من هدَّد الوزير حوَّاط: ثوَّار أم شبيحة؟
هذا رد المغامر بطفلته بوجه خراطيم المياه.
سليم سعادة تراند وجاد غصن ميزانية غير قابلة للتطبيق.
بعد انقطاع قسري بسبب الأوضاع الجارية منذ أشهر على الأرض تعود حلقات برنامج “طوني خليفة” بصيغتها الأساسية، وإن كانت الأحداث الجارية على ساحات الحراك الشعبي ستطغى حتمًا على غالبية الفقرات كما هي حال هذه الحلقة.
تراندز وسليم سعادة:
والبداية كانت مع فقرة باتت شبه يوميَّة على قناة الجديد هي حول الأكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع والأيام،لا بل الساعات الأخيرة، ضمن فقرة بعنوان “تراندز” مع نور صوما من قسم الأخبار في تلفزيون الجديد، وكانت الغلبة في هذه الفقرة لنفس الموضوع الذي كان معد ومقدِّم البرنامج الإعلامي طوني خليفة قد افتتح به حلقته، وهو حول جلسة إقرار موازنة العام 2020 من قبل المجلس النيابي، والكلمة التي حازت على النسبة الأكبر من التعليقات والنشر والتداول بغالبية مقاطعها، وهي كلمة النائب سليم سعادة، بعدما كان خليفة قد اتصل به للحضور شخصيًّا، لكنه أعلن أن ما قاله يكفي ولن يكون هناك من جديد ليقوله، فجرى احترام رغبته.
تهديد الوزير طلال حواط بالقتل
الفقرة التالية كانت مع مجموعة الشبَّان الذين أجروا اتصالًا بوزير الاتصالات الجديد طلال حوَّاط، وقاموا بالتهجم عليه لا بل بتهديده بالقتل في حال شاهدوه في مدينته طرابلس، هؤلاء الشبان الذين كانوا بحكم المجهولين، يبدو أنهم على العكس عادوا وظهروا في فيديو وثَّق الاتصال نفسه، من هنا لم يكن صعبًا الوصول إليهم كما أنهم لم يتردَّدوا بالظهور أمام كاميرا طوني خليفة، وهم: أحمد باكيش، وخالد الديك وزاهد الزاهد. وقد أعلن الخليفة أنه كان سيجري مواجهة بينهم وبين أحد المقرَّبين من الوزير المعني، لكن هذا الشخص عاد وألغى مشاركته تحاشيًّا للمزيد من “المشاكل” كما قال، بينما حضر مصطفى الملطي المشارك في “الثورة” والذي يعرف المهدِّدين كما يعرفونه، لكنه يعارضهم في الموقف الذي قاموا به بوجه الوزير حواط… المواجهة بين الثلاثة والملطي كانت غير متكافئة لصالح الثلاثة، ما اقتضى مواجهتهم من قبل خليفة، حيث استغرب أن يعترض باكيش ومن معه على وجود ست نساء في الوزارة من مطلق ذكوري، وهم يدَّعون الانتماء للثورة، كما اعترض على تظاهرة سابقة لهم (بوجود باكيش) تحت العلم التركي حاملًا لصور “باشوات عثمانيين” ومدافعًا عن الخلافة العثمانية ومستعرضًا “قدسيتها الدينية” من منطلق طائفي ومذهبي بوجه الرئيس ميشال عون… الثلاثة أصرُّوا على موقفهم وتهديداتهم للوزير حواط، لتصل إلى البرنامج اتصالات كثيرة معترضة على وجودهم، وطرح أنفسهم كممثلين لطرابلس (باعتبارهم مجرد بلطجية وشبيحة)، لا يمثلون الحراك في طرابلس، والذي جرى تصنيفه بأنه الأكثر شفافية بين ما شاهدناه في الساحات الأخرى على امتداد الوطن، فكان التوضيح من قبل خليفة بالثناء فعلًا على “الثوار الحقيقيين في طرابلس” مشيرًا إلى أن استضافة هؤلاء لم تكن من باب تصنيفهم كأبناء الثورة في طرابلس، بل كأشخاص قاموا بتهديد أحد الوزراء بالقتل كما أوضح خليفة تاركًا شأنهم برسم المعنيين.
وزيرة الدفاع ترقص وتعزف الطبل
وسط الكثير من المغالطات والإشاعات والصور المفبركة، أو حتى غير الدقيقة التي جرى تداولها حول الوزيرات الست اللواتي كنَّ من أفضل ما أنجزته هذه الحكومة على صعيد حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، وما ذلك إلا بفعل الحراك أو الانتفاضة التي مهما اختلف الكثيرون حولها لكنها بلا شك تترك يومًا بعد يوم المزيد من الآثار الإيجابية على صعيد التطورات في مختلف الميادين الحياتية، وسط هذه المغالطات جرى نشر فيديو قيل إنه لوزيرة الدفاع ترقص وتقرع الطبل في إحدى الحفلات، ليتبيَّن أن السيدة المعنيَّة ما هي إلا كريستينا عيد التي عادت ونشرت فيديو لها تقول إنها صاحبة الفيديو الذي لا تعرف من قام بنشره، وإنها فنانة ولم تنزعج من الفيديو، لكنها ملزمة بالإيضاح بأنه لا يعني وزيرة الدفاع زينة عدرا… كريستينا ظهرت في الحلقة ليفاجئها خليفة بسؤال حول ما تردَّد من أنها هي من قامت بنشر الفيديو لمزيد من الشهرة لها، لكنها نفت ذلك كما نفت علمها بمن قام بنشره، ملقية الضوء على مسيرتها، وهي ابنة فنان معروف بألعاب الخفَّة والشهير باسم “ميكي”، وهي تسير على خطاه في إحياء حفلات من هذا النوع.
غامر بطفلته في مواجهة خراطيم المياه
قليلون عرفوا اسمه ولكنهم قاموا بشتمه والتعرض له ولفعلته بعد ما غامر بطفلته في مواجهة خراطيم المياه، خلال المواجهات الأخيرة التي جرت أمام القصر الحكومي، في أوضاعٍ كان من الممكن أن تكون ضحيتها هذه الطفلة البريئة، لولا تدخل أحد الأشخاص وسحب الطفلة منه لحمايتها، وليتبيَّن أن هذا الشخص هو مصوِّر لبناني في وكالة عالمية ويدعى وليد الترك، الذي حضر إلى أستوديو “طوني خليفة” مع أميرة سكَّر من “حماية الأحداث” ومعهما المعني وهو حسين الخطيب الأب لطفل آخر غير هذه الطفلة، والذي يعيش في منطقة الأوزاعي بظروفٍ صعبة، شأنه بذلك شان عشرات الآلاف من اللبنانيين، والذين يتزايدون يومًا بعد يوم تحت خط الفقر بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردِّية…. الخطيب حاول جهده الدفاع عن نفسه بعدة وسائل بينها ذريعة الفقر الذي يعيشه، لكن ذلك لم ُيقنع أحدًا من الجالسين على الطاولة معه، كما لم يُقنع حُكمًا جمهور المشاهدين، حتى من تعاطف مع حالته، كما هو شأن السيدة سكر والمصوِّر الترك، الذي بدا أكثر من الوالد حرصًا على ابنته بكل أسف… وحول سؤال له نفت مندوبة حماية الأحداث لخليفة أن يكون هناك من قرار لنزع حضانة الأطفال من الوالد بفعل ما قام به.
عدم التزام نقيب الصيارفة بقراره
بعد اجتماع اقتصادي جرى الأسبوع الماضي، وجمع المعنيين بما يجري على صعيد تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي لدى سوق الصيارفة، بعيدًا عن المصرف المركزي وبقية المصارف التي ما زالت تتعاطى بالدولار على أساس الألف وخمسماية ليرة، بينما وصل لدى محلات الصرافة إلى حدود الـ2500 ليرة لبنانية.. وصدور بيان بعد الاجتماع حول التزام “نقابة الصيارفة” بشخص النقيب محمود مراد بسعر صرف محدَّد لا يتجاوز الـ2000 ليرة لبنانية، هذا “الالتزام” عملت كاميرا “طوني خليفة” الخفيَّة مع الإعلامي محمد زهوة على رصده لدى محلات الصيرفة ليتبيَّن عدم الالتزام نهائيًا به، والأخطر أنه جرى ضبط محلات تخص النقيب نفسه وشقيقه في طليعة المخالفين لهذا القرار بالصوت والصورة… القضية استدعت ردًّا من قبل يحيى مراد (شقيق النقيب)، الذي بدأ اعتراضه باتهام خليفة بمهاجمة النقيب للمرة الثانية، فما كان من خليفة إلا أن قام بالتصحيح له بأنها المرة الثالثة، لكن بعيدًا عن الغايات الشخصية… مراد برَّر ما يحصل بوجود صيارفة غير مرخَّصين وبعضهم يعمل في الشارع، لم يلتزموا بالقرار، ما يجعل الصيارفة الشرعيين ومنهم محلات النقيب وشقيقه عاطلة عن العمل.. خليفة سأل عمن يقوم بتغطية هؤلاء دون أن يحصل على جواب ليتم اقفال الاتصال بتأكيد مراد على مهنية خليفة ووقوفه بجانب الحق!
جاد غصن وتداعيات جلسة إقرار الموازنة
ولأن جلسة إقرار الموازنة بما جرى فيها وبالتالي حولها، كانت ما تزال حديث الساعة حتى ما بعد الدخول إلى الأستوديو باعتبارها اختُتمت قبل ساعات من بداية الحلقة، كان البحث حول تداعياتها ضروريًّا بوجود الصحفي جاد غصن الذي أجرى عملية تقييم أولًا لعدم صُدقية الموازنة من أساسها وعدم إمكانية الالتزام بها من قبل أي جهة معنيَّة، أكانت الحكومة السابقة التي أقرَّتها بحوالي سبعة بالمائة عجز، أو من قبل الجهة التي تبنتها أي الحكومة الجديدة بشخص دولة الرئيس حسان دياب. أما حول سؤال خليفة لغصن عن الورقة الإصلاحية لدولة الرئيس السابق سعد الحريري وفيها ميزانية بصفر بالمائة عجز، فردَّ الأخير بأن ذلك مستحيل وغير قابل للتطبيق بتاتًا، وأنه كان على الحكومة عدم إقرار الموازنة بل التريُّث إلى ما بعد نيل الثقة، ووضع خطة مالية جديدة وواقعية يمكن الالتزام بها وهذا أضعف الإيمان… كما جرت إطلالة على موقف تيَّار المستقبل من الجلسة بعدما قام نوَّابه بإنقاذ هذه الجلسة من التأجيل بسبب فقدان النصاب، هذا النصالب الذي ما كان ليتحقَّق لولا دخوال هؤلاء النواب الجلسة في اللحظة الأخيرة، حيث كان هناك أكثر من سيناريو حول وجود صفقة ما حول هذا الموقف، بين دولة رئيس مجلس النواب نبيه برِّي ودولة رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري.
محمد ريما بورفيريا والملايين
ختام الحلقة كان مع المواطن محمد ريما الذي ادَّعى إصابته بمرضٍ نادر هو البورفيريا وهو نوع من الشلل يصيب نسبة واحد من ملايين الأشخاص، وكانت الإعلامية زهراء فردون قد تابعت هذه القضية التي بدأت باتصال المعني طلبًا للمساعدة المادية، بعدما قام هو بتجنيد أشخاصٍ لهذه الغاية اعترفوا بأنهم جمعوا له ما يوازي السبعين مليون ليرة لبنانية في صناديق تبرعات جوَّلة، هذا عدا عن المبالغ الكبيرة التي وصلته عبر حوالات من أهل الخير، قبل أن تجري التحقيقات والتي وصلت إلى محمد مهدي عيَّاد (مستشار وزير الصحة السابق جميل جبق)، والذي أكَّد بنفسه عدم صحة إصابة محمد ريما بهذا المرض، ما أثار الشبان الذين قاموا بحملات التبرع، وصوبوا باتجاه المعني ووالديه، وهو الذي وصل إلى تركيا وما يزال فيها يمشي على قدميه… وبعد زيارة للأهل وتأكيدهم على وجود ابنهم في تركيا وعدم وجود احتمالاات لعودته، توجَّه طوني برسالة إلى المعني تاركًا فسحة من الأمل بألا تكون القضية مسألة نصب، باعتبار ذلك سيترك الكثير من العلامات السلبية على كل من يكون بالفعل بحاجة للمساعدة!.
إضغط على الصورة لتكبيرها
Leave a Reply