بعد الفاجعة التي أهلكت بيروت في 4 آب دقت ساعة الصفر و انقلبت جميع موازين الحياة في شوارعها . فعروس لبنان زُفت بفستان أحمر و بمراسيم حداد و عويل أمهات ذوات قلوب محترقة .
انفجار مرفأ بيروت كان سببا اضافيا لتجويع اللبنانيين، فقد سبق ذلك انهيارا” للعملة الوطنية اللبنانية وسببه الأكبروالاساسي هو رواسب الفساد الذي استمرّ يعصف بالبلاد أكثر من ثلاثين سنة ،عناوين كبيرة تحت غطاء واحد ” الفساد” الذي نخر عظام اللبنانيين بشكل مزمن .
و رغم كل ما حلّ من دمار وتشرد لمئات العائلات، أسى و صدمة قوية وجدنا الناس تخطى اليأس و تتهافت لتتاكف وتساعد أهالي المناطق المنكوبة، جاءت المساعدة من كل المناطق دون تفريق أو استثناء، لم يسأل أحد عن طائفة، أسم أو عمر. نزلت العائلات، الكبار والصغار، كما تهافت عنصر الشباب الى المكان بكثرة لمشاركة خبراتهم و كل ما لديهم في ظل غياب الدولة و دور هيئة الإغاثة. وبطبيعة الحال كانت المساعدات عشوائية، فلم يكن هناك معلومات كافية وشبكات تربط المتطوعين فباتت المساعدات خارجة أحيانا” عن حاجات الناس.
تبعاً لذلك، ارتأت “مارينا الخوند” تلميذة جامعية و ناشطة اجتماعية الى إطلاق مبادرة فردية بعد ملاحظتها وجود حاجة ملّحة على الأرض ، وهي تأمين أدوية و علاجات مستعصية لكبار السن و للمتضررين في تلك المناطق الذين فقدوا أدويتهم جراء تشردهم من منازلهم ، و لم يعد بمقدورهم شراء غيرها . لاحظت مارينا تفاعلاً ايجابياً وثقة تامة من جهة المتبرعين وقد ساعدتها في مبادرتها خمسة فتيات طالبات من زملائها و تقاسمن الجهود للنظر الى حاجات الناس في كل بيت و سماع كل قصة و غصّة ، التأكد من المصداقية و تأمين المساعدات الطبية و العينية لكل من هو بحاجة.
أكثر ما جذب الجهات الداعمة هو مصداقية وشفافية الفريق المتطوع و شغفهن الكبير لمساعدة الغير، كما قام الفريق بتوثيق جميع العمليات التي قام بها من خلال جمع الفواتير وحتى أنهن في بعض الأحيان قد جمعن المتبرعين مع الأشخاص الذين يتلقون المساعدات.
والداعم الأساسي لمبادرة Medonations هي الجالية اللبنانية المنتشرة في العالم كلّه التي كانت الى جانبنا منذ اليوم الأول . و الآن المبادرة في صدد استلام شحنة أدوية ترسلها الجالية الأميركية، كما أن أحد المغتربين في فرنسا قد أرسل 20 كيلو من الأدوية، وآخر من الإمارات قدّم مساعدة مالية لعدد من العائلات المتضررة، كان قد جمعها مع أصدقائه، إضافة الى مجموعة من المغتربين في البحرين الذين تبنّوا حتى آخر سنة 2020 4 عائلات متضررة وغير ميسورة. فغير أن الأحوال الاقتصادية صعبة هنالك شح و انقطاع في بعض الأدوية الأساسية في لبنان بسبب أزمة الدولار . كما قد تلقت المبادرة مساعدات من متطوعين زاروا لبنان خصيصاً من البرتغال للمساعدة في الأعمال الطبية في المستشفيات، ودعم الجمعيات والمبادرات ومن ضمنها medonations فقد شاركوا المبادرة بخبراتهم وعدد من الأدوية.
هذه المبادرة هي بصيص أمل ، فشباب لبنان و برغم كل العثرات التي تقف بوجههم يتكاتفون لتحدي الصعاب ويقفون سدا منيعا في وجه الفساد والجوع . أما الحكّام اللذين لا يشبعون من ملئ بطونهم فلا يمثلون لبنان شبابنا . كما يقول جبران ” لهم لبنانهم ولي لبناني” و لبنان الشباب أجمل و أرقى وطناً في
العالم. لدعم بصيص الأمل و شباب اليوم في مبادرتهم و متابعتهم ، ولمن يرغب في دعم هذه المبادرة الانسانية التواصل معنا على الرقم 76072936 و متابعة الصفحة على فيسبوك و انستغرام.
Leave a Reply