هو زمن الكورونا الذي يفرض نفسه اليوم مادة وحيدة على امتداد العالم، والذي طغى على كلِّ ما عداه في لبنان أيضًا… حيث غاب الحراك أو الثورة ومعها غاب الهاجس الاقتصادي واحتل هذا الوباء الفتَّاك كامل فقرات البرنامج وإن تنوَّعت مواده ومحطاته…!
كازينو لبنان.
البداية كانت من كازينو لبنان والسؤال المطروح كان كبيرًا، ومعه كانت صرخة الإعلامي طوني خليفة معدُّ ومقدِّم البرنامج كبيرة …. لماذا جرى إقفال كلَّ مرافق الوطن من المؤسسات والمدارس إلى المطار ربما، ووصولًا إلى المجلس النيابي… وحده كازينو لبنان لم يجرِ إقفاله، وهو الوحيد الذي كان الأجدر تعطيله كما أشار خليفة، أقلَّه للأسباب الاقتصادية وبغياب السائحين الذين هم العصب لهذا المرفق العام في لبنان، وتساءل خليفة لماذا لم تقفل وزارة السياحة كازينو لبنان مضيئًا هل لعدم إزعاج مافيا المرابين المنتفعين منه والمنتشرين بمحيط الكازينو لاصطياد الزبائن… وزارة السياحة سارعت لإرسال ردٍّ قامت من خلاله بتحييد نفسها معتبرة أن مهمتها تنحصر بمراقبة الكازينو ومسار العمل فيه لا بالدوام والتعطيل.. خليفة وإن استبق صرخته بتحييد رئيس مجلس إدارة الكازينو رولان خوري، ومعه إدارة هذا المرفق عمومًا وتنحيتهم عن المسؤولية في هذا الإطار، فوجئ باتصال خوري لتحيِّيد نفسه وإدارته وليعلن أنه وخلال استلامه مهام رئيس مجلس الإدارة قام بمنع المرابين من دخول الكازينو، ما أوحى وكأنه لم يسمع مقدمة طوني خليفة التي تتطابق مع كلامه، والذي عاد وكرَّرها أمامه. كاميرا البرنامج دخلت وجالت على طاولات الكازينو وماكيناته وعادت بحصيلة تأكَّد فيها فقدان أدنى مقومات السلامة بين رواد الكازينو والعاملين والموظفين، وهذه هي الأهداف من طرح قضية الكازينو على بساط البحث!
الكورونا ودور العبادة.
لم يغب وباء الكورونا عن الساحة الدينية في لبنان، حيث أثارت الكثير من الطقوس الدينية ومراسيم العبادة في الكنائس والمساجد الرأي العام، ولم يقتصر ذلك على السجال الحاصل بين المؤمنين من هنا وهناك من جهة وبين العلمانيين أو حتى الملحدين من الجهة الأخرى، لا بل حصل تباين في وجهات النظر بين رجال الدين أنفسهم… هذه القضية التي طغت على وسائل التواصل الاجتماعية ووصلت إلى حدود الشتائم المتبادلة والإساءة للمقدسات، استدعت توسيع دائرة النقاش بحضور الأب بشارة إيليَّا والأب رواد شقُّور، حيث كان التباين بينهما واضحًا حول مسألة “المناولة باليد” بدل الفم في القداديس الأخيرة، تحاشيًّا للعدوى من الكورونا، الأمر الذي رأى فيه الطرف الآخر قلة إيمان وأن الرب هو الشافي، لدرجة أنه جرى الاستشهاد بالكاردينال Robert Sarah الذي سبق أن وصف هذه المسألة (المناولة للقربان باليد) في كتاب له بالعمل الشيطاني …! كذلك كان التباين والذي تحوَّل إلى سجال بين المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب من جهة والشيخ خالد عبد الفتَّاح من جهة أخرى حول زيارة المقامات وتقبيل أقفاصها، والذي وصل إلى التحدي الذي مارسه البعض من خلال “لحس” الشبَّاك الحديدي لبعض المقامات وهو أمر رفضه الطرفان.. مار شربل والكورونا.
في متابعة لا تخرج كثيرًا عن إطار الفقرة السابقة كان تراب القديس “مار شربل” واعتباره من قبل البعض شافيًّا لوباء الكورونا مادة أخرى لسجال وجدل طغى على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على حدٍّ سواء، حيث بدأت القضية بسيدة قالت إن “مار شربل” زارها خلال نومها وطلب منها أخذ القليل من تراب مقامه وتسليمه لسيدة مصابة وموجودة في مستشفى بيروت الحكومي (حيث تخضع للحجر الصحي) لكن ما حصل أن الممرضات في المستشفى رفضن القيام بالأمر تبعًا للتعليمات لديهن (عادت إدارة المستشفى وسلمت السيدة هذا التراب)… هذه المسألة التي لاقت الكثير من الانتقادات استدعت الطرح على طاولة خليفة بوجود ضيفة الفقرة جوزفين ديب والتي كانت قد علَّقت باعتبار الأمر من باب التخلُّف، ليواجهها زميلها الإعلامي فارس الجميِّل، في حين كان ثالثهما الغائب الحاضر الزميل رياض قبيسي (زوج جوزفين) مع توضيح من طوني خليفة بأنه لم يكن يعنيه عندما تهجَّم على التطاول والإساءة للأديان، لأن قبيسي كان موضوعيًّا في انتقاده لهذه الظاهرة، وتوجيهه التحية للطبيب المعالج في المستشفى الذي فضَّل العلاج الطبي على العلاج بالتراب المقدَّس… ولأن الجميِّل هو بمثابة مستشار إعلامي لدولة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي استغل خليفة وجوده ليسأله عن حقيقة ما جرى نشره من أن ميقاتي مصاب بعوارض الكورونا وموجود في حجر صحي، لكن الجميِّل نفى ذلك نفيًّا تامًا!
فرار من الحجر الصحي إلى المطار.
مع انتشار خبر فرار أحد المصابين بالكورونا من الحجر الصحي للهروب خارج لبنان وإلقاء القبض عليه في مطار بيروت، هذا الخبر الذي جرى تداوله قبيل دخول الأستوديو استدعى الملاحقة والمتابعة، حيث استطاع فريق البرنامج الوصول إلى أحد المعنيين بالأمر وهو الدكتور زين مدلج، والذي صودف أنه قادم من إيطاليا وهو بالرغم من خضوعه للفحص الطبي هناك، قام بمراجعة المستشفى الحكومي لإجراء المعاينة الخاصة محليًّا لمزيد من الاطمئنان، وكانت له انتقادات حول الإجراءات المتَّخذة وحول سرعة التعامل مع المراجعين وطريقة تبليغهم بنتائج فحوصاتهم.. وبسبب مراجعاته هذه استطاع متابعة حالة الشخص المعني، والذي تبيَّن على العكس أنه لم يكن هاربًا من “الحجر الصحي” بل على العكس كان بانتظار إبلاغه بنتيجة “فحوصاته” وبنفس حالة الإرباك والتأخير التي عانى منها د. مدلج ما استدعى تركه للمستشفى.
فوبيا الكورونا.
عبارة “عدم الهلع” من الكورونا التي يجري تداولها يبدو أنها كانت في محلها، خصوصًا عندما نجد أنفسنا أمام حالة من الهلع وصلت إلى حدود ما يُعرف بالفوبيا من المرض لدى الكثيرين، وقد تمثَّل النموذج الصارخ في هذا المجال بالممثلة والإعلامية في إذاعة “صوت الشعب” الزميلة هلا ابريق والتي أدلت بشهادته عبر السكايب وهي التي انتشرت الأخبار حولها بأنها تخشى في هذه الفترة من الاختلاط واستقبال الضيوف والخروج من المنزل، وهذا ما ظهر فعلًا من خلال رفضها الحضور إلى الأستوديو مع ما يترتب حول ذلك من احتكاك بالناس ترفضه ابريق في هذا الوقت خشية انتقال العدوى ما جعلها تطل عبر السكايب للتوضيح والتأكيد… المعالِجة النفسية الدكتورة دينا الأسعد حضرت وكانت لها ردودها حول هذا الأمر، والذي اعتبرته مبرَّرًا ووضعته تحت خانة “الاضطراب الوسواسي القهري” أو ما عادت وأسمته “اضطراب القلق” لدى الناس من هذا الوباء!
برسم وزارة الصحة.
وبرسم وزارة الصحة وضع البرنامج تقريرًا مفصَّلًا حول مختبرات وعيادات ومراكز تقوم بإجراء فحوصات حول مشتبه بهم بالإصابة بمرض الكورونا، وهنا وقف التقرير أمام مسألتين: الأولى التكلفة العالية لهذه الفحوصات والتي تتجاوز مبلغ 300 ألف ليرة لبنانية، ما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية الناس في هذا الأوضاع الاقتصادية الصعبة.. والثانية وجود مختبرات غير مخوَّلة اصلًا بإجراء فحوصات من هذا النوع أو أقله لا توجد لديها الأجهزة الكاشفة للمرض.
طبيب لبناني وعلاج الكورونا.
ووسط الكثير من الإشاعات المتداولة حول علاجات “الكورونا” انتشر اسم زياد الحاج الذي قيل إنه اكتشف مصلًا لعلاج الكورونا، وما أسهم بمزيد من انتشار هذا الخبر تلقفه من قبل إحدى الإذاعات والحماس الكبير للمذيعة، التي توجهت بكلامٍ كثير وشرح مطوَّل حول هذا الإنجاز، ليتبيَّن أن الطبيب المعني بداية لا يحمل اسم زياد الحاج، بل ملحم الصلح، وهذا الاسم موجود على “لباسه الطبي” الذي جرى نشره مع “الإشاعة”، والأهم أنه مقيم في أميركا ولا علاقة له بالكورونا بل هو اختصاصي في العلاج المناعي وزرع النخاع العظمي، ولديه اكتشافات في هذا المجال ينبغي الثناء عليه من هذا الباب… وقال الصلح الذي أطلَّ حصرًا عبر البرنامج أنه من منطقة بعلبك وليس من زغرتا كما انتشر، وهو يتردَّد إلى لبنان في زيارات عائلية فقط ولا يوجد أي مركز علاجي له في الوطن…
أما بالنسبة لتداول اسم زياد الحاج فقد ثبت أيضًا أنه طبيب يعيش خارج لبنان وهو من بلدة زغرتا فعلًا، وقد جرى الخلط بينه وبين الدكتور الصلح.
مستشفى سيدة المعونات.
نقل مريض من سيدة المعونات إلى المستشفى الحكومي مسألة لاقت جدلًا كبيرًا أيضًا، وقيل إن الأمر تسبَّب بغيذاء للمريض كما قيل إنه أدَّى لسوء تفاهم مع وزارة الصحة، الأمر الذي نفاه الطبيب المعني د. بيار إدة اختصاصي في الأمراض الصدرية والتنفس، والذي قام بمرافقة الحالة، مثنيًّا على التعاون الإيجابي الذي تقوم به وزارة الصحة وبشكلٍّ نموذجي لا يمكن لها أن تقوم بما هو أكثر منه.
أمجد ديب وبنت الجيران. حتى أغنية “بنت الجيران” التي انتشرت في العالم العربي أخيرًا قام مطرب لبناني مغمور اسمه أمجد ديب بتجييرها أيضًا لمرض الكورونا ولكل ما يعيشه المواطن اللبناني من معاناة ولو بأسلوب ساخر… ديب الذي حضر وأطلَّ حصرًا من خلال البرنامج تبيَّن أنه كان قد شارك في برنامج لهواة الغناء وهو في الثالثة والعشرين من عمره اليوم ويسير على طريق الاحتراف، وهذه الأغنية التي قدّمها بطريقة كوميدية ليست الوحيدة في مسيرته، وكان ختام الحلقة بتقديم الأغنية، والتي ذيَّلها ديب بتذكير الفنانة أحلام بوعد له بتقديم أغنية خاصة له على نفقتها.
Leave a Reply