بعد غياب أكثر من عام، تعود الإعلامية زينة يازجي إلى الشاشة الفضية مجدداً، من خلال برنامجها الجديد “الخديعة” على شاشة تليفزيون أبوظبي، واصفة عودتها بالقوية، لأنها تفضل الشأن السياسي والمجتمعي والتنويري في تقديم البرامج التي تحمل قيماً فكرية وإنسانية، معترفة بأن أسباب ابتعادها تعود إلى تراجع الإعلام وإصابته بهزات شديدة متعلقة بالحالتين السياسية والاقتصادية، ودخول الإعلام الجديد والـ”سوشيال ميديا” على دائرة الاستهلاك من قبل المتلقي.
وعن تجربتها مع “الخديعة”، تقول زينة: أولاً أنا سعيدة بالعودة إلى الإعلام، لأنه بالنسبة لي لم يكن يوماً عملاً، بل هو بمثابة شغف وهواية ونقطة قوة وقيمة، منذ درسته وحتى الآن، لكن لا يخفى على أحد أن الإعلام التقليدي العربي والعالمي يتعرض لهزات شديدة هذه الفترة متعلقة بالحالتين السياسية والاقتصادية، وأيضاً متصلة بدخول الإعلام الجديد والـ”سوشيال ميديا” على دائرة الاستهلاك من قبل المشاهد والمتلقي، وهذا خلط الأوراق في المؤسسات الإعلامية الفضائية العربية والمحلية الوطنية، وفي هذا الجو، أصبحت الخيارات ضيقة بالنسبة لي، فأنا أفضل الشأن السياسي الحواري المجتمعي، التنويري والجدلي الذي يحمل قيمة فكرية وإنسانية، وللأسف بسبب التوتر الذي ذكرته والضغط المالي، فإن هذا التوجه من البرامج والإنتاج التليفزيوني اختفى، فالإعلام عندما اهتزت أركانه، طفت فكرة التخلي عن ركائزه الأساسية لينجو، من صحفيين وأصحاب مهنة وخبرة، ووصل الأمر إلى ضياع المؤسسات الإعلامية حول من وماذا تختار؟، من تختار ليقودها ويحمل راياتها؟، وماذا تقدم من برامج؟، حيث أرادت ألا تخسر المشاهد، فنزلت بمستوى البرامج ظناً منها أن هذا ما يرفع نسب المشاهدة، واستقدمت أسماء شهيرة، ولكن لا تمت للإعلام بصلة، وسلمت الإدارة لرجال تجارة وأعمال بدل الإعلام، يقدمون أعمالاً من دون إبداع، وأرقاماً من دون فكر، واستنساخ مواقف من دون إقناع، وهذا أدى إلى تراجع الإعلام عن مكانته بخدمة قضايا المجتمع وإشباع ذوق الناس، وخسارة المزيد من المشاهدة والتأثير.
وأضافت: “الآن اعتقد أننا عدنا إلى تصحيح هذا الانحراف، واستفقنا من الصدمة لنحاول إيجاد صيغ توازن لإعادة تشكيل الإعلام، محافظين على جوهره، بينما نتبنى أدوات وإيقاعات جديدة”، لافتة إلى أنها سعيدة بمشاهدة مختصين بالإعلام عادوا ليترأسوا صناعة القرار الإعلامي، وأصحاب فكر وخبرة يرسمون الخريطة.
وبالعودة إلى برنامجها الجديد، تقول: عندما عرض علي برنامج “الخديعة” لم أتردد أبداً، بل كنت في غاية الحماس لعودة الإعلام إلى دوره في مناقشة قضايا جوهرية تسكن فكر كل عربي، لتفندها بالدليل، والبحث وليس الصراخ والتجريم، وهذا يشجع ثقافة التفكير وليس التكفير التي هي دليل قصور بالحجة والإيمان والخلق، موجهة شكرها لـ “أبوظبي للإعلام”، على ثقتها في تقديم هذا البرنامج، مشيرة إلى أنها عندما وجدت التحضيرات وشاهدت الديكور والتقنيات للحلقات التي أشرف عليها وأخرجها نبيل اللمعي، ارتاحت كثيراً لمستوى الإنتاج، وبكل تأكيد من قراءة نص الدكتور عمار علي حسن، فوقتها شعرت بأنها أمام برنامج متزن وغني.
Leave a Reply