صاخبة ومنوَّعة كانت حلقة “طوني خليفة” لهذا الأسبوع إن على الصعيد السياسي أو في مجال كورونا، هذا عدا عن المقدمة المعتادة، وهذه المرَّة اعتبر الإعلامي طوني خليفة فيها أننا أناسٌ لا ولم نستفد من كل المصائب والكوارث التي مرَّت وما زالت تمرُّ بنا، وليس آخرها كارثة مرفأ بيروت، حيث ما زال المسؤولون يراوحون مكانهم ويستمرون في “تحاصصهم” والذي يجري اليوم تحت شعار: الوزير جبران باسيل مقابل رئاسة الحكومة لسعد الحريري…!
زياد عيتاني.
البداية كانت مع ملف قضية زياد عيتاني – كاتب وممثل مسرحي، حيث عاد هذا الملف إلى الأضواء بعد تسريب فيديو جديد له خلال التحقيق معه، والذي كان قد أشاع بأنه تعرَّض للتعذيب والضرب والتهديد، ليتبيَّن أنه كان يتحرَّك بمنتهى الحرية وهو يتناول قهوته، وأنه يعترف دون أدنى ضغط وبمنتهى التعاون بما سبق واتُهم به من تلقي اتصالات ومن محاولة اللقاء في قبرص بالمدعوة كوليت وبوجود فتاة أخرى دخلت على خط الاتصال به للتعامل مع “اللوبي” كما قال والهدف نشر الفكر التطبيعي مع العدو “الإسرائيلي… ولأن عيتاني يتهم ميشال قمبور – ناشر موقع Lebanon Debate بأنه يقف وراء تسريب هذا الفيديو (بالتعاون مع جهاز أمن الدولة) كانت المواجهة بين الطرفين داخل الأستوديو، وهي مواجهة استمرت حامية، حيث استبقها عيتاني تحت الهواء، كما أشار خليفة، بأنه كان سينسحب عندما علم بوجود قنبور قبالته…
هذه المواجهة بين الطرفين تحوَّلت إلى ثلاثية مع دخول المحامي جهاد لطفي وكيل المتهم إيلي غبش على خطِّها. حيث ناقض قمبور بتشكيكه بعمالة زياد (معتبرًا على العكس أنه كان جبانًا وسارع للاعتراف تحت الضغط) ليقول لطفي: “أنا أؤكِّد أن زياد عيتاني قد ثبتت عمالته وأن هناك صفقة تمت لإخراجه لأسباب انتخابية لكسب أصوات آل عيتاني في بيروت” ليرد عليه عيتاني: “واحد متلك عميل.. فشرت” ويضع هذا الاتهام برسم نقابة المحامين، بينما عاد المحامي لتأكيده هذا (أزاء تحفظ طوني خليفة على هكذا اتهام على الهواء) معتبرًا بأن الدعوى لم تنتهِ وأنها ما تزال قائمة أمام محكمة التمييز وسيتم تأكيد هذه التهمة عاجلًا أو آجلًا ….!
تزوير حالات كورونا.
وإلى كورونا وهذه المرَّة في ملفٍ مغاير مع انتشار العشرات من الرسائل الصوتيَّة أو النصيَّة التي تتحدث عن تزوير في حالات الإصابة بوباء “كوفيد 19”- الكورونا، يقول فيها هؤلاء إن هناك من يتصل بأهالي بعض المرضى والمتوفين من غير المصابين بالوباء، للإقرار بأنهم مرضى أو أن من يخصُّهم قد توفي بهذا الوباء، ويعرضون عليهم المال مقابل توقيع إفادات من هذا النوع، والسبب أن المستشفيات او المختبرات أو أي جهات أخرى بما في ذلك وزارة الصحة، تتقاضى مبالغ كبيرة على كل مصاب بالوباء… هذه القضية استدعت الاستعانة بوزير الصحة اللبنانية د. حمد حسن، والذي أطلَّ عبر “سكايب” للتوضيح، وهو وإن قام بتأكيد العلاقة الماليَّة بين كورونا وتقاضي مساعدات من منظمة الصحة العالمية استبعد وجود حالات تزوير، وذلك بسبب التدقيق الشفَّاف الذي تقوم به وزارة الصحة بكل حالة (مصاب أو متوفي).. وأنه على العكس حتى اليوم لم تحصل أي من المستشفيات على المساعدات الماليَّة، وأن المسألة ليست بهذه البساطة التي تروِّجها عامة الناس، مهيبًا بالإعلام الوقوف مع الوزارة، التي وبشهادة المجتمع الدولي بما فيه منظمة الصحة العالمية أثنت على عملها، بينما هناك من يريد الإساءة ولأسباب سياسية بمواجهة هذه الحكومة ووزاراتها… ولمزيد من الإضاءة على مستجدات الوباء وانتشاره في لبنان، جرت الاستعانة مرة أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية وعبر سكايب بالبروفيسور علي حسن المقداد رئيس قسم الدراسات الإستراتيجية للصحة العامة في جامعة واشنطن، والذي واجه عتابًا له من قبل الوزير حمد، ليعود الطرفان ويلتقيان عند نقطة نجاح الوزارة بإجراءاتها، خصوصًا اللجوء أخيرًا إلى حالة الطوارئ لأسبوعين.
الكلاب والـPCR.
ومع الكورونا أيضًا تستمر هذه الحلقة مستضيفة جرّاح الأمراض السرطانية ورئيس الأبحاث الطبيَّة في لبنان وفرنسا البروفيسور رياض سركيس على خلفية إنجازه لتقنيَّة جديدة وبديلة عن جهاز الـPCR من خلال الاستعانة بالكلاب المدرَّبة للكشف عن المصابين بـ”كوفيد19″… سارة الخنسا من فريق “طوني خليفة” رافقت أحد مقرَّات تدريب الكلاب على هذه التقنيَّة، وقد جرت محاكاة مباشرة لعملية الكشف عن الحالات الإيجابيَّة والسلبيَّة مباشرة عن طريق الكلاب بالاستعانة برائحة جسم الإنسان، ليعود البروفيسور سركيس ومن داخل الأستوديو ويشرح كامل تفاصيل هذا الاكتشاف الخاص به، قائلًا إنه بات معتمدًا في الكثير من الدول وبينها فرنسا باعتباره أحد مواطنيها ويقيم فيها… كما أشار سركيس إلى العديد من الدول التي اعتمدت ذلك وفي مقدمها الإمارات العربية المتحدة، غامزًا بعتب على من القناة اللبنانية التي ما تزال مترددة في هذا المجال.
شاهد زور حريري
مجموعة من أشرطة الفيديو التي تعود وحسب ناشرها إلى العام 2013 انتشرت فجأة بين الناس، بعد صدور قرار المحكمة الدوليَّة بقضية الشهيد رفيق الحريري، وهذه الفيديوهات موقَّعة باسم “العميد عدنان الهواش” وباعتبار أنه “ضابط في المخابرات السورية” وقد سبق أن أُذيعت عبر قناة “أورينت”، التي ومن خلال الاتصال بها قالت إنها اكتشفت لاحقًا أن هذا الشخص منتحل صفة وليس ضابطًا برتبة عميد… فريق “طوني خليفة” وبعد جهدٍ توصل إلى الهواش الذي قيل بداية أنه مقيم في تركيا، ليتم إيجاده في السويد… الهواش قال إنه متوجه من ستوكهولم الآن إلى قبرص، ويمكن التواصل معه على أحد الأرقام وبالفعل جرى الاتصال والاتفاق على ظهوره في الحلقة (عبر السكايب) أو غيره، لكن قبيل الحلقة تبيَّن، وبعد التداول معه وطرح القضايا التي سيجري النقاش حولها، ومن بينها احتمال كونه أحد شهود الزور الجُدد في قضية التفجير الذي طال موكب الحريري، بدأ بالتردد والتهرُّب والذي وصل أخيرًا إلى إقفال هاتفه والغياب عن الحلقة… لكن ذلك لم يمنع من نشر الاتصال معه والذي قال فيه الكثير من المغالطات، وكان الرد عليها جاهزًا من ضيفي البرنامج، اللذين كان عليه مواجهتهما مباشرة: من داخل الأستوديو الإعلامية سمر الحاج زوجة اللواء علي الحاج، الذي طالته الكثير من سهام “الهواش” هو ورفيقه العميد مصطفى حمدان، من الضباط الأربعة الذين جرى اتهامهم من قبل شهود الزور بالجريمة، وشريف شحادة – كاتب ومحلل سياسي وعضو مجلس الشعب السوري سابقًا… الطرفان أكَّدا متابعة الفيديوهات، وأن “الهواش” بالفعل منتحل صفة ولم يصل إلى أي رتبة عسكرية تجاوزت “صف ضابط” جرى طرده لأسباب أخلاقية (السرقة)… سمر الحاج وصلت إلى التأكيد بأن مخابرات العدو تقف اليوم وراء إعادة تسريب الفيديوهات، والتي يجري من خلالها زج اسم وفيق صفا من “حزب الله” في القضيَّة، إلى جانب المتهمين الأربعة الذين جرت تبرئة ثلاثة منهم وأبقي على اسم سليم عياش وحده…
تلوّث بحري.
ومع د. جبران قرنعوني – اختصاصي في الإسعاف الميداني وإدارة الكوارث، اختُتمت الحلقة من خلال طرح قضية احتمالات وجود تلوّث في الشاطئ اللبناني بعد كارثة انفجار المرفأ، بسبب انبعاثات المواد الكيميائية والتي أكد قرنعوني أنها جدِّية، خصوصًا وأن فريق البرنامج قام بأخذ عيّنات على امتداد الشاطئ للكشف عليها وذلك بالتعاون مع بروفيسور جوزيف متى مدير الأبحاث التطبيقية والاختبارات في معهد البحوث الصناعية.. متَّى أشار
لوجود مواد سامة على غرار “الأسيد نيتريك”.. في حين صوَّب قرنعوني إلى أن القنابل النووية ليست وحدها ما يتسبَّب بالتلوث، فالتفاعل الكيميائي الذي حصل من خلال هذا التفجير لديه أيضًا نتائجه السلبية، ويجب علينا اليوم الحفاظ على من تبقَّى بعدما خسرنا الكثيرين بهذه الكارثة.
Leave a Reply