# بحجة الواقع “هكذا” همشت العائلة وابرزت المرأة المنحلة !
# السورية تعيش هلوسات ما بعد الصدمة التي أصابت سوريا والشر فيها منتصر!
# استغلال مساحة النقد في السوري جاء مبتوراً ومن دون توازن في الطرح والمعالجة!
# المصرية لا علاقة لها بشارعها وتتعمد التصنع والتمثيل وشخوصها معاقة!
# المرأة في دراما المحروسة مسترجلة وفمها أعوج ومعلمة وثقيله الظل!
# المنتج اللبناني يتأمر على دراما بلاده التي تفتقر إلى الفكرة النص والسيناريست!
بقلم// جهاد أيوب
لم توفق الدراما الرمضانية لهذا العام في أن تكون “دراما العائلة ولا دراما المناسبة” والحلم، بل هي مشاريع سياسية تجارية بغالبيتها تعمدت تهميش المجتمع بحجة أن الواقع “هكذا”، وهكذا تعني الدعارة والجريمة ونشر الدماء والقتل في كل مكان، وتقديم المرأة في أسوأ حالاتها وهي خارج ما أعطاها الرحمن، ومجرد مكاسب تجارية بجسدها وبفكرها وبواقعها، والأغرب تقديمها منحلة ومسرجلة ومجرمة من دون أهل وعائلة في دول عربية إسلامية تدعي الالتزام الديني والأخلاقي التحفظ…وأصبح واضحاً بوجود قرارات عالية لتسخيف دور المرأة وتسفيه الفن وتحويله الى وسيلة داعرة ومخدرة ومشوهة!
▪︎ السقوط
نعم سقط شهر رمضان في بئر سهرة وأرجيلة ومسلسلات، وهذا السقوط سببه خمول المعنيين المتفرغين للغيبة والثرثرة والانتقادات من رجال دين ومجتمع واحزاب دون أفعال ايجابية، ودون الاقتراب إلى فكر ومتطلبات وحاجيات المجتمع والفرد، وترك المهام لمشاريع سياسية فكرية مستوردة، تتكل في تحقيق أهدافها وتصب سمومها في وسائل الإعلام، وهذه الأخيرة هي الموجهة الحاكمة وتفرض فرضاً ما تريد خاصة المنصات التابعة لرأس المال ودول وليس ما يريده الشهر الفضيل أو الناس…إننا اليوم نعيش رغبات سلوكية نمطية تجارية مبالغة تأتي على حساب جوهر القيم…زمننا اصبح استهلاكياً من دون وعي!
الدراما العربية الهادفة وذات قيمة لا مساحة لها بل هي اليوم الدراما الهادمة بحجة الهاء الناس عن واقعهم الاقتصادي المخيف والسياسي المهزوم وكثرة الحروب والمشاكل من حولهم وصعوبة الحياة والتفكير بالمستقبل لذلك يستسهل صنع الإلهاء من خلال الدعارة ورخص المرأة والجريمة …التحدي كبير ولكنه ليس موجوداً!
▪︎ ما قدم والسوري
دخل على خط الدراما العربية التقليدية ” #مصري و #لبناني و #سوري و #خليجي” #العراقي و #اليمني بانتاج كبير لكنه من دون سياسة إنتاجية والانتشار والجودة والمنافسة الواسعة، وسنحاول هنا الإشارات بما حدث في واقع العرض مباشرة دون التوسع بالنقد الفني المحدد، ونبدأ بالدراما السورية.
السورية لهذا الموسم الرمضاني، ومن خلال 16 عملاً وضعت الدراما المشتركة في زاوية لصالحها انتشاراً وليس موضوعاً، وفي السنوات المقبلة القصيرة ستختفي هذه الدراما المشتركة التجارية البحت، ولا شك تعود السورية لتحتل مساحة مهمة ولكن ليس بهكذا أفكار وتطلعات تستمر، إنها تعيش هلوسات ما بعد الصدمة التي تعرضت لها سوريا الوطن، وللحق مسلسل يتيم مثل ” #اغمض_عينيك” أنقذها، واستطاع أن يقدمها بتقنية عالية دون تنازلات من خلال اختيار موضوع واقعي وبمعالجة درامية رائعة، وهذا النمط شريك في انقاذها!
كما ولعودة الفنان السوري المهاجر إلى سورية والسماح من قبل الدولة بالتطرق وبنقد مواضيع حساسة تعانيها البلد والدولة وبعض موظفيها من فساد وشراكة في السرقات الحاصلة والواقع وما شابه إفادة لصالحها، إلا ان استغلال هذه المساحة جاء مبتوراً فيه كم كبير من عدم التوازن في الطرح وفي المعالجة، واغرقت بتسويق الخلاعة والجريمة وبنات الليل…ومع ذلك نجد الدراما السورية التي غيبت الكوميدي منها ربما فقط ” #عريس_تحت_الطلب“، وغيبت التاريخي كما عودتنا سابقاً، وأطلت بغالبيتها بارات، ودعارة وجنس ودماء ورقص شرقي وحقد واستسهال القتل وتفكك الدولة والعائلة وتمجيد الألم والعنف، ونذكر ” #تاج“، و”#ولاد_بديعة“، و”#مال_القبان“، و”#كسر_عضم2“، و”#الصديقات“، و”#العربجي2“، و” #هيك_اتطلقنا“….!
وأيضاً سذاجة عجيبة عبيطة في أعمال البيئة الشامية التي أصبحت مملة ومضحكة في المعالجة والطرح والأداء…لقد سقطت ولم تعد مقبولة بهذه العقلية السطحية… ونذكر “#بيت_أهلي“، و” #الوشم“، و” #عزك_ياشام“!
ونشير إلى سقوط نجوم كبار أمثال #تيم_حسن ” تاج” و #رشيد_عساف” كسر عضم2″ حيث دخلا في نمطية الأداء المضحك غير المقنع!
ولا ننسى دخول غالبيةالفنانات بشيخوخة العمر وتلعثمهن بالأداء وظهور صارخ لعمليات التجميل عليهن، وبعض الفنانين الذكور غابوا أو غُيبوا لهذا الموسم منهم عباس النوري وأيمن رضا، ومع ذلك قدمت الدراما السورية لهذا الموسم مجموعة كبيرة من الشباب الجيد والذكور هنا أكثر من الصبايا، منهم #فاتح_سلمان، و #بلال_مرتيني، و #إبراهيم_شيخ_إبراهيم، و #جول_لباد، و #ورد_عجيب، و #مؤنس_مروة، و #ملهم_بشر، و #علي_عهد_إبراهيم، و #لؤي_الزعتري، و #باسل_أسود، و #طارق_الشيخ، و #عبد_الرحمن_قويدر، و #هافال_حمدي، و #وسام_رضا، و #علاء_زهر_الدين…و #ولاء_عزام و #روعة_السعدي.
الدراما السورية لهذا الموسم كشفت حرفنة عالية في التمثيل، وحرفنة إنتاجية عالية وولدنات عبيطة إنتاجية أيضاً، والأهم حضورها أصبح واقعاً ومسؤولية إذا تنبهوا إلى ذلك، وابتعدوا عن عصابات الشللية، أما الإنزواء خلف الجنس والجريمة والعصابات فستكون نهاية مؤسفة لا تصب في صالحها…في كل دراما العالم الصراع ما بين الشر والخير إلا في الدراما السورية الشر يقاتل الشر والغلبة للشر الأكبر والخير في هزيمة، إنها نتائج تلك الحرب!
▪︎ المصرية
لن نطيل الحديث عن الدراما المصرية لهذا الموسم رغم كثافة الإنتاج الذي وصل إلى أكثر من 30 عملاً، وبغالبيتها لا علاقة لها بالمحروسة إلا من خلال تصنع الحارة الشعبية، واللهجة وليس بطريقة نطقها في الدراما حيث تظهر فضفاضة ومبالغ في بوحها بفم أعوج، ومفردات وكلام متلون، وتصنع يجعلها ثقيلة الظل، وهذا لم يحدث في تاريخ الفن المصري كما اليوم!
مواضيع المصرية لهذا الموسم كما المواسم السابقة، هي الحقد والمخدرات ورخص المرأة والرجل وضياع الشباب، والخيانة الزوجية والعائلية، وتدور في الحواري الشعبية، ومصرة أن تكون المرأة مسترجلة منتقمة والمعلمة، والمواطن المصري خزعبلات!
وبصراحة شخصياتها معاقة في غالبية ما قدمته ولا فكرة ولا هدف منها وفيها، وأحداثها من دون روابط أو رؤية، ولكثرة ما انتقدناها لا تزال ” #فالج_لا_تعالج”، وتتأمر على الشارع المصري، وتشوه المرأة المصرية التي تعيش من دون انوثة، بل مسترجلة ولا تنتمي إلى أسرة وتغييب كلي لحقيقة الحارة والمحروسة!
الدراما المصرية الحالية مقاولات وتحت طلب المنتج الغريب عن مصر بالدرجة الأولى، وتغيب معاناة المواطن المصري عن قصد وضده، وتشوه عمق مصر وإنسانها، وتصر أن تخترع وتزور حقائق وممصرنة التاريخ كما حال ” #الحشاشين”!
وللأسف تغلب الثرثرة الدرامية المصرية أكثر من جودة الأداء التعبيري وشاهدنا كثير من التمثيل ومنها:” #العتاولة”، و” #جرى_الوحوش”، و” #تل_الراهب”، و” ١٠٠ راجل” ….
وأكثر ما لفتني مع ملاحظات ” #نعمة_الافوقاتو”، والأفضل” #أعلى_نسبة_مشاهدة” و” #سر_إلهي” و” #بابا_جه”.
على المصريين أن لا يتعصبوا للماضي، بل يعودوا إليه حتى يتعلموا منه ونذكر: ” الراية البيضاء”، و” ليالي الحلمية”، والشهداء والدموع”، و” ضمير أبلة حكمت”، و” الجبل”، و” محمد رسول الله”، و” ارابيسك”، و”لن أعيش في جلباب أبي”، و:رأفت الهجان:، و”دموع في عيون وقحة”….
▪︎ اللبناني والمشترك
اللبناني عدد صفر هذا الموسم، وللحقيقة بعض المنتجين والكتاب الهاربين من الواقع يساهمون بالتأمر على هذه الدراما، وأما إختراع ” الممثل اللبناني لا يبيع” فأصبحت كذبة، وإلا ما معنى الاستعانة بنجوم من الدرجة الثانية والثالثة من سوريا ومصر للعمل في دراما مشتركة !؟!
ينقص الدراما اللبنانية الكاتب الباحث عن وطن، والفكرة والسيناريست، ويضرها الفكرة المسروقة من التركي والكوري، والمخرج المنظر وهو من غير رؤية، والأخطر إنهم يبعدون الكاتب الحقيقي والمخرج صاحب الموهبة وتدخل المنتج والمنتج المنفذ بكل شاردة وواردة في العمل!
▪︎ المشتركة
الدراما المشتركة قدمت هذا العام حوالي 10 أعمال تبشر بنهاية هذه التجربة، وكان أفضلها مع ملاحظات ” #ع_أمل”، و” نقطة انتهى”…هذه النوعية من الدراما تعتمد على سرقة الأفكار ومن ثم حشو الفكرة بخطوط درامية بالاستطاعة وضعها في أي عمل لا تضره ولا تفيده، والاستمرار بلعبتها هذه تضر الممثل اللبناني والدراما اللبنانية!
والأخطر اصرار هذه الدراما توليف حكاياتها من كوكب بعيد ولبننته بسوء نية بحق المجتمع والبيئات اللبنانية الغزيرة بألوانها وتلوينها ومشاكلها ولكن المسؤول عن الدراما في خبر يجهله!
Leave a Reply