء .
بذل ويبذل حياته من أجل راحة الآخرين ، فيسعدهم وهم في أوج تعاستهم ويضحكهم وهم في ذروة بكائهم ويفرحهم وهم في أقوى درجات حزنهم.. فلا يستطيع بكل بساطة الاّ أن ينحاز الى جانب الموجوع والمظلوم والمهموم ليفرج له كربته ويجعله سعيدًا ، شاعرًا بأن الحياة ما زالت مسرحًا للطيبين أمثاله .
صاحب رسالة جمالية ، لم يجرؤ على حملها إلاّ قلّة نخبوية ، مؤمنة بفحواها، وعلى رأس هذه النخبة هذا الطبيب المتجدّد دائمًا ، الذي أعاد الزمن الجميل الى حاضر الجمال ومسرحه، إن كان في الشكل أو بالتكريم ، الذي إعتمد بشقّه الأوّل على نضارة وشبابية الطلّة ، وفي الشق الثاني على تلك التكريمات التي بدأها منذ ثلاث سنوات على ثلاثة دورات، كرّم فيها عمالقة كبار من لبنان والوطن العربي في مهرجانات أقل ما يُقال فيها أنها في غاية الروعة والتنظيم والإختيار.
فكان عملاق الساحة وسبّاق الفكرة المَرِن الذي وسمته أعماله بالمارد الذي أيقظ زمن رائع من قمقم النسيان ونشره بيرقًا لامعًا في وقت اشتاقت فيه الناس الى الأصالة والإبداع.
ويطلّ عام .. وتتعاظم معه روعة الطبيب الذي شغل القلوب والعقول وأعطى مزايا جديدة في قواميس الأخلاق والقِيَم.
وأُضيئت شمعة جديدة في عمره الوردّي لتُضاف الى منارات سابقة إزدانت بمحبة الناس له.
ومن فيض محبّته دعا العديد من أصدقائه الى حفل ساهر سيقيمه في 28 سبتمبر ليحتفلوا معه بإستقبال سنة جديدة ملؤها العطاء والمحبّة كسالفاتها من السنوات التي أمضاها مُشعًا ، دؤوبًا على فعل الخير ، مُشبعًا بالمحبّة ونكران الذات.
وعلى الرغم من الإبتهاج في عيده والتحضير له ، لم ينسَ تكريم عملاقة كبيرة راحلة ، ربطته بها صداقة متينة، وهي الشحرورة ” صباح ” الذي شاء أن يكّرمها خلال الحفل ، وهذا ينّم على أن محبّته للناس صادقة ولا تبعده عنهم حتى مناسباته الخاصة.
فنِعمَ هذا الطبيب ونِعمَ هذه الأخلاقية المتقدّمة والرائعة ، ونِعمَ هذه الطيبة المتقدة إحساسًا وصدقًا..
وهنيئًا لنا وللبنان وللوطن العربي بهذا الطبيب الذي إستحّق بجدارة أن يكون طبيب التجميل الأوّل لما له من أيادٍ بيضاء على الكثيرين، ألا وهو الدكتور هراتش سغبزريان الذي نفتخر بمعرفته وصداقته ونتماثل بوفائه وطيبته.
إليه ألف تحية..
من موقع حلو الفن نتمنّى للدكتور هراتش سغبزريان أعوامًا مديدة مليئة بالصحة والعافية.
Posted by Hratch Saghbazarian on Tuesday, September 4, 2018
Leave a Reply