هذه الحلقة أرادها الإعلامي طوني خليفة بدون مقدمة، والسبب أن أحدًا ما عاد يسمع أو يرتدع، وأن من نصرخ منذ فترة بوجوههم كمسؤولين أو زعماء من أصغرهم إلى قمة الهرم ها هم يتمادون في غيِّهم ليصل بهم الأمر إلى دفعنا كشعبٍ، لطالما تميَّز بعزة نفسه، كي نقف في الطوابير حاملين بطاقة تخوِّلنا شراء كيلو غرام من الأرز أو السكر بسعرٍ مدعوم…!
سعيد وجهًا لوجه مع حماس.
مجموعة من التغريدات أطلقها النائب السابق د. فارس سعيد على خلفية الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للبنان ولمخيم عين الحلوة جنوبًا، وصلت إلى حد اعتبار هذه الزيارة مصيبة من مصائب لبنان توازي الكورونا والانهيار المالي وتفجير المرفأ، ليعود ويقول إن: “البلد إلو صاحب” وأن هذه الزيارة نسفت مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أنها أعادت لبنان إلى زمن الكفاح المسلَّح وسلَّمته إلى كلٍّ من “حزب الله” وإيران… معلنًا أن الزيارة ما كانت لتتم لو لم يسمح بها “حزب الله” الممسك بملفات البلد بكاملها (ودائمًا حسب فارس سعيد نفسه)… د. أحمد عبد الهادي- ممثل حركة حماس في لبنان، حضر من داخل أستوديو برنامج “طوني خليفة” لمواجهة سعيد (الذي أطلَّ من منزله)، وأهم ما أعلنه أن الزيارة جاءت بتنسيق بين الدولة الفلسطينية ووزارة الخارجية اللبنانية وأنها أخذت كل المسالك القانونية في هذا المجال بين دولتين، وأن هدفها كان وحدة الموقف الفلسطيني مما يجري في المنطقة… أما بشأن اختيار لبنان لهذه الغاية، فالسبب هو أن لبنان كان وما يزال البلد الأكثر وقوفًا مع القضية الفلسطينية، والداعم لها والمؤيد لقراراتها، إن بشأن رفض صفقة القرن ومشاريع التطبيع مع العدو، ومعها رفض مشاريع التوطين للفلسطينيين في لبنان أو غيره من بلدان الشتات…
وحول ردٍّ لفارس سعيد رفض فيه إطلاق المواقف المعادية من لبنان في زمن اختار فيه البطريرك ومعه الكثير من اللبنانيين مبدأ الحياد، استغرب عبد الهادي أن يعترض سعيد أو أي مسؤول في لبنان إطلاق مواقف معادية لإسرائيل من لبنان البلد الذي ما يزال يعلن جهارًا بمواقفه المعادية للكيان الصهيوني…. أما حول ما جرى داخل المخيَّم من استقبال ظهرت فيه أسلحة بأيدي الفلسطينيين فقد رد ممثل حركة حماس بأن هذا السلاح كان للحماية وأنه سلاح مشرَّع داخل المخيمات وأن كل حكومات لبنان المتعاقبة لديها موقف موحَّد من هذا الوضع، الذي تمنَّى عبد الهادي أن يجري إقرار حق العودة وعندها لن يبقى فلسطيني واحد في هذه المخيمات بسلاح أو بدون سلاح.
18يومًا تحت الأنقاض.
ثماني عشرة يومًا أمضاها عصام عطا تحت أنقاض منزله ومنزل أسرته في منطقة الجميّزة وسط بيروت بعد تفجير المرفأ قبل أن يتم إخراجه حيًّا، ليكتشف بعدها رحيل شقيقه والعديد من المعارف والأصدقاء في هذا الإنفجار… وها هو عصام يطلُّ على الإعلام للمرة الأولى ضمن برنامج “طوني خليفة” إلى جانب شقيقته ايلين عطا والمهندس رياض الأسعد. ولأن هذه الفقرة ترافقت مع العديد من الفقرات ذات العلاقة حضر أيضًا د. جبران قرنعوني – إختصاصي في الإسعاف الميداني وإدارة الكوارث للحديث في أكثر من قضيَّة… عصام وإيلين عبَّرا عن معاناتهما في هذه المأساة التي عاناها الكثيرون وهما قد خسرا إلى جانب منزلهما مطعمين يمتلكانهما في نفس المبنى، مصوِّبين على بعض الجمعيات التي ظهرت فجأة وتقوم بجمع المساعدات الماديَّة والعينية، دون أن يعرف أحد أين يتم تسييل هذه المساعدات ولمصلحة من… من جهته تحدَّث عصام عن تجربته خلال هذه الساعات العصيبة تحت الأنقاض، وباشر حواره بتقديم الشكر لكل من ساهم في إخراجه من بين الأنقاض، وفي مقدمهم الهلال الأحمر الفلسطيني الأكثر إسهامًا في رفع معنوياته خلال عميات الحفر والتنقيب للوصول إلى حيث احتجزه الركام… في حين فجَّرت إيلين مفاجأة أعلنت فيها أن أحد الأشخاص (رجا نجيم) الذين عملوا في الجميزة تحت غطاء المساعدة، تبيَّن أنه قام برفع حمولة شاحنتين من الأحجار التراثية الخاصة بالمبنى وكذلك محتويات منزلية مهمة، مطالبة بإعادتها في أقرب فرصة… (فريق البرنامج اتصل على الهواء بالمعني الذي نفى هذه التهمة عن نفسه)، ولأن العائلة باتت بحاجة لأي مساعدة أطلت بداية عبر Zoom من الولايات المتحدة الأمريكية ياسمين عواد – ممرضة أطفال، وأعلنت تقديم مبلغ صغير هو عبارة عن أربعة آلاف ومائتي دولار أميركي جمعتها هي وشقيقها…. مبادرة عواد لاقاها كثيرون من خلال اتصالات عبر الجديد ومن بينهم الفنان أمير يزبك والوزيرة السابقة مي شدياق… أما المهندس الأسعد فقد كان (وحسب عصام وشقيقته) الأكثر دعمًا لهذه العائلة حيث قام مقام الدولة في إطار الدعم، الأسعد الذي قال إنه لم يكن ليعرف عائلة عطا قبل هذه المأساة لكنه عاد ليكتشف أكثر من صلة معها خلال عمليات الدعم التي أطلقها في المنطقة.
الإهمال الرسمي أمام الكوارث.
وإلى المزيد من الكوارث التي عاشتها المنطقة، جرى عرض تقرير حول السيد محمد غلاييني، الذي استُشهد خلال الانفجار الذي استهدف دولة الرئيس رفيق الحريري، وبقيت جثَّته مجهولة المكان لحوالي 12 يومًا قبل أن يُستدل عليها من خلال كومة من الذباب الأزرق تبيَّن أن الجثة مطمورة بالرمال لا أكثر ولم يتم الاستدلال عليها… هذه المأساة استدعت فتح ملف تقصير الدولة،التي تبدأ من غياب الكلاب المدرَّبة والأكثر قدرة ومصداقية في الكشف عن الأحياء تحت الأنقاض، كما أكَّد توفيق طبال – مدرِّب الكلاب البوليسية، كذلك الأمر بشأن غياب أبسط مستلزمات الإنقاذ بمواجهة كوارث من هذا النوع، وهي الرافعات ووسائل الحفر، حتى أن مليسا فتح الله – ناشطة اجتماعية ومن مؤسسي جمعية “بيتنا بيتك”، هي من استقدمت إحدى هذه الرافعات على نفقتها الخاصة إلى الجميزة لسد الثغرة التي أحدثها غياب الدولة بكل أجهزتها…
أغنية أهالي شهداء جهاز الإطفاء.
شربل سمعان – كاتب ومخرج لبناني عمل مع عدد من الفنانين في مقدمهم جو باروجيان على تحضير أغنية جرى تجسيدها بفيديو كليب جمع فيه العديد من أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، لتكون صورة واقعية عن الحدث بعيدة عن الأداء التمثيلي، وبالفعل كان الكليب غاية في التعبير الإنساني عن هول الحدث.
Leave a Reply