92 عاماً غير كافية لسيدة الذوق والتهذيب والمحبة والتميز لور غريب…هي التشكيلية الأديبة والصحافية المختلفة عن الجميع، والمبدعة قد رحلت عنا في زمن لبنان المشوه…
في التشكيل طفلة تلعب على مساحة حرة، لا أحد يتحكم بخطوطها وبألوانها والأشكال التي تفرضها بمشاغباتها غير المزعجة…عشقت اللون الأسود والحبر الصيني في الصغر، تفوقت في أن تكون هي منذ الستينيات حتى النفس الأخير…تراكمت تجربتها مع حالة العيش وطبيعة الحياة، تبعثرت بالألوان، فاضت حناناً فكانت تخترع الأشكال الطفولية إلى أن أصبحت لوحتها مع العمر منحوتة على قماشة على ورق، كانت تنحت، وتزخرف…وبعد مدة ادركنا أنها كانت تصرخ، تناجي وتصر أن تعود طفلة…
في الأدب لها حضورها الشعري العميق، ولكن كل ما كتبته يشبهها، ناعم، هامس، يرفع كأس الوئام، ويصر أن يصادق القارئ…
في الصحافة لور غريب… شفافة، انيقة في اختيار مفرداتها، لا تجرج، ولا تلعب بالوقت الضائع…
لور غريب إن عرفتها…تصادقها، ولا تخجل هي من قول الكلام الجميل، وإن راقبتها يتأكد لك أنها طفلة تتنقل من لعبة إلى لعبة…هي دائماً مبادرة وصديقة، وعطوفة وسلسة، تقدم الرقي المهني الحواري على طبق من ذهب العفوية والتربية على ومع الجميع…لا أعرف أن هنالك من يكرهها…
هي زوجة ورفيقة درب الكبير أنطوان كرباج، وهنا بيت القصيد، وهنا حكاية الطيب والجذور…لور كانت هامسة، وحملت كل إبداعاتها ورحلت دون ضوضاء وخارج البريق الكاذب .٠
Leave a Reply