” ترياق الروح ” كتاب شعر جديد للشاعرة ناريمان شرّي بتضمّن 34 قصيدة من الشعر الحر الجميل، المتفلّت من البحور الشعرية المعتمدة أي ( بحور الخليل ).
يحتوي الكتاب على فخافة في التعابير وإبداعية في الفكرة ورؤيوية في التسلسل الذي يؤدي الى إيصال المعنى دون مواربة ودوران.
يعتمد على أسلوب ” السهل الممتنع ” الذي يمّكن الجميع من قراءته وفهم فحواه، ولعل الثقافة العالية التي تتمتّع بها الشاعرة ، كانت السبب في تلك الإبداعية الرائدة والمتجدّدة.
في كل قصيدة من قصائده عالم سحريّ يأخذ القارىء نحو البعيد ،باحرًا في سماء لامتناهية من الوجد والأحاسيس، فيقف مذهولًا ما بين ذاته المتردّدة وبين الكلمات المنحوتة التي تكشف عن خبايا تلك الذات في فلسفة مبّسطة ، مسكوبة بإسلوب يُفسّر مكنوناتها بعمق المُحلّل النفسي وبميزان الحرفي الضنين في إتقانه.
وتعتبر ” ناريمان ” من الشاعرات القليلات اللواتي بحرن في عالم الوجدانية، فأجدن حرفة الرسم بالكلمات وجسّدن الأحاسيس بقالب لبق لا يخلو من الفرادة.
” ناريمان شرًي ” تجيد كتابة الشعر بالفصحى والعامية على السواء، وفي كلاهما مُبدعة.. طموحها لا يحّده مكان وزمان أما هدفها المكمّل لمسيرتها أن تصبح قريبًا إعلامية، فتتشرّف المهنة بخبراتها الكبيرة وإندفاعها اللامتناهي.
بعض من قصائدها المُختارة:
(قصيدة أولى)
شلّال الأمل!
كالعادة…
يبدأُ نهاري بجرعَةِ تَفاؤلٍ
أتناولُها وأنا جالسةٌ على كرسيِّ الأحزانِ،متأملةً من شُرفتي شلّالَ الأملِ راجيَةً منهُ دواءً لألمي…
ذاتَ يومٍ،رأيتُ ما لم أرَهُ من قبلُ،مُتَحَدّثةً معَ كرسييَّ الأخرسِ:
“هل تُلاحظينَ ما أُلاحِظُهُ؟”
لِوهلَةٍ تجمّدَتْ عينايَ….
وإذ بصوتٍ ناعمٍ يهمسُ لي لا تتفاجئي،تمَعَّني بي،وسوف تفرحينَ…
لأرى شلّالَ حديقتي متَوَهِّجاً كلؤلؤةٍ بيضاءَ ناصعةٍ ناعمةٍ…
يتراقَصُ بالأمَلِ ويداعِبُ نفسَهُ على صخورٍ أشبهُ بعودٍ له أوتارُ الحياةِ
يتناغمُ معَ حِسِّهِ الرّفيعِ
يَعزِف لي لحناً عَذباً يقولُ بهِ: ” تعالي يا عزيزتي، لكَيْ أضُمَّكِ بأملي،وأُعَمِّدَكِ بداخلي، و أداويَكِ من هذه الوحدةِ والقسوةِ،وأطلقَ سَراحَ روحِكِ البريئةِ من نَجاسَةِ الدّنيا…”
فقلتُ لهُ متعجّبَةً:
“كيف لشلّالٍ أن يُكَلِّمَني ويكونَ مُعالجي؟”
قال لي: ” لا تخافي ، أحياناً تكونُ الأشياءُ أحَنَّ من الإنسانِ….
سأكونُ سِرَّ نَفسِكِ لا يَدري بي إلّا داخِلُكِ…”
واذ بصوتِ قطارٍ مرعِبٍ مزعجٍ،صوتُ جارتي المَدفونَةِ في كهفِ الخوفِ تناديني:
“هيا بنا نَذهبُ،سوف نتأخّرُ…”
هنا لَملَمتُ نَفسي و وجداني، مخاطبةً دوائي:
“شكراً،لأنّكَ خلقتَني من جديدٍ ، بأملٍ عميقٍ،بقوةٍ ليسَ لها مثيل…”
الشاعرة : ناريمان شرّي
قصيدة “شلاّل الأمل” من ديواني “ترياق الرّوح”
( قصيدة ثانية )
ورقتي الصّفراء
تتمايلُ بجانبي في بَسمةِ انتظار
ماذا سترسُمُ ليَ السّمراءُ؟
اعتَدتُ على جمالِها الخلاّبِ
ليُمِدَّني بتحدٍّ
لا يوقِفهُ إعصارٌ
تَرمُقُني بِنظرَةِ استهتارٍ
وكأنّها تعلمُ سِرّيَ القهَّارَ
أرسُمُ إبداعي بشغَفٍ من الإصرارِ
حتّى أسمَعَ ضِحكَةَ الإرضاءِ
تُملأُ بها لوحاتي
نورًا وشعاعًا
وأُلبسُ جُدراني أثوابًا ناصعةَ البياض.
#الشاعرة
#ناريمان_شرّي
#ديوان
#ترياق_الرّوح
Leave a Reply