من أجمل المشاهد التي تجذب البعض منا و تروق له ، تلك الوقفات التي يقفها ذلك الـ Boss الذي يُكرّم في حفلات التكريم ( وما أكثرها ) ، حين يُدعى على خشبة المسرح ليتسلّم الميدالية التكريمية أو الزرّ الفخري أو” كرتونة ” اللقب كما هو ” دارج ” الآن.
فترتسم على محياه علامات التعجّب والمفاجأة ( وأغلبهم يجيدها بإمتياز ) ، ليُعبّر للحضور من خلال هذه الرَسْمَة الرمادية عن ذهوله وتأثّره بهذا ( الشرف العظيم ) الذي ناله ، وليُظهر للجميع ،أنه لم يكن يدري بأنه سيكون من بين المُكرّمين في هذه الحفلة الكريمة التي دُعي إليها.
و يتقدّم ناحية الـ “Stage ” بخطوات متهاودة مخافة ألّا ” يَتَدَعفَر ” من شدّة الحياء .. وعلى وجهه “شواحيب ” الإستغراب ، يلتفت يمينًا ويسارًا ، لكأنه يتساءل ويقول للجمع …كيف لهذه اللجنة المُنظِّمة التي إختارته ومنحته هذه الـ ” فَخْفَخَة ” أن تعلم بإنجازاته الكبيرة وهو لم يتحدّث مع أي منهم بهذا الشأن.
وحينما يعتلي المِنصّة ماسكًا بيده ” شارة التكريم ” ،يقف متصنّعًا الصدمة أكثر فأكثر ، ويلقي بصوتٍ تتحشرج فيه النغمات ،كلمة شكر إرتجالية ( بنت وقفته )، يملؤها بعبارات الإمتنان والشكر ويُضمّنها كلمات تنّم عن المفاجأة والـ عدم معرفته بتكريمه والى ما هناك من مفردات تصبّ جميعها بخانة ” ما كنت أدري و شكرًا على هذا التكريم”.
(وغالبًا ما نزرف مقلتيه بالدموع “”دموع الفرح “” ويختنق صوته لشدّة تأثره بهذا التفخيم الجَلل).
ويكون هذا المُكرّم المُتفاجئ .. قد أُعلم بتكريمه مسبقًا، وتسلّم الدعوة بممنونية فائقة ، وقام بتحضير كلمته التي يكون قد أشبعها سبكًا وتصحيحًا.. وجاهد للتواجد في الصالة قبل بدء الإحتفال بساعات ، وخطّط في ذهنه عن كيفيّة وقفته وصدى نبرته وفحوى كلمته.
لكن..
أطباع الناس .. تجنح دائمًا نحو التضليل والتمثيل والتحريف والتزييف لتبيان ” أبّهتهم ” وأهميّة شخصهم .. هذا ما نشاهده في مشهديات متوالية ، تعيد نفسها مع كل حدث تكريمي ..
وهذا ما يحصل مع أكثرية أحبابنا المُكرّمين ( بفضل الله وأصحاب الحفل).
Leave a Reply