” مع بو شعيل”…كانت مغامرة، وحينما علمت بها اصبت بالقلق، ولكن ما صبرنا أن بلبل الخليج ونبض الكويت نبيل شعيل لديه شخصية محببة، وكاريزما لا تنفر منها، وسمعة مشرقة تميزه عن غيره، والأهم طيلة حياته الفنية لم يتشاجر مع الآخرين، ومع أبناء المهنة مع إنه حاسم في عمله، لا يتطاول أو يجرح من لا يعجبه، ولم يتخاصم مع غيره من الفنانين، ومنذ البداية لا منافس له، وهو لم ينافس غيره… لا نقول أن نبيل شعيل من الملائكة، ولكن هذه صفاته، وهكذا تربى ويربي!
اعلم من خلال جلساتنا، ومناقشاتنا المحببة أنه صريح بتهذيب، ويمتلك معلومات حول العديد من الوجوه الفنية، ولكون الغناء ملعبه، وفي الرياضة يتابع خاصة كرة القدم، واحياناً يتحدث في الامور الاجتماعية حينما يسمع بتميز هذا أو ذاك، ولا يعطي رأيه إلا بما يفقه ويعلم…ومع ذلك قلقنا على خوضه هذه المغامرة، والتي ستولد من ينتظره في الزاوية كي يجرح وينتقد وربما من دون مشاهدة، نعم بعد هذا النجاح في الغناء والصداقة المغامرة إن لم تكن بمستواه صادمة… وانتظرنا المشاهدة بشغف المحب، وبتطفل الناقد المتابع! الحوار #مع_بو_شعيل منذ الحلقة الأولى شعرنا أنه سيترك الأثر الطيب، رغم علمنا أن حلقة القدير سعد الفرج لم تكن الحلقة الأولى التي سجلها، وبعدها تأكد لنا أن الحوار مع بو شعيل له نكهة خاصة، لا يكثر من الأسئلة النافرة والمحرجة حتى يسجل الانتصار على ضيفه، وإذا قرر السؤال الخاص يشاركه بضحكة فيها الكثير من التهذيب، واحترام ضيفه، كأنه في شبكة علاقات عامة بامتياز، أو في ديوانية هو يتحكم بها.
أنيق الحضور، غير وقح ومهذب…هذه باختصار تجربة المطرب نبيل شعيل في برنامجه الحواري، وفي اقتحامه الإعلام طيلة شهر رمضان…بالفن هو جاهز، بالرياضة كذلك محب، وبالسياسة يطرح السؤال الموضوع دون أن يكون طرفاً، ولا يحبذها اصلاً فيذهب بلباقة إلى موضوع مختلف، وبالطب ستجدونه مدركاً لآنه حاور اطباء عالجوه، فسألهم عن حالته الصحية لا غير…
صحيح نقضي أكثر من ساعتين دون ملل رغم تخمة الإعلانات، وبصراحة نحن نشاهد برنامج إعلانات يتضمنه برنامج “مع بو شعيل”، وهذا يعني أن البرنامج سوق بطريقة ناجحة قبل التسجيل وقبل العرض! بو شعيل في حواراته هضامة، تلقائية، ذكاء، خفة دم، وبساطة خارج التفزلك كما عودنا غيره، وينتقل من موضوع إلى آخر برشاقة، ورغم إقحام الإعداد بالسياسة المسطحة إلا أن نبيل كما ذكرت سابقاً لا يحب السياسة لكونها تفرق ولا تجمع، وبذكاء يهرب منها، ويدخل بحوار قد يكون شخصي أو عملي وطفولي دون تصنع!
نبيل كما في حواراته كمطرب، وكما يحاور الأهل والأصحاب حاور ضيوفه بشفافية وببساطة، وارتجل الكثير من الأسئلة ومن ضمن الدردشة العادية، وظهر ذلك في غالبية الحلقات، خاصة مع حسين فهمي ومحمد السنعوسي وعلى العلياني، علماً اسئلة حلقة الكبير سعد الفرج كانت تحتاج إلى اعداد مختلف، وإعادة نظر لكونها وقعت بالتكرار، وأيضاً كان على المخرج أن يزيل بعض الاجوبة المكررة في المونتاج، ويتنبه لها خلال التصوير !
في كل حلقة أكد نبيل هضامة وكوميديا زينت الحلقات، وأضافت على شخصية المقدم رونقاً جميلاً افتقدوه الناس، وخدمت البرنامج، لا بل لهضامة ولرشاقة ولقفشات نبيل ماركة تسجل للبرنامج، وللتجربة مهما هذا وذاك انتقد! ونضيف أن نبيل استخدم التهذيب، وعدم احراج الضيف، ولم يعمل على تسجيل النقاط على ضيوفه، هو بكل ثقة جلس وناقش، وحاور، وسأل خارج التجريح والتطاول، ومنذ الدقائق الأولى يكسر الحوار التقليدي بمزاح يشكل مدخلاً محبباً في الحوار .
اجمل ما في بو شعيل المحاور أنه لا يدعي التقدبم، ولا يقلد المذيعين، ولا يتطفل على ضيوفه، ولا على المهنة، هو غامر، وجرب، ونجح بإتزانه، وحضوره المحبب، وبالذكاء الذي نعهده به وإلا ما استمر إلى اليوم في الفن وفي صداقاته، وخفة دم اكتشفها المشاهد في شخصية نبيل الإعلامي، وثقته بما قدم بعد دراسة متأنية…ومع ذلك على نبيل المطرب أن لا يعيد تجربة :مع بو شعيل” المحاور، لكونها اشبعت ونجح فيها لا بل غالبية المشاهدين تابعوه بحب وبتقدير، وهو من أجل أن ينجح واضب، واجتهد، وكان يُحضر للحلقة كما لو يقدم وصلته الغنائية تقديراً للمشاهدين حيث يحترمهم، ويحترم ذاته واسمه!
نعم نجح نبيل المطرب مع بو شعيل المحاور بتميز غير منافس بل يقدم تجربة وجب الوقوف عندها كي نتعلم أن البساطة تعطي النجاح إذا استخدمت في المكان الصح، وللحق قام بجهود كبيرة عملياً وفكرياً كي لا يقع، ولم يقع، لذلك لا نريده أن يتعب، ونريده أن يمتعنا بفنه وبالغناء، وبجديده الموسيقي…”مع بو شعيل” تجربة موفقة ومضت، وتحسب في مسيرة الفنان نبيل شعيل ذاك المغامر الجسور… نذكر بعض ممن حاورهم بو شعيل كل من سعد الفرج، حسين فهمي، محمد السنعوسي، أمير كرارة، بدر بورسلي، علي العلياني، ومبارك الدويلة، والكابتن محمد رياض الحمري، وبشار عبدالله وجاسم الهويدي، وسعد الحوطي وعبد العزيز العنبري…
ملاحظات
لم يوفق المخرج علي حسن في كادراتة كثيراً، واستغرب لماذا لا يعرف التقاط التأثيرات الخاصة بالضيف وبالمذيع، وكم من مرة افتقدت صورته لحيويتها، وتركها جامدة مع إن البلبل نبيل لا يهدأ، ويعقب بسرعة وبضحكة صافية من العمق، ولا يتكلف، وهذه بحد ذاتها وجبت أن يلتقطها المخرج كي توصلنا بتعبيراتها البسيطة عبر الصورة!
هنا كنا عشنا أكثر مع الحوار والبصر لا أن ننسجم فقط مع الحوار بإنتظار كلوزات نبيل مع أن المخرج يستخدم أكثر من كاميرا في مساحة كبيرة كان عليه أن يستغلها بشطارة، ويحرك كاميراته بحرية، وهذا ما كنا نأمله من مخرج شاطر، ولا ندري المشكلة عنده أو عند المصورين!
أما الإضاءة فكانت مسطحة، وفي بعض الأحيان تتطلب تغييرها مع تغيير مكان الضيوف حتى نشعر بضرورة لذلك التغيير من عدمه، في هكذا أجواء اللعب بالإضاءة ضرورة شكلياً واخراجياً، وضرورة جداً كي تكون شريكة في الحوار، وليس الاعتماد على هضامة وشياكة نبيل شعيل وادائه التمثيلي البسيط فقط! لا لزوم، ولا عازة من تغيير اللوكيشن من كنبة إلى كنبة، تغيير من دون اضافة، خاصة أن الديكور تقليدي، وأقل من عادي رغم الفرح الذي يضيفه على الصورة، ولكن الاختلاف في الأسئلة البسيطة والذكية والمهضومة، والمرتجلة كثيراً من نبيل التلقائي، والبعيد عن تنظير تخمة المحاورين، بل هي من دون روتوش، ومن دون مكياج صارخ كما يفعل غيره ليغطوا على قلة الفهم، أو شوفيني يا منيرة انا مذيع مذيعة أفهم، واحرج ضيوفي…هذا كله ابتعد عنه نبيل، ولن يعيره أي اهتمام!
لو استمرت الحلقة في ديكور الفقرة الأولى لكن أفضل من هذا التنقل غير الهادف، ذاك الديكور بسيط وجميل وفيه جماليات بالأبحاث ما يشبع البصر!
باختصار…نبيل شعيل المطرب نجح كمحاور، ودخل كل بيت بتواضعه، ومحبته لكل من استضافهم، وحاورهم، ولم يكن مزعجاً، بل محباً والأقرب إلى المشاهد وما يفكر دون أن ينهكه…نجح نبيل مع بو شعيل، وتميز في خوض زمام جزء من الإعلام يكمن في تقديم البرامج وبالتحديد الحوار.
“مع بو سعيل ” برنامج حواري يقدمه الفنان نبيل شعيل على قناة #الراي الكويتية في تمام الساعة 12 من منتصف الليل طيلة شهر رمضان، ومن اعداد #صالح_الدويخ و #على_شويطر، ومن إخراج #علي_حسين.
Leave a Reply