بقلم //جهاد أيوب
يكرم مركز شؤون المسرح في وزارة الثقافة القطرية، وضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في دورته 34 الفنان القدير صلاح الملا .
صلاح الملا من الممثلين القديرين مسرحياً وتلفزيونياً، عرفته في الكويت ومن ثم في قطر…
هو هو لم يتغير، صافي في التعامل مع الجميع، صريح يعطي رأيه بمسؤولية، وأحياناً بحدة إذا كان الطرف الثاني غبياً، لا يتطفل برأيه إذا طُلب منه، ولا يجامل على حساب العمل.
عرفته واضحاً، وصديقاً لم يرتكب خيانة ولا استغابة، هو في كل الأمكنة هو ذاته، وفي كل المناصب هو صلاح الملا الكريم المعطاء المخطط. هو من الممثلين المتميزين، يقرأ، يتقمص، يذهب إلى الدور بثقة، ويقنع حتى التصديق بأن الشخصية تتلبسه.
متواضع، جميل التصرف، ولم تغيره المناصب ولم تغيره المناصب، وحينما استلم إدارة مركز شؤون المسرح في دولة قطر كانت طموحاته كثيرة وكبيرة، أمن بدور الشباب، وقدم لهم الفرص، وضع خطط، عمل على تحقيق الحلم، وانجز الكثير، وظل الكثير كي ينجزه، تقبل النقد، ولم يعمل على إلغاء من لا يوافقه الرأي، وتلقى السهام بصدره حتى لا تصيب غيره، والأجمل كان يعرف من يطلقها، ولماذا وكيف ومتى، ولأي غاية تطلق، وهو من ترك المنصب، وليس المنصب من تركه!
نجح في الإدارة، وضع الضوابط كي يبقى المسرح بكل فصوله وأنواعه خاصة مسرح الدمى في الطليعة، ورغم أن الإدارة ابعدته عن عمله التلفزيوني لم ” ينق”، ولم “يثرثر”، ولم يكثر من الكلام لأجل الكلام، والأهم قال حرفياً:” إذا فشلت في الإدارة حاسبوني”، وهذا لم نعتاده في المراكز العربية، وحتى الفنية منها!
لم يتعجرف رغم شهرته خليجياً، ولم يغب محياه لكل من يعرفه، تميز بالصمت، وبالكلام المباشر، وبوضوح الرؤية في العمل. اليوم صلاح الملا يكرم، نعم يستحق التكريم، مشواره طويل، ونجاحاته كثيرة، تعلم من كيسه في العمل، ولم يرتكب فعل الخفوت، وفي عهده عاش المسرح القطري نهضة مشرقة، وتجربة شبابية متميزة، لذلك ادعوه بعد هذا التكريم أن يخلع ثوب الابتعاد، ويبدأ في إشعال حماسة الدراما التلفزيونية القطرية!
نعم هذه الدراما لديها طاقات كي تثبت حضورها خليياً ولا ندري خفوتها، وفقر إنتاجها، وعدم منافستها، لذلك على صلاح الملا أن يبدأ برؤية معاصرة لإنطلاقة جديدة مسؤولة نشيطة في الدراما القطرية، هو يتحمل استمرارية خفوتها، وهو بإمكانه أن يكون من أوائل إشعال الثورة فيها، وكما حلم وتطلع، وخطط مع رفاقه في المسرح، عليه أن يعاود التجربة مع رفاقه في الدراما…
عليه أن يغامر في الدراما التلفزيونية القطرية، وفي المغامرة مساحات للتطور، وتجدد الشباب وصولاً إلى بصمة تسلم لجيل مختلف.
ألف مبارك تكريم صلاح الملا اليوم، وألف مبارك لكل فنان سيكرم في هذه الدورة المسرحية، فكلمة شكراً تزرع وردة بعطر المحبة في الفن، وتسقط في بئر حسنات الأخلاق والأجيال المقبلة…
شكراً صلاح الملا على كل جهودك المثمرة، وحضورك الغني، وتميزك المحبب، وتواصلك الطفولي الجميل، ونأمل أن لا يشعرك هذا التكريم بأن العمر زاد وكبرت، بل عليك أن تبدأ بعد التكريم بهمة شابة انت لا زلت تمتلكها…
* ينطلق مهرجان الدوحة المسرحي في دورته 34 يوم 16 مارس على مسرح الدراما في كتارا، ويستمر حتى 27 مارس 2022.
Leave a Reply