الفنان خضر علاء الدين إبن الراحل الكبير، الشخصية الفنية العالمية شوشو “حسن علاء الدين” قد رحل دون أن يحقق أحلامه، أو بعض من مشوار الفن الذي رسم له، ورسمه هو!
الحلم كان متعباً في أن يكمل شوشو الذي غيبه الموت شاباً بعد أن حفر بالثقافة بالفن بالوجدان وبالوطن شخصية المواطن الذي عاش يبحث عن إسعاد الناس، ويبحث عن وطن!
خضر طاقة فنية الكل راهن عليها بعد خسارة شوشو الأب، درس في أميركا، حقق نجاحات مهمة خلال دراسته ووسط الأساتذة والطلاب، جاء متسلحاً بالعلم المسرحي، لكنه سجن في شخصية والده، وعاش في وطن تقوقع بأزماته الخانقة التي تقضي على كل موهبة!
تعاطف معه الناس والإعلام، وجمهور المسرح، كان حضوره قنبلة، ولكن هذه القنبلة حتى اللحظة لم تنفجر فنياً، إلا أن خبر الرحيل كان الانفجار النهائي!
خضر يشبه هذا الوطن بكل تناقضاته، وجنونه، وحزنه، وتسول المحاربة من أجل البقاء!
خضر موهبة ظاهرة ومتوهجة لم يكتشفها صاحبها بقدر اكتشافنا لها!
خضر الأمل الذي “كمش” وهج الشمس ونام طويلاً دون أن يدرك أن الشمس أحرقت يده!
خضر كما شباب لبنان يحلمون كثيراً، وتضيع احلامهم في دهليز الزعامات الطائفية وفسادها، ونواطير الدين ومشاركتها رجالات السياسة في خنق أحلام الشباب!
خضر جسد شخصية “شوشو” ببراعة، شعرنا في البداية أن شوشو قد عاد، ولكن الزمن الظروف اللحظة المرحلة الجمهور الوطن بيروت …كله تغير، كله اختلف رأساً على رأس، ومن كان يضحكنا من الألم، أصبح الألم يضحكنا من الوجع، وسُجنا بشوشو الماضي، ولم نعد نتقبل شوشو الحاضر!
المقارنة لم تكن لصالح خضر، وخضر لم يختلس من الزمن مغامرة خارج شوشو الأصلي، لذلك عاش شبابه ينتظر، والانتظار الطويل يصيب بالشيخوخة المبكرة!
خضر سجن خضر بشوشو الذي حفر إسمه بذهب التعب، وقدم التجربة الوصية بكل تناقضاتها إلى خضر الطفل، وزاد المسؤولية مسؤوليات الجسم الثقافي والإعلامي المتعطش إلى الأصل، فحمل خضر ما لا يستطيع أن يتحمله، وسجن كل موهبته بتقليد الأصل، والأصل أصبح ذاكرة، والذاكرة نتحدث عنها بفخر، ولا نقبل تقليدها، تجسيدها، تقبلها إلا بأن يأتي من يكمل المشوار دون أن يسرقها!
في رحيل خضر حسن علاء الدين طويت صفحة من شوشو، ونستطيع أن نتقبل التعازي بمن حلمنا أن يكمل، وحلم هو بأن يجسد، ولكن الأصل هو الأصل، والظل تعذب وتشتت وحاول حتى انهك القلب والعمر ورحل!
منذ قليل تلقينا خبر وفاة الفنان خضر حسن علاء الدين الذي اشتهر بشخصية والده الفنان الكبير “شوشو”، وذلك جراء نوبة قلبية ألمت به..
رحمه الله
Leave a Reply