أمام فداحة الكارثة التي شهدتها بيروت بعد الانفجار، لم يتردد اللبنانيون كافة بالنزول الى العاصمة ومساعدة الأهالي في لملمة جراحهم، وسرعان ما بدأت تظهر المبادرات الإنسانية والتضامنية لمساعدة المتضررين من خلال أعمال التنظيف في الطرق والبيوت مروراً بتوزيع المساعدات العينية والغذائية وصولاً إلى المساعدة في الصيانة وترميم المنازل.
لم تتردد المهندسة علا خزعل وأصدقائها بإنشاء مبادرة تهدف إلى تقديم المساعدة لأهالي المناطق المتضررة عبر إصلاح الأبواب والنوافذ وغيرها من الإصلاحات الأساسية والضرورية. من هنا نشأت مبادرة “Renovate Lebanon” التي تضم حتى الآن تسعة متطوعين، خمسة منهم من المهندسين، وقد إستطاعوا خلال بضعة أيام إصلاح أكثر من خمسة وعشرون باب بيت ومدخل وقد بدأوا منذ هذا الأسبوع بتركيب زجاج النوافذ للمنازل بالإضافة لإصلاحات أخرى.
تقول خزعل أن الخطوة الأولى للمبادرة كانت عبر نشرها سلسلة تغريدات على تويتر أبدت فيها رغبتها وزملائها في التطوع لإصلاح البيوت في كل من مار مخايل، الجميزة، زقاق البلاط، الخندق الغميق والكرنتينا، وأعربت عن حاجتها لنجارين ومصنعي زجاج وألمنيوم.
تُشير خزعل الى أن التجاوب مع التغريدات كان كبيراً ولافتاً خاصةً أنها ليست المرّة الأولى التي تطلق فيها حملة مساعدات، فهي قد سبق لها وأن إستخدمت مواقع التواصل الإجتماعي لأهداف إنسانية من قبل ولترميم بيوت لعائلات محتاجة خاصةً تلك التي تتضمن أطفالاً أو مرضى وكان التجاوب يأتي سريعاً من قِبل المغردين، فكيف اليوم ونحن أمام هذا الدمار الكبير الذي شاهدناه في بيروت”.
وتتابع خزعل أن “هدفنا مساعدة أكبر عدد من الأهالي وإعادة ترميم أكبر عدد من البيوت لذلك إعتمدنا بشكل أساسي على مواقع التواصل الإجتماعي لجمع التبرعات المادية وقد إفتتحنا صفحة على إنستغرام بإسم المبادرة @Renovate_lebanon نعرض عليها الإصلاحات التي قمنا بها وصور البيوت قبل وبعد تلك الإصلاحات لنتيح للعالم مشاهدة عملنا بكل شفافية”.
من جهتها تقول المنتجة ومعدة البرامج رايان قاروطه، وهي من المؤسسين والمتطوعين في المبادرة، أن “بعد وقوع الإنفجار سارعنا جميعنا، وفي كل المناطق اللبنانية، للتبرع بالدم ولتأمين المنازل من أجل إستقبال العائلات التي لم يعد لديها مأوى، وفي اليوم التالي، كان تركيزنا الأساسي على إزالة الركام وأعمال التنظيف، لكن حجم الكارثة والدمار الهائل كانا يستدعيان منا أكثر من ذلك، فعندما أخبرتني علا عن عزمها إطلاق مبادرة لإعادة ترميم البيوت لم أتردد بتقديم يد العون وبدأنا سريعاً بتشكيل خلية أزمة تضم عدد من المهندسين والمتطوعين وباشرنا بمناقشة الأفكار التي يمكن أن نقوم بها وتوزيع الأدوار فيما بيننا”.
وتضيف قاروطه أن “العمل يتوزّع على عدّة محاور: من الكشف بدايةً على الأضرار في المنازل وتقييمها من قِبل المهندسين إلى تجميع وإدخال البيانات المطلوبة وصولاً إلى التواصل والتنسيق مع المقاولين والعمال لبدء عملية التصليح وصولاً إلى الترميم الكامل للمنازل”.
وتضيف أن “كل هذا الدمار والعدد الكبير من البيوت المتضررة دفعنا إلى إفتتاح صفحة لجمع التبرعات بهدف القدرة على مساعدة أكبر عدد من العائلات المنكوبة وإعادة ترميم البيوت المتضررة. فبيروت لن تعود إلّا بسواعدنا وتكاتفنا مع بعضنا البعض”.
وشددت قاروطه على الحاجة للمزيد من الدعم والتبرعات قائلةً “التبرع مهما كان بسيطاً فهو يُحدث فرق خاصةً وأننا بسباق كبير مع الوقت، فاليوم لا يفصلنا سوى شهر واحد على بدء فصل الخريف وما يحمله من شتاء وبرد، وهذا ما سيزيد وضع الأهالي المنكوبين سوءاً إذا لم نتحرك ونمد لهم يد العون سريعاً”.
Leave a Reply