أطنان من أكياس الطحين المقَّدمة كهبة من الشعب العراقي والدولة العراقية للشعب اللبناني، منذ أشهر عديدة، والتي سبق أن شاهدناها مع أولى بوادر المطر وقد بدأ يصيبها البلل والتلف بسبب التأخير بتوزيعها على مستحقيها، هذه الأكياس أو بعضها رأيناها في أحد الأفران، والتي صرَّح صاحبها بأنها تُباع لهم من قبل جهات لبنانية… بهذه المحطة افتتح مُعد ومقدم البرنامج الإعلامي طوني خليفة حلقته، ليحكي عن فسادنا كلبنانيين نُلقي اللوم عادة على السؤولين بينما في الحقيقة “الكل فاسد” وفساد اللبنانيين لم يقتصر على هذه الأكياس، بل جرى تسريب فيديوهات لمواد غذائية مدعومة من “السلَّة الغذائية” اللبنانية قد وصلت إلى الكويت وتركيا وربما غيرهما، بينما الأحق بها من مواطنين يرزحون تحت عبء الوضع الاقتصادي المنهار، لا يمكنهم الحصول عليها…
كورونا مؤامرة تجارية.
مجددًا مع البروفيسور عبد الرحمن البزري – اختصاصي أمراض جرثوميّة، من داخل الأستوديو وعبر Zoom مع اختصاصي المناعة الغذائيّة بروفيسور مارون خوري، والرئيس التنفيذي لاستراتيجيّة الصحة في جامعة واشنطن بروفيسور علي المقداد، حضر “الـكوفيد19” على طاولة البرنامج، وهو الذي لم يغب طيلة هذه السنة عن إشغال العالم إصابات وموتى ومحاولات لابتكار العلاجات واللقاحات… لكن الجديد هذا الأسبوع ما طرحه البروفيسور خوري، وخلاصته أن الكورونا قد تكون “مؤامرة تجارية” ويجب عدم التهويل بها على الناس، مستشهدًا بالمقارنة في عدد الإصابات وعدد الموتى بين هذا الوباء وبين أي أمراض أو أوبئة أخرى… ومستشهدًا باليابان، أما في لبنان فهو يدعو للانتباه لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ليشير خليفة إليه بحقيقة ما لمسناه في الأسابيع الأخيرة، حيث عدد الإصابات بدأت تتصاعد بين جيل الشباب، فردَّ خوري بضرورة معرفة حالة هؤلاء الشباب والصبايا الصحيّة، مركزًا على أن الذكور هم أكثر عرضة للوفاة من الإناث… الدكتور بزري والدكتور مقداد عارضا الدكتور خوري في طلبه “عدم التهويل بالوباء” لا بل قوله إنه من المغالطات وصف الكوفيد 19 بالوباء ليأتي رد الطبيبين بأنه وعلى العكس لا يجب التخفيف من مسألة أخذ “الكوفيد 19” بأقصى درجات الحذر واعتماد الوقاية التامة منه، مع المطالبة بالفصل بين “الكورونا” كوباء ليس بجديد على العالم وهو موجود منذ سنوات طويلة كما قال خوري، والـ”كوفيد 19″ حديث النشوء كما يدل اسمه “كورونا متجدد”… ليلتقي جميع الضيوف عند العديد من النقاط وأهمها الموقف من اللقاحات، التي لم تزل غير معتمدة حتى تاريخه، وإن سمعنا خلال هذا الأسبوع من وزير الصحة اللبنانية حمد حسن أن أولى اللقاحات ستصل إلى لبنان مطلع العام 2021، شاركهما النقاش هذا د. صفا نصولي – متخصص في الربو والحساسية والمناعة السريرية، والذي حضر لطرح نظرية أخرى تقول إن الـPCR المُعتمد اليوم في الأنف ليس دقيقًا كما هي حال اعتماد “فحص الدم”، الأكثر دقة في تحديد الإصابة من عدمها، ليتم الجدل بين فريق الأطباء حول هذه النقطة، شاركهم خليفة بتجربته الخاصة باعتماد “فحص الدم” الذي لم تعترف به الجهات المختصَّة، وأعادته إلى فحص الـPCR … وعودة إلى اللقاحات والتي تُعتبر اليوم هاجس العالم الوحيد للإنقاذ من الوباء الذي لا يبدو أنه سيزول بدون لقاح تعتمده الجهات المتخصصة وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية كما اتفق الأطبَّاء الضيوف وللمزيد من الإضاءة حول هذا الموضوع جرى استقبال الدكتور نادر صعب – اختصاصي في الجراحة التجميليّة، عبر زووم، باعتباره من أوائل اللبنانيين الذين تناولوا اللقاح الصيني للكورونا في محل إقامته الحاليَّة في الإمارات العربية المتحدة، أسوة بالأمير محمد بن راشد (حاكم إمارة دبي) وكلاهما (د. صعب وبن راشد) نشرا صورًا لهما خلال تناول اللقاح، ليجمع الأطباء أن ذلك لا يجنِّبه بعد فترة زمنيَّة من احتمال العدوى لدى الاختلاط بمصابين.
فرار سجناء بعبدا.
قضية فرار مجموعة سجناء لا يُستهان بعددهم (69 سجينًا) من سجن بعبدا في لبنان كانت من أخطر العمليات الغريبة التي شغلت الوسط الأمني الأسبوع الماضي، وللنقاش حولها جرت استضافة العميد المتقاعد بسام الأيوبي، أحد أكثر الأمنيين المتخصصين بالإشراف على السجون في لبنان، والذي أعطى أمثلة حول الاكتظاظ في السجون، معتمدًا على ما شاهده في سجن القبة بطرابلس، حيث احتجاز العشرات في الغرفة الواحدة، ما يمنع قدرتهم على النوم في الوقت نفسه، بل سيبقى بعضهم وقوفًا لإتاحة المساحة لنوم الآخرين. هذه القضيَّة التي تتشابه بحال سجن بعبدا وبقية سجون لبنان، طغت على عملية الفرار نفسها، والتي راح ضحيتها خمسة من السجناء خلال سرقتهم لسيارة تاكسي والفرار بها لأمتار معدودات قبل أن يصطدموا بشجرة معمِّرة ويتسببوا بتحطمها كاملة مع وفاة كل من فيها… العميد الأيوبي أطلق العديد من المواقف الجريئة بدءًا بمسألة ترجيح كفة التواطؤ و”تهريب السجناء” على فرضية هروبهم، مستندًا في ذلك على انتشار صور كاميرات المراقبة وفيها ظهرت عملية استعمال مفاتيح للهروب وليس عبر “الكسر والخلع”… كما أعلن العميد المتقاعد أن القضاء في كل أنحاء العالم لا يُحاسب السجناء على عمليات الهروب التي يقومون بها بل يحاسب من سهَّل لهم العملية تواطؤًا أو إهمالًا… في نطاقٍ آخر ومع انتشار رواية تقول إن المطلوب للعدالة نوح زعيتر، هو من قام بالتدبير لعملية الفرار وأن الأشخاص الذين أراد تهريبهم هم من أبناء عمومه، وقد صاروا بأمان في مكان اختفائه باعتباره متواريًا من أنظار القوى الأمنية، الأمر الذي نفاه زعيتر معتبرًا أنه ليس من المطلوبين، وأن مشكلته ليست مع القوى الأمنية، كما نفى جملة وتفصيلًا وجود أقاربه بين الفارِّين ووصولهم إلى مكان إقامته… من جهتها سارة الخنسا من فريق برنامج “طوني خليفة” وصلت إلى صاحب “التاكسي” المسروقة، والذي بعد تقديم تقرير مصوَّر حول عملية الاستيلاء على سيارته عنوة، تعرَّض للضرب من قبل السجناء، لكنه لم يجد حرجًا في القول إنه يسامحهم، خصوصًا بعدما رأى حالتهم المأساوية داخل سيارته المحطَّمة، دون أن ينسى حالة سيارته التي هي مصدر رزقه، وبالكاد تكفي سد حاجته وحاجة عائلته، ولهذا السبب فهو يعمل عملًا إضافيًّا لهذه الغاية… نوح زعيتر فاجأ، وبعد سؤال لخليفة، جمهور البرنامج بإعلان تبرعه بسيارة بديلة للسائق المنكوب. طرح هذه القضية على طاولة البرنامج لم يقتصر على مسألة الفرار واكتظاظ السجون والاستيلاء على السيارة وتحطّمها الكامل ووفاة من فيها، بل شملت التحرك الذي قام به أهالي السجناء أمام سجن بعبدا، ومن بينهم الأم التي قامت بإعادة تسليم ابنها الفار للقوى الأمنيَّة، والتي صرَّحت بأنها قامت بذلك حفاظًا على حياته، ومنعًا للوصول ربما إلى وفاته خلال ملاحقته مع غيره من السجناء لإلقاء القبض عليه.
عبود وطرابلسي وإثارة للجدل.
وزير السياحة الأسبق فادي عبوَّد، وفي لقاء تلفزيوني له مع الإعلامي مرسال غانم على المؤسسة اللبنانية للإرسال، أطلق موقفًا أثار ردَّات فعل على نطاق واسع جدًا من خلال إعلانه عن فكرة تحويل أهراءات القمح، التي دُمِّرت خلال الانفجار المأساوي لمرفأ بيروت، إلى معلم سياحي أسوة بقلعة بعلبك، هذا الكلام اعتبره البعض “رقصًا على دماء الضحايا والشهداء”، وفي مقدمهم الناشط بيار حشَّاش، الذي كان له فيديو خاص بهذا الشأن كما كان له فيديو آخر تعليقًا على موقف مماثل للنائب في تكتل لبنان القوي إدغار طرابلسي وإن يكن الموقف هنا هو حول إمكانية عيش الناس في لبنان بدون كهرباء كما عاش أجدادنا!… الناشط السياسي المحامي ميشال فلَّاح حضر إلى استوديو الجديد وانضم إلى طاولة خليفة بمواجهة الوزير عبود، باعتبار فلّاَح كان من أوائل الذين ردُّوا على عبود، ولكن ردَّه على كان مهذَّبًا (حسب وصف الوزير الأسبق نفسه)، الجدال بين الطرفين كان من المرجَّح أن يقتصر على المسألة التقنيَّة لهذا الطرح، كما أراده فلَّاح بعيدًا عن السياسة مشيرًا إلى أن تحويل قضية كل هؤلاء الضحايا إلى قضية مال واستثمار هو ما أثار حفيظته بوجه عبود، والذي ردَّ أنه وبحسب خبرته في السياحة لا يعتبر الاستثمار السياحي في المآسي جديدًا، مستشهدًا بمجازر وحروب وانفجارات جرت في العالم وقد تحوَّلت إلى معالم سياحية، دون أن ينسى الاستشهاد بالسياحة الدينية، مختصرًا بأن “ليس كل السياحة رقصًا” ليرد عليه فلَّاح بأن الأولوية اليوم هي لأخذ حقوق الضحايا من هذه الدولة الفاسدة، قبل الاستثمارات السياحية التي طالب بها فادي عبود. وعبر سكايب، أطلّ النائب طرابلسي معتبرًا أن كلامه قد جرى فهمه بغير مساره فهو وبصفته الدينية عدا السياسية (باعتباره من القساوسة) كان يريد القول إن الإنسان هو أهم من كل المرافق الأخرى في الوطن.. وبناء الإنسان يبقى هو الأهم وهذا ما عناه مع استبعاد كونه يشجِّع أو يدعو إلى إمكانية العيش بدون الكهرباء في هذا الزمن…
هبوط تركي جنوبًا.
مشهد هبوط مظلي لشاب تركي الجنسيَّة على شاطئ بلدة عدلون الجنوبية (محافظة صور) أثار ضجة وبلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي… فريق طوني خليفة توجه للمكان استيضاحًا لحقيقة هذا الحادث الذي كان ليمر بشكل عادي لولا وقوعه في منطقة تُعتبر أمنية وعلى تماس بين الجيش اللبناني والعدو الإسرائيلي، هذا عدا عن طبيعة المنطقة وعلاقتها بالمقاومة. وأكثر ما لفت فريق البرنامج أنه وبالدخول إلى صفحة الشاب التركي المدعو محمود ارتونتش على “الفايسبوك”، كانت المفاجأة بوجود رقم هاتف إسرائيلي على قائمة الاتصالات والمحادثات.. الشاب التركي أشار في حوار خاص للبرنامج أجرته معه الزميلة بتول عبدالله إلى أن الأجهزة الأمنيَّة قد أكملت تحقيقاتها معه بهذا الخصوص، وقد صرَّح بأنه يعمل في مجال تجارة الملابس، وعلى هذا الأساس لديه زبائن وعملاء في فلسطين المحتلة وأحدهم شاب آسيوي مُقيم هناك… محمود ارتونتش كان من المفترض أن يطلَّ عبر البرنامج إلى جانب بتول، لكن في اللحظات الأخيرة طلبت منه سفارته عدم الظهور إعلاميًّا.
Leave a Reply