أقام برنامج “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم” احتفالاً تكريمياً لخمس باحثات عربيات من لبنان والأردن وسوريا والعراق ومصر، برعاية وحضور السيدة رنده عاصي بري، نائب رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ورئيسة مجلس أمناء جامعة فينيسيا، وذلك في المعهد العالي للأعمال – كليمنصو، بيروت.
شارك في الاحتفال الدكتور معين حمزة الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية، والسيد فيليب باتساليديس مدير عام لوريال المشرق العربي، والدكتورة زهيدة درويش جبور الأمينة العامة للّجنة الوطنية لليونسكو، بالإضافة الى سفراء وقناصل وممثلين عن هيئات علمية ومؤسسات أكاديمية، وجمعيّات نسائيّة وأهلية وإعلاميين. تخلّل الحفل كلمات نوّهت ببرنامج “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم” الذي يُبرز دور المرأة في العلم والحاجة لتعزيز مشاركتها في البحوث العلمية والتنمية، ويشجّع على كسر الحواجز التي تعيق مشاركة المرأة الفاعلة في تطوّر العلوم.
حقّق برنامج “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم ” تقدّما كبيراً في مشاركة المرأة في العلم ودورها منذ إطلاقه عام 1998. وقد بلغ العدد الإجمالي للباحثات المكرّمات 2530 حتى العام 2016 وقد حازت منهنّ 2438 باحثة على زمالة البرنامج من 112 دولة حول العالم. كما حصلت 92 باحثة على درجة تكريم عليا لنجاحهنّ في مجال العلوم ومن بينهنّ حائزات على جوائز نوبل.
وعلى الرغم من نجاحات هذا البرنامج، ومن أجل تمكين مشاركة المرأة في العلوم، استُكمل البرنامج بإطلاق “بيان” (مانيفستو) “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم” وهو وثيقة عالمية من ستة نقاط للتّوعية على أهمية مشاركة المرأة في العلم. ويتضمّن البيان تعهّداً لتمكين المرأة من لعب أدوار قيادية ومتقدّمة في العلوم، ومواجهة العقبات التي ما زالت تؤثر سلباً على إمكانيات نجاح النساء في هذا المجال.
توّج الحفل برعاية السيدة رنده عاصي بري، نائب رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، متخذةً موقفاً حازماً ومؤيّداً فأكّدت: ” لا يجوز التذرّع بأي حجة من الحجج مثل ضعف الإمكانات أو عدم وجود أموال أو العادات والتقاليد لوضع عراقيل تهمّش المرأة العالمة والباحثة “. وأضافت: ” فحريّ بحكوماتنا أن تحذو حذو أو أن تقتدي ببرنامج “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم ” لتحفيز وتشجيع المرأة نحو البحث العلمي… وإلى اتخاذ القرارات التي تعزّز مشاركة المرأة في البحث العلمي.”
وقد تمّ خلال الحفل تكريم خمس باحثات فائزات بزمالة برنامج “لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم” لأبحاثهن المتطورة في شتى مجالات البحوث ومنها المتعلقة بأبحاث السرطان، والمواد المشعّة، والتشخيص الطبي الاشعاعي، والأبحاث الجوفية، والمواد السامة. وقد تم اختيار العالمات العربيّات المميّزات من الأردن، سوريا، مصر، العراق ولبنان كالتالي:
* الدكتورة أماني الغرايبة – الأردن: أستاذة مساعدة في قسم الهندسة الطبية من كلية الهندسة في جامعة عمان الأهلية.
* الدكتورة غنوة خضور – سوريا: باحثة في قسم بحوث الموارد الطبيعية بالهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي، دمشق.
* الدكتورة مي طلبه – مصر: أستاذة مساعدة في علم الأدوية والسموم بكلية الصيدلة جامعة عين شمس القاهرة.
* الدكتورة شذى الطائي – العراق: أستاذة مساعدة في قسم علوم الحياة\كلية العلوم – الجامعة المستنصرية، بغداد.
* الدكتورة تمارا الزين – لبنان: باحثة مشاركة في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية – المجلس الوطني للبحوث العلمية.
وفي كلمته قال السيد فيليب باتساليدس مدير عام لوريال المشرق العربي: “في النسخة الثالثة من هذا البرنامج الاقليمي العربي لتكريم نساء متميزات لا يسعنا سوى التنويه بجهودهنّ وتفانيهنّ في سبيل العلم وعملهن الدؤوب لتوفير حلول جديدة لمشاكل تعصف بالعالم العربي. إن برنامج من أجل المرأة في العلم الذي تنظّمه كل من لوريال واليونيسكو قد أثبت نجاحه كونه إحدى المنصات القليلة في المنطقة التي تشجع العالمات العربيات وتسلط الضوء على إنجازاتهن كما تساعدهنّ على التقدّم في أبحاثهن.”
وأشار الدكتور معين حمزة رئيس لجنة التحكيم أنّ 89 باحثة من حملة شهادة الدكتوراه تقدّمن للحصول على زمالة “برنامج لوريال – يونسكو من أجل المرأة في العلم”. وكل عام وبسبب كفاءة وجودة أبحاث المتقدّمات، تزداد صعوبة اختيار الفائزات الخمس، وهذا دليل على النجاح الهائل للبرنامج في المشرق العربي ومصر. ثم توجّه إلى الفائزات قائلا: ” بفوزكنّ اليوم انضممتنّ إلى شبكة عالمية من الباحثات التي ستقدم لكنّ فرصاً للتطوّر اليوم وغداً. ولنا كامل الثقة أنكنّ، كما الفائزات قبلكن، ستتمسّكن بالقيم والأخلاقيّات التي تصون مهنة البحث العلمي وتشكل أساس عملية التطوّر العلمي” .
ثم كانت مداخلة من الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، والتي ركزت فيها على التحوّل الكبير في توجّهات الطالبات نحو البحوث العلمية والاختصاصات العلمية: “إن شركة لوريال ومنتجاتها من مستحضرات غالباً ما ترتبط بفكرة جمال المرأة وأنوثتها، لكن في تبنّيها لهذه الجائزة التي تندرج تحت شعار معبّر: “من أجل المرأة في العلم”، برهاناً ساطعاً على عدم وجود تعارض بين الجمال والتفوّق، وبين الأنوثة والرصانة العلمية”.
وفي الختام، قام كلّ من السيدة بري، والسيد باتساليديس، والدكتور حمزة، والدكتورة جبور والمكرّمات ومجمل الحضور بتوقيع “البيان من أجل المرأة في العلم”، واعتبرت هذه الخطوة الأولى لجمع أكبر عدد من التواقيع في المشرق العربي ومصر عبر موقع (www.fwis.fr)، معتبرين أنّ هذا البيان هو محفّز للرأي العام لتسريع وتيرة التحوّل نحو دعم المرأة في العلم.
Leave a Reply