عرفته زمنًا .. وقرأته لفترات طويلة..
تابعته في مختلف كتاباته الصحفية والأدبية ، خصوصًا حينما كان وما زال يلهب مواضيع مجلّته بأسلوبه السلس والراقي ، المُشبع بالفرادة والأناقة ، وكنت أتصفّح مقالاته – كالكثيرين – بنهمٍ شديد ، لا سيما تلك التي كان يتناول فيها قضايا القارىء والمجتمع وأهل الفن ، ليأتي بعدها بخلاصة تعالج بصدقٍ عمق المشكلة، واضعًا إصبعه على الجرح النازف.، محللًا التداعيات راسمًا إمكانية حلولها بسطورٍ قليلة لكنها غزيرة بالمعاني والأفكار القويمة والسوية. يناصر فيها المظلوم وينتفض على الظالم فلا يراعي ولا يوارب ولا يهادن ولا يبيع مواقفه – كغيره – ببضعة وريقات نقدية أو مسايرة لإرضاء صاحب جاه وشهرة.
ترافقنا معًا منذ عقدين ونيّف، على الرغم من نهجينا المختلفين في الكتابة ، الا أن أسلوبه الجميل الذي يجمع بين الأصالة والحداثة ، كان وما زال يلفتني لما فيه من صور إبداعية تعبق بعطر الرياحين وروائع النهج السليم ، الحافل بروحية المتمّكن في البلاغة والبيان حيث تأتي الأفكار عنده طوع أنامله ومن نظافة يده ورجاحة عقله وكرمهما.
صحافي وإعلامي بإمتياز ، يأتي من خلفيّة مثّقفة ومتمّرسة في عالم الصحافة المكتوبة، على عكس الكثيرين ممَن يدّعونها اليوم، وقد صقلها بكثير من العلم والمطالعة ، وبمرافقته وصداقته للكبار من أهل القلم والأدب في لبنان والدول العربية ، فأورفت أعماله ثمارًا وغلالًا وينابيع إنتاجية لها وزنها على بيدر الساحة الكتابية الحُبلى بسراب، يتخايله البعض مسارب مياه وسط صحراء قاحلة.
صديق وفيّ ،صادق في تعاطيه ، مفطور على العطاء وخدمة كلّ طالب .. حمل رسالته الإعلامية بين كتفيه وتنقّل بها بين بيروت والقاهرة ، فزرعها إشعاعًا أينما حلّ..
كتب العديد من المؤلفات وأهداها – حسب معلوماتي الدقيقة والأكيدة – لبعض ممَن يدّعون اليوم ويفاخرون بكتابة الأدب والرواية ، الذين نكروا عليه فضله وصنيعه حين استلموا موادهم منه. فما همّه نكرانهم لمعروفه ولا نزق تصرّفاتهم ، فلم يعاتبهم يومًا ولم يفضحهم مرّة، بل لاذ بالصمت – لا ضعفًا ولا خوفًا – إنما للتستّر عليهم والضحك على ضعفهم و جهلهم . فكان كالنبع الذي يفيض خيرًا على الجميع، مع علمه المسبق أن هناك مَن يقدّر النعمة وهناك مَن ينكرها.
أنه الإعلامي دعيبس بلوط صاحب الباع الطويل في الكتابة ، مؤسس ورئيس تحرير مجلة الكاميرا الورقية والإلكترونية.
Leave a Reply