حلت الفنانة رولا سعد ضيفة على برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعده ويقدمه الإعلامي جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان1 98, و98,5.
وبدأت رولا حديثها عن طفولتها، قائلة “طفولتي مثل طفولة أي فتاة عاشت مرحلة الحرب، ودائماً ما تبقى منها ذكريات حزينة، وأشكر الله على كل شيء وهذا الأسى الذي عشته في طفولتي، أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم”.
وأكدت رولا أن هناك العديد من الأمور التي فقدتها خلال صغرها ولا يمكن تعويضها وقالت “هناك العديد من الأمور التي لا يمكن تعويضها حتى لو كبرت، الأم والأب، وجو العائلة، أن تلعب مثل الأطفال الصغار، أن تأكل من مأكولاتهم، وأن تحضر بعض الأغراض مع بداية العيد، والملابس وغيرها من الأمور”.
وأشارت رولا إلى أن طفولتها كانت بين الميتم ومنزل جدتها، وقالت “من حين إلى آخر كان أقربائي يقومون بزيارتي، لكن بالنهاية هم لديهم عائلتهم الخاصة، والبعض منهم لم يقصّر أبداً”.
وعما إذا كان الحرمان في طفولتها إنعكس عطاء للأولاد المحتاجين، قالت رولا “أريد أن أشكر الله على نعمته التي أعطاني إياها، وأبعدني عن النقمة وغيرها من الأمور السيئة، وأنا أحاول مساعدة الأشخاص المحتاجين، ولن أذكر الطريقة لأن هذا الموضوع خاص بي، وقد ساعدني في ذلك برنامجي “ليالي الأنس”، وكانت هناك فقرة أساسية بالنسبة لي وهي أن نهتم بالناس والمحتاجين والفقراء، والحمد لله تمكنا من مساعدة جزء بسيط منهم ، وتوفي البعض منهم وهذا ما أثر بي، فوجع الناس يؤثر بي دائماً خصوصاً إذا لم أقم بما يجب عليّ فعله، لكن في النهاية ربنا له حكمة، وأنا أحاول أن أعطي البسمة للمحتاجين، إضافة إلى الناس الذين يتألمون داخلياً ونفسياً”.
وعن الذكريات المدرسية قالت رولا “لم أكن تلك التلميذة المجتهدة ، فكنت أنجح على الحفة ، ومدرستي كانت مميزة، فلدي وقت للإستراحة ووقت للدرس، ولم يكن لدي حق لأقوم بأي شيء، فكان هناك وقت لأدرّس غيري وأطعمه، إلا أنني لا ألومهم أبداً فنحن كنا حوالى 90 فتاة، وكانوا يطعموننا من فضلات الطعام، إضافة إلى إطعامنا مأكولات منتهية الصلاحية”. وأضافت “من الممكن أن مناعتي أصبحت قوية بسبب هذه الأمور، وحينها لم أكن أفكر بهذه الطريقة ولكن كنا أداة يفعلون بها ما يشاؤون، وأنا لا ألومهم فهم يفعلون على قدر ما يفهمون، وإذا كان هناك طفل في المنزل قد يتعب الأهل فكيف إذا كان هناك 90 شخصاً؟”. هذا وأشارت إلى أنها كانت تحب المدير العام للمدرسة الذي كان يحضر لهم الهدايا والحلوى في الأعياد .
وعن حبها الأول، قالت رولا “لو صادفت الحب لكان إستمر ، ربّما الضربات التي تلقيتها جعلتني إنسانة حذرة، لكنني الآن أبحث عن شخص يعرف قيمتي وأعرف قيمته”. أما بالنسبة لحفلها الأول فقالت “أنا غنيت بالصدفة، ولم تكن لدي تلك الخلفية، وأود أن أتوجه بالشكر إلى شركة “عالم الفن” لأنها السبب بأن أكون فنانة اليوم، وأول حفلة قدمتها كانت بالإسكندرية، وكان لدي أغنية واحدة “على ده الحال”، وأود أن أشكر الشعب المصري على دعمهم، خصوصاً أن الحفلة حضرها حوالى 15 ألف شخص، وبعدها توجهت إلى الأستاذ فؤاد عواد وتلقيت بعض الدروس الموسيقية عنده”. وعن أول مبلغ تقاضته قالت رولا “المبلغ الأول كان من خلال عملي كعارضة أزياء، وحينها قمت بشراء مجموعة من الدببة Peluches” ، وبدأت أحضر من كل نوع من المأكولات والأغراض المنزلية قطعتين لأني دائماً ما كنت أخاف أن يعود ويحدث معي ما حدث في طفولتي، إلا أني عدت وتجاوزت الموضوع”.
أما بالنسبة لأغنيات الديو التي قدمتها مع الشحرورة الراحلة صباح، فقالت رولا “أنا سعيدة لأنني موجودة الآن في المكان الذي جلست فيه صباح هنا في “إذاعة لبنان”، وبعض الناس إعتبروا هذا الديو إستغلالاً لشخصها، وهناك من إعتبروه دليل محبة،
لكن بالنسبة لي صباح هي الأيقونة التي أحبها، ومحبتي لها صادقة حتى آخر يوم في حياتي، تواضعها قتلني، ومحبتها أخجلتني، صباح مدرسة وكلها حب وحياة، وكانت تقية وتخاف الله، وكثيرون خذلوها، إيمانها بالله ومحبتها لجمهورها كانا يساعدانها كثيراً، وأنا دائماً ما أستشيرها لغاية اليوم حين أكون في موقف صعب لأنها ملاك”. هذا وأشارت رولا إلى أنها تقدم أغنيات صباح خلال حفلاتها، وقالت “وآخر cd من أغنياتها بصوتي قدمته حين كانت لا تزال بيننا، وهي التي إختارت الأغنيات وتركت رسالة بصوتها للجمهور تقول فيها إن غنائي لأغنياتها تم بناء على رغبتها”.
وعن كليبها الجديد “كتير بجن عليك”، قالت رولا “فكرة الكليب أن أظهر كممثلة ومغنية، وأحببت فكرة المخرج فادي حداد، وأنا أتعامل مع شركة LifeStylez Studios التي كانت بدايتها معي، وعلاقتنا كانت وما زالت جيدة جداً”. وأكدت رولا أن هويتها لم تضع بين التمثيل والتقديم والغناء ، وقالت “هذه نعمة من ربنا، فإذا كنت قادراً على إبراز كل مواهبك لمَ لا ؟ وأنا كنت أول فنانة أقدم برامج، وهناك شيء يضحكني من قبل بعض الفنانات اللواتي ينتقدنني حول تقديم البرامج، والآن أستغرب أنهن دخلن هذا المجال أيضاً”.
وفي فقرة “عطيني سرك” قالت رولا “أسراري مع ربنا ومع العذراء مريم، وفي بعض الأحيان مع أخواتي، وأخاف أن تحمل أختي وجعاً لا تقدر على حمله، وأخواتي هن من يعطينني دائماً الدعم اللازم”. وبالنسبة لدمعتها، قالت “سابقاً كنت أبكي كل يوم، أما اليوم فأرى أن لا شيء يستأهل دمعتي، لكن بالطبع أبكي إذا رأيت شخصاً مظلوماً لأني أعرف وجع الظلم ، وأحياناً نزور مرضى السرطان وأشعر بوجعهم كأنه وجعي”. وعن المرحلة التي تحذفها من حياتها قالت رولا “لو إستطعت ذلك لحذفت ثلاثة أرباع حياتي وتركت ربعها فقط، وهذا الربع هو اللحظات التي عشتها مع شقيقي جورج ، رحمه الله، بالرغم من أنه كان مشلولاً إلا أنني كنت أشعر بالراحة خلال وجوده في المنزل، والمشهد الذي لا يمكن أن أنساه هو لحظة وفاته، أنا تمكنت من أن أتخطى العديد من الأمور في حياتي إلا وفاة شقيقي”.
ولفتت رولا إلى أنها أخطأت بحق رولا الفنانة والإنسانة، وقالت “كنت أسامح إلى حد الغباء، حتى أنني كنت أمتلك بساطة غير طبيعية، والكثير من الأشخاص خذلوني حين كنت ضعيفة لكنهم جعلوني الآن أقوى ، ديننا ينص على أن الرحمة نعمة ، إلا أنني تأذيت كثيراً”.
وأكدت رولا أن ضميرها مرتاح، قائلة “لا أحد منا ليس لديه شيء يزعجه، إلا أن ضميري مرتاح إلى حد كبير خصوصاً أنني لم أظلم أحداً ولم أقتل أحداً”. أما بالنسبة لمراجعة حساباتها، فقالت رولا “أحياناً أحاسب نفسي يومياً، وأحياناً آخر أنسى الأمر لأيام ، وحين أراجع حساباتي أجد أني ظُلمت ، وسيأتي يوم يعطيك الله ما يريد، وربنا رسم لنا طريقاً وعلينا أن نثق به ونتكل عليه إتكالاً كامل”.
وعن صلاتها اليومية، قالت رولا “لا أستطيع أن أنام من دون أن أشكر الله، حتى لو كنت أتألم، ودائماً ما أذكر المحتاجين والمقطوعين والناس الذين يطلبون مني أن أذكرهم في صلاتي ، ومن المهم أن أكون صادقة مع ربي”. وتحدثت رولا عن أقسى درس تعلمته، وقالت “الأذى والخذلان من أقاربي، خصوصاً عندما تعطيهم أكثر من فرصة ليصححوا الموضوع ، ربنا لديه حكمة وهي أن نسامح لمرات، وثم تنسحب وتبتعد، وتتلقى طعنة خنجر في ظهرك، بيت عمي أصبحوا خنجراً في ظهري بعد وفاة والدي، خصوصاً عندما وضعوني في ميتم وكانوا يزورونني مرة كل 4 أشهر ، إلا أن عمي كان إنساناً جيداً معي”. وأكدت رولا أنها سامحت كل شخص أخطأ بحقها، وقالت “أنا مسيحية ولا أقدر إلا أن أسامح”.
“نجوم وأسرار” يُذاع السبت الساعة التاسعة مساء، ويُعاد بثه الثلاثاء الساعة العاشرة مساء، إخراج علي أمين.
Leave a Reply