ولكنني كل يوم أتحدث إليها بمفردات روحانية وقلبية وفكرية…
إنها الزميلة الإعلامية التي خاضت تجارب الإعلام بكل فصوله بجدارة وتميز…
إنها رندا المر…مجرد الإسم تسقط الالقاب…
تلك السنديانة الثابتة، وغالية في النفس، وكريمة الحوار والعطاء، وأغصانها فيت علينا المحبة والحسم والمواقف حتى لو اختلفت معها، وتبقى سيدة في مكانها تفيض محبة اخذتها من السيد المسيح، وتفيض الأخلاق تعلمتها من النبي محمد…
رندا المر…واحة من الإنسان…
ما هذا الوقت الصعب حيث زاد البعد والعمر، وما هذه الظروف المرة حيث غبنا عن البصر، وما هذا الوطن حيث تضيق غرفه وتتباعد جدرانه..وما هذا الشوق رغم انك معنا وبيننا وفينا!
رندا المر…غيمة لا تعرف غير المطر…
كم مسافة اختزلت من وجودك ومع طيفك، وكم من أوراق زملاء انحنت تحت أقدامك التي انتصرت على غيرتهم منك وأنت الواضحة، وكم من تفاصيل النجاح نحتت من صبرك وتواضعك وكبرياء أصلك…
مشتاقون يا رندا الغالية، والشوق يسافر إليك دون استئذان، والاستئذان يقف أمامك خجولاً وأنت المندفعة صاحبة الواجب وعسل المفردات، ومر الكلام حينما يكون في مكانه!
رندا المر…الحضور الثاقب والعشرة الجميلة والعمر المنقوش على عباءة الوطن…
كم كانت تليق لك وبك مهنة المتاعب ولا زالت رغم استذتك فيها، وكم كانت الشهرة من حولك سهلة المنال، وأنت لا تعتبرينها حقيقة، ولا تعنيك رغم التعب والصبر والحسد والغدر والحب…
رندا المر…وأنت الطفلة التي اختزلت العمر. وكم أنت كبيرة في مواقفك، وعنفوانك، وطفولتك التي لم تتشوه في مهنة المتاعب وعند من غار منك وحقد عليك وحفر لسقوطك، ولم ينال جهله منك!
Leave a Reply