عرفتها من خلال كتاباتها ومقالاتها قبل أن أتعرف عليها شخصياً، كاتبة متزنة في تحليل قضية تتناولها، ومسؤولة عن وطن في مواطن، وعن سلوكيات مواطن في وطن من خلال طرح إشكاليات تعنى بالمجتمع، وبالعائلة وبالفرد، وقلما في زماننا هذا نجد من يهتم بهكذا حالات تتراكم في عالمنا لتجاهلنا لها، وربما نعتبرها تربية مدنية، وربما صفعات تلفتنا كي نتعلم الوطنية والمسؤولية داخل الوطن!
هي الكاتبة القطرية مريم ياسين الحمادي المدير العام للملتقى القطري للمؤلفين، والتي تشاركنا معها فيما بعد من خلال حوارات فكرية معمقة، وثقافية واقعية، ومحاور عمقها استمرارية البحث عن الأفضل في مخاطبة الآخر، وصفحات بعض الملتقيات والمحاضرات المعنية بتطوير مداركنا في ثقافة معاصرة تهتم بصورنا ووجودنا واصواتنا داخل لعبة الفن والثقافة والكتابة، وضمن مسؤوليات تعنينا ومكلفة هي بها!
السيدة مريم حينما تحاورك إعلامياً تتعمق بما ترغب بطرحه، تعد أسئلتها بجدية، وتسمع بمسؤولية، وتستخدم بداهيات الجواب بحوار يغني السؤال ومن ثم الغاية منه!
لا تتفلسف كي تلفت الحوار، ولا تُنظر كي تأخذ مساحة من الحضور، ولا تفتعل الفهم، هي بسيطة في الاصغاء، وغنية في استعاب ما طرح، وما أرادت أن يُطرح.
هامسة في نقاشاتها، وكل ما ترغب بالبوحه به، غير متشنجة إن خالفتها الرأي، وغير متزمته إن ناقشت وإن حاورت، والملفت ذاك الهدوء الذي تعطر به لقاءاتها التلفزيونية المشبعة كما ذكرت أنفاً بقضايا المواطن في وطن!
دائماً منشغلة بمهامات جديدة، ومهمات لمواسم ثقافية قريبة من الناس، وليست بعيدة عن الناس، وبالأخص الشباب كما تقول باستمرار في حواراتها الإعلامية، أو في ندوات تكون ضيفتها ومن مسؤوليتها، والأجمل تبسيطها لأي قضية مهما كانت معقدة، وتبلورها كي تتمكن ونتمكن معها في فهمها ومن ثم معالجتها، وهذا مطلوب في زمن التغيرات، والاختلافات المتزايدة وتحديداً في عالم جيل التكنولوجيا، ووسائل الخدمات الاجتماعية المعاصرة!
تسعى الزميلة مريم إبنة دولة قطر، تسعى إلى أن تلقي الضوء على إشكاليات نتصرف بها دون أن نتعمد لتصبح سلوكيات يومية مضرة، وتعالجها بلغة مبسطة لكنها عميقة، وفي اعتقادي هذه المهام تضيف مسؤوليات على عمل إمرأة مهامها تحريك فكر المواطن ايجابياً دون الخوف من الوقوع في سلبياته، وما تتفضل به مريم يزيد ذاك الشخص بحثاً عن التعلم والاستفادة ومن ثم الإفادة.
مريم ياسين الحمادي لا تعقد المسائل، ولا تفرضها فرضاً لكونها مديرة، تناقش المهمة، وتحاول تقريب الأطياف إلى محور يصبح غاية بالأهمية، وهذا يعطي المرأة القطرية نافذة مشرقة تحسب لها في دنيا الثقافة والإعلام.
Leave a Reply