راحلون نحن …
وفي حقائبنا حزمة من العواطف
وقناديل من الأفكار وقليل من الهواجس ..
مهاجرون نحن وخلف ذاك الأفق المستطيل عناوين قصص دوناها خلسة على رصيف أيامنا… جعلناها رفوف النورس فوق بساط الريح ..
رسمنا الوجوه والأحبة
ونسينا الوداع عالقًا فوق هيكل المصطبة الراقدة في مدفأة أيامنا…
أنا من استطاعت أن تسرق ضوء القمر وذبذبات الاشتياقات البعيدة …
أنا من وهبت الفؤاد نسائم تشرين وحقول الزعفران في الربيع …
أنا من حيكت للفجر وسادته لينام نومًا هنيئًا ويبعثر ألعابه وذكرياته على دروب منسية في ذاكرتها …
لا تحدثني وأنت ترحل عن الرحيل
لأن كل القصائد التي كتبتها لك باتت رحيلا…
كل الآمال التي جدلتها في حرم هواك باتت رحيلا …
كل الاتجاهات التي رسمتها على خريطة هواك باتت رحيلا ..
ارحل بلا كلام …
ولا ذكريات…
ولا اشتياقات …
ارحل حتى لا يعود اللون الأخضر إلى السماء
وقبل أن تمطر الاشتياقات شوقًا
وقبل أن تبني صغار العصافير أعشاشها على سطور أوراقي…
ارحل حتى لايغضب النسيان وتصبح بفعل النسيان نسيانًا …
إن الرحيل …
صمته عويل المسافات وبلسم الجراح ونعمة الذكريات …
ارحل …
Leave a Reply