لم يكن يتخيل الدكتور إسحق زكريا أن وفاة جدته ستغير مجرى حياته وهو لم يزل طالبا لم يتخرج بعد من كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، بعد أن ساقه التنسيق للدخول إلى مجال العلاج الطبيعي رغم رغبته الشديدة في الإلتحاق بالصيدلة، ظنًا منه بعدم أهمية العلاج الطبيعي كفرع من فروع الطب، إلا أن الظروف أثبتت له عكس ما تخيل تمامًا، بعد أن اكتشف دور العلاج الطبيعي وأهميته القصوى في علاج كسر الفخد أو كسر القدم أو ماشابه، خاصة وأن إستشاري العلاج الطبيعي لابد وأن يكون ملم بجميع التخصصات الأخرى كي يتمكن من أداء دوره الحساس جدًا، خصوصًا الأمور النفسية للمريض الذي قد يصاب بحالات إكتئاب أو إمتعاض من طول فترة العلاج أو حتى صعوبته، فضلًا على أن بعض من يعانون من أمراض نفسية قد تؤثر على أدائهم وسير حياتهم وبالتالي يلجأون للعلاج الطبيعي كحل للمشكلة.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور إسحق زكريا صاحب الـ 29 عاما أنه رغم تقدم ألمانيا التي تعتبر أفضل الدول من حيث تدريس وممارسة العلاج الطبيعي إلا أن مصر تعتبر من أوائل الدول التي استحدثت فكرة العلاج الطبيعي وانحصر التخصص في البداية على ذوي الإعاقة من الأطفال أو من يعانون من جلطة من كبار السن.
وأضاف :” بعد تطور العلم أصبح من الممكن علاج أطفال الإحتياجات الخاصة من عمر شهر حتى 16 عاما من أصحاب أمراض الشلل أو ضمور العضلات وهنا تكمن أهمية العلاج الطبيعي لمثل هذه الحالات ومواكبة مراحل نموهم على النحو السليم، كما تظهر أهميته أيضا في علاج حالات الشلل الدماغي لأن في هذه الحالات يقتصر العلاج الدوائي على 40 في المائة من العلاج ككل ويلقى على عاتق العلاج الطبيعي الـ 60 المتبقية، فهما مكملان لبعضهما البعض”.
وتابع:” يستخدم العلاج الطبيعي أيضا في حالات العظام والتئام مابعد الكسور وتيبس المفاصل وفي علاج الرياضيين بمختلف أنواعهم بعد عملية الرباط الصليبي، وفي مجال الباطنة ورعاية المسنين بداية من عمر الـ70 حيث تنخفض وظائف المريض وتقل حركته وتنفسه يصبح أصعب ولايستطيع حتى ممارسة حياته الطبيعية وبالتالي تظهر أهمية العلاج الطبيعي ودوره في علاج هذه الحالات مع مراعاة العوامل النفسية التي بالطبع يكون طبيب العلاج الطبيعي على علم كامل بها، وأيضا مرضى العناية المركزة، ففي مثل هذه الحالات تكمن أهمية العلاج الطبيعي ودوره الفعال كعلاج وحل للمشكة”.
واستطرد:”قد يفاجئ البعض أيضًا أن العلاج الطبيعي يساهم في تخفيف مشكلة الإصابة بكورونا حيث يؤدي المريض تمارين تنفسية تساعد على عمل الرئتين بشكل أفضل خاصة في حالات نقص الأكسچين من خلال النوم على البطن بشكل معين ومحاولة التنفس بهذا الشكل حتى يحدث اتساع في الشعب الهوائية التي يمر الأكسچين من خلالها للرئتين حتى يحدث التنفس بشكل صحيح لمريض الكورونا وبالتالي يمكنه المقاومة والتصدي لأهم عرض من أعراض الكورونا وهو ضيق التنفس”.
وعن أغرب وأصعب المواقف في حياته قال:”أغرب ما مررت به في العلاج الطبيعي، هو موقف لاينسى بالنسبة لي وقد تعلمت منه الكثير حدث أثناء دراستي بالجامعة بالفرقة الثالثة بكلية العلاج الطبيعي، حيث أصيبت جدته بجلطة ولسوء الحظ أهمل دكتور العلاج الطبيعي في علاجها وأصيبت بجلطة أخرى منعتها من أداء الوظائف الحيوية كالتبول وغيرها حتى توفت، بعدما أيقنت أهمية العلاج الطبيعي ودوره في كل كبيرة وصغيرة .
وشرح “زكريا ” أنواع الجلطات التي يصلح فيها تدخل العلاج الطبيعي فقال:” أهمهم السكتة الدماغية والشلل النصفي أما جلطات الرجلين ممنوع فيها إستخدام العلاج الطبيعي ويتم إستخدام أدوية السيولة”. وعن طموحاته قال أشعر بفخر كبير عند مساعدة المرضى من أجل العودة لممارسة حياتهم مرة أخرى وهنا تكمن أقصى سعادة بالنسبة لي وحكمتي في الحياة أن لكل تعب منفعة.
وعن تصوير الأعمال الفنية لدكتور العلاج الطبيعي قال بعض هذه الأعمال يتناول تفاصيل العلاج الطبيعي وأطباؤه بشكل خاطئ. وعن رأيه في الطب البديل قال لابد أن يعمل الطبيب وفق قاعدة طبية مجربة ومعتمدة من وزارة الصحة لكن مايتم تداوله بشأن عسل النحل والكوركومين والحجامة والضرب بالعصا وغيرهم من الوصفات رغم نجاح بعضها على بعض المرضى إلا أنها لا توجد تجارب واضحة تؤكدها وبالتالي لا أحبذ الإهتمام بهذه الأمور مع كامل إحترامي لكل من يمتهنونها.
يذكر أن : الدكتور “إسحق زكريا” قد حصل مؤخرا على تكريم من الدكتور “محمد العقلاء”رئيس ملتقي دور الوساطة لفض المنازعات الذى عقد بالرياض بالمملكة العربية السعودية وذلك لمشاركته وتواصله الفعال عبر منصة زووم .
Leave a Reply