من الصعب تجاهل الكبار في حفلٍ يكبر بكباره ويفتخر بتاريخهم العريق.
ومن الصعب أن يُدعى الى الحفل نجم مع نخبة من النجوم ، ولا يشعر المتابع للحفل بمساواته مع رفاقه المدعويين، وهو الذي لا يقلّ شأنًا عنهم بسيرته الفنيّة الغنيّة بالإبداع والعطاء.
ومن غير المُستحبّ أن يقف الممثل القدير على منصة التكريم بين زملائه المكرمين بالمداليات والتروفيات ويُخصص هو بشهادة تقدير ورقية كتب على صفحتها بضعة كلمات.
أنها مفارقة صعبة أثارت فضول الاعلاميين ومتابعي ومحبّي هذا النجم وطرحت العديد من التساؤلات حول هذا الاجراء بحقه ان كان عن قصدٍ أم عن إخفاق من المنظمين.. وفي كلتا الحالتين لقد كان وقع المشهد على الحضور والناقدين واهل الصحافة مفاجئًا ..
هذا ما حصل بالفعل مع النجم اللبناني جورج حرّان صاحب التاريخ المجيد في الأعمال الدرامية اللبنانية والمشتركة على حدّ سواء خلال حفل تكريمي بعنوان ختام المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون بدورته ١١ لعام ٢٠٢٢ في فندق “L’Heritage” – عاليه حيث تمّ تكريم نجوم كبار من لبنان والوطن العربي .
فالممثل جورج حرّان ( أبو أحمد – الهيبة ) جاء تكريمه في ذلك الحفل دون مساواته بالممثلين الآخرين ، إذ قدّم له القائمون على الحفل ” ورقة كرتونية” عربون شكر ووفاء، متجاهلين تاريخه الفنّي العريق ، وهو الذي لعب أدوارًا تمثيلية مهمّة في أكثر من ثمانين عمل تليفزيوني محلّي ومشترك وقدّم أكثر من عشرين عمل مسرحي ، إضافة الى الجوائز التي حصدها طيلة مشواره الفنّي والذي ما زال في أوج عطائه، بينما قُدّم للنجوم الآخرين دروعًا و ” تروفيات ” وميداليات تكريمًا لجهودهم الذي بذلوها للفن التمثيلي والدرامي بشكل خاص.
والأسئلة التي تطرح نفسها..
ما الذي ” ينقص ” جورج حرّان من نجوميّة؟.. وهو النجم الذي كان لامعًا في كلّ دور لعبه وأجاد فيه.. ومَن يشكّ في الجهد الذي بذله ليبقى الفن مُشعًا ومنارة للرقي والمقدرة؟
ما الذي يمنع جورج حرّان من أن يتساوى كغيره من البقية بالدروع والميداليات أثناء التكريم الميمون؟.. وهو الذي يُشرّف كلّ درع وميدالية..
لا شك.. فجميع الذين كُرّموا هم مبُدعون في أعمالهم ومجالهم والفرص التي أُعطيت لهم كما النجم جورج حرّان.. لكن لا يجوز التفريق ولو بالشكل بينه وبينهم.
نحن نفتخر بنجومنا العرب واللبنانيين ونعتّز بسِيَرهم المليئة إبداعًا .. غير أننا نفتخر ونعتّز أيضًا بالممثل اللبناني جورج حرّان لسيرته الفنيّة والتي لا يجوز تجاهلها مهما كانت الأسباب.
كما أننا لا نريد الدخول في نوايا المُنظّمين التي غالبًا تكون صافية ونقيّة، لكننا نلقي الضوء على الشكليّة التي فاجأت جميع مَن حضر والذين أكّدوا أن شخص ” جورج حرّان ” أكبر من تلك التكريمات وإسمه يكفي لوحده كي يكون النجم الأكثر رونقًا وفوق جميع التكريمات.
Leave a Reply