الإعلامية تغريد عبساوي
رحل المغني والملحن الكبير اللبناني الى عالم آخر وترك خلفه إرث كبير من العطاء ويعتبر ملحم بركات الذي رحل مبكرا بعد مسيرة حافلة قد اغرق لبنان بعطفه وحنانه وكلماته الحنونة الوطنية التي رسمت على ابواب اللبنانين جميعا وما ترك شاردة ولا واردة الا وغنى للوطن الاغلى الساكن فيه ولم يرضي الرحيل عن وطنه رغم كل المغريات التي عرضت عليه خارجيا , لأن ملحم بركات هو لبنان.
الأعلامية تغريد عبساوي من الداخل الفلسطيني التي التقت سابقا الراحل بركات شعرت بقرب الوداع والرحيل فإتصلت بالشاعر نزار فرنيسيس احد اكثر المقربين للراحل بركات في اتصال هاتفي للإطمئنان فكان هذا الوجع الآتي , بهذه الكلمات صرخ الشاعر اللبناني نزار فرنسيس عندما اتصلت للاطمنان على الموسيقار ملحم بركات لاني شعرت ان هناك امر ما سيحدث وشي بشع كان هذا الاحساس حقيقه رغم بعد المسافه وقلة اللقاءات كان عندي احساس غريب صعب تفسيره هو الذي دفعني ان اتصل بالشاعر نزار فرنسيس.
وهل هناك من كلمات تعبر عندما نتتحدث عن الموسيقار ملحم بركات
الارز انحنى ليودع كبير من لبنان فاجئنا في كل مره اصدر اغنيه جديدة من الحانه او عمل من اعماله كما فاجئنا في رحيله حيث كان من الصعب ان نصدق ما نسمع والفراق صعب جدا ورح نضل نحب ابو المجد شو ما عمل.
يحق لي التحدث ولو قليلا عن الكبير ملحم بركات ربما بحكم برنامجي الذي استضاف الموسيقار عده مرات رغم المسافة وصعوبة الاتصال ولقائي مع الموسيقار في عمان بحفله من حفلاته التي كانت تجمع كثيرين من كافه الوطن العربي.
لن اتحدث عن اعماله اسمه الكبير كفيل بالتعريف عن الموسيقار. ولكن اريد ان انوه بخبريه زغيري عن اصرار الموسيقار عندما كان صغيرا ونعرف انه من عائله متواضعة كان ملحم يتعلم بالكونسرفتوار الوطني دون ان يعلم ابيه بذلك وكان يخبىء الكتب بورق سميك كي لا ينتبه والده للامر لان والده كان يعارض فكرة ان ابنه يتخذ طريق الفن غير ان الاصرار ورغم الفقر و الظروف الصعبه قد صنعت من الانسان شيء عظيم.
اذكر اول مره اتصلت معه وطلبت منه ان يكون ضيفي فقال لي انا مريض ولا استطيع ان اكون ضيفك وبعدها علمت انه كان يقول ذلك لمجرد الداعابه فقط.
وبعدها كان اللقاء الاول عبر التلفون وتوالت اللقاءات وكان في كل مره يطلب مني ان التقيه بعمان حيث كان يقول ما حدا بيعرف امتى بيخلص هالعمر ويمكن ما يكون في كمان مره وكنت دائما ادعو له بطول العمر كان دائما قلقا بشان هذا الموضوع واذكر ذلك اخر ثلاث سنوات لم يكن يذكر هذا الامر فقط ضمن برنامجي وانما ببرامج اخرى حيث كنت اتابع لقاءاته الفنيه عبر قنوات واذاعات اخرى.
الى ان كان اللقاء في عمان وفرحتي لم تسعني فانا التقي ليس فقط مع الموسيقار انما انا ايضا من عشاق الموسيقار وتربيت على اغانيه مثله مثل السيده فيروز.
عندما التقته بعمان اصر ان يدعوني على مأدبه الغذاء والاكل من صحنه ولم انسى تلك الوجبه الخاصه التي عملها الشيف خصيصا كرمال الموسيقار وطبعا اللقاء القصير الذي كنت اتمنى ان يكون اطول ولكن الظروف لم تسمح بذلك دون التطرق لها .
اما عن حفلته واستقبال الشباب للموسيقار تشعر وان زلزال ضرب المكان في استقبال الكبير وحضوره الرهيب على المسرح الذي خطف العقول وموسيقاه خطفت القلوب .
اخر مهرجان اشترك به الموسيقار كان بمهرجان قرطبه في لبنان بشهر 8 اوغوست وظهر عليه التعب وكان موجوع جدا وقال الكثيرين ان هذا ليس الموسيقار الذي عرفناه وكان خوف شديد بان لا يستطيع الغناء وكان يرافقه كالعاده الشاعر نزار فرنسيس ولكنه اعتلى المسرح وابدع في الغناء.
رغم وجعه والمه زار مار الياس قبل ان يطلع على قرطبه ورغم وجعه صعد على المسرح وغنى ولم يشعر احد مدى وجعه والمه وكانت هذه المره الاخيره الذي غنى بها ابو المجد ويقال ان بعد الحفل كان موجوع جدا وبعودته اضطر ان يقف عده مرات للاستراحه لانه كان مرهق جدا .
ومن الامور التي يصعب ان انساها هي محبته وعدم نكرانه لما قام به الفلسطينيون من رفع مستوى الفن وغيرها في لبنان و كان دائما يصرح ويقول ان على الشعب الفلسطيني ان يقوم بتحرير ارضه بنفسه وان لا يتكل على الاخرين كان صريح لم يخف يوما ان يقول الحقيقه وطني يحب وطنه وقلق جدا على لبنان.
كان يرافقه في كل رحلاته الشاعر الكبير نزار فرنسيس وكان حريص دائما على راحته وما كان يزعلو ابدا يللي بيامر فيه الموسيقار.
من بعض ما قاله الموسيقار بلقائته معي
وعد ان يصدر كل شهر اغنيه جديده ولكن لم يوفي بوعده ربما لظروف خاصه به.وان هناك اعمال كثيره بالجارور تنتظر النور.
كان دائما يحذر مما سيحصل في الوطن العربي وان كل ما يحصل هو مؤامره كان محلل سياسي شاطر.
في الفتره الاخيره تعاون الموسيقار مع فنانين مثل هشام الحاج جورج الراسي فارس كرم مؤمنا باصواتهم وكنا ننتظر اعمال اخرى ولكن يد القدر كانت اقوى منه خطفته باكرا كنا نتمنى لو سمحت له الحياه ان يكون عمره اطول فالصوت ما زال رنانا وطلته ما زالت تخطف القلوب والعطاء ما زال فياضا.
ولا ننسى ان الموسيقار ملحم بركات هو الوحيد الذي الف مقطوعه موسيقيه سترافقه من بيته في كفارشيما الى مثواه الاخير الاحد 30 اوكتوبر 2016
كما علمت بعد زيارتي الاخيره للملكه الاردنيه ان حفله راس السنه 2017 كان سيحيها الموسيقار ملحم بركات في فندق الرويال عمان.
وداعا ملحم بركات لن ننساك ابدا وستكون مدرسه للاجيال القادمه ستذهب بالجسد وانما الروح والاعمال باقيه الى الابد يا ارزه لن تنحني ولن يمحوها الزمن ويا من احب لبنان اكثر من ذاته واوصى اهل بيته واهل بلده بالوطن لبنان
لبنان هو الموسيقار ملحم بركات
رحل ملحم بركات وكلماته تزهو كورود عالقة زاهية تبقى معلقة في ارواح اللبنانين الذين احبوه وعشقوه وطربوا لصوته الوطني والشجي غادرهم بركات ولكن ستبقى ذاكرته محفورة أمام كل اللبنانين .
Leave a Reply