وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، لا أعرفه شخصياً، ولا لقاءات تجمعنا، ولا أعتقد يعرف عني ما يكفي، ولا أهتم لذلك…بل دوري أن أضع الحرف ومقاطع المعرفة ونقاط المهنة اللغة في صواب العمل، وعمل هذا الوزير المثقف العميق، والقاضي الوزير، والفنان الفلاح، والمجاهد المجتهد، والمقاوم الرحيم، والتنسيقي في بلد الحقد والطوائف والتعقيدات، والبعيد عن العنصرية والفوقية أو الاستخفاف بمن يحتاجه.
في حضوره نجد الثقة ،الاتزان، وأعماله تشير إليه، وتوجب أن نقول له احسنت، وشكراً، واراداتك جهوداً واضحة رغم صعوبة المرحلة … ووجودك انجازاً كبيراً في أفقر ميزانية داخل الدولة والوزارة اللبنانية، و مع ذلك وزارة الثقافة في عهدك خلية نحل لا تهدأ مع إدراكنا لتواضع الإمكانيات !
لا يؤمن بتزوير المواقف، وهو مقاوم إبن مقاوم من الألف إلى الياء، تجده حاضراً، ناطقاً بلغة الضاد بسلامة بسلاسة بالمكان الصح والمناسبة… من أفضل الوزراء في الشؤون الثقافية، وباب مكتبه لا يغلق .. وزارته مديرية نشيطة، وحكاية أمل، وطفولة مزروعة للمستقبل في الجسم الثقافي في لبنان!
خطه السياسي أكثر من واضح، ويكمن في دعم الثقافة لا الطائفية كغيره من المسؤولين، وحضوره رغم عدم دعم الثقافة والفن في لبنان، حضوره ثاقب في كل مكان، ليس من أجل التواجد، بل من أجل رفع راية المثقفين المنفيين في بلدهم، والمنسيين في دولتهم، والمهمشين في مجتمعهم، والمنتوفين كما حال كل الوطن !
المرتضى يعطي الأمل بأن الثقافة منارة، والفن حضارة، وكل من لا يؤمن بذلك خسارة للحضور، وللوجود، وللمستقبل!
نراقبه، نجده حتى الآن ضرورة للنقاشات المفتوحة التي تبشر بالكثير… صيغته تعتمد الانفتاح على الجميع، على المعنيين بالتلاقي بالتحاور بالتواصل مع الجميع الجميع دون حواجز، ودون خيارات مزاجية كما يفعل وفعل غيره، لذلك هو هنا هو هناك…وفي كل مكان يجد فيه نافذة ثقافية مفتوحة توصلنا إلى لبنان الاشعاع والفن والثقافة والحوار…وهذا ما تبقى من لبنان !
كلمته في كل المناسبات التي لا يغيب عنها هنا أو هناك، كلمته خارج المرض اللبناني الطائفي المليق، كلمته فيها لبنان الصلب، ومواقفه جامعة، وخطابه استحقاقي لبلورة أن يستمر لبنان، ولا نبالغ إذا قلنا أن كلمة الوزير المجتهد والمقاومة محمد المرتضى هي المرجعية في أن يكون إلى جانب من يستحق… يؤمن بالنقاش بالحوار وبالتواصل مع أهل الإبداع، وشعاره أن لا يقفل بابه، والكل في مكتبه وزراء ثقافة، ومطالبهم محققة، لا بل هو من يتصل، يكلف، ويفكر في عنصر تنويري، وفكرة مفيدة، وجلسة فاعلة، وفعاليات عامة، ولأول مرة في لبنان إجماع على جهود وزير في حكومة ما!
هو من بيئة متواضعة، زرعت كي تعيش بأمان، وحملت بندقية المقاومة في جبل عامل كي تحمي كرامة كل لبنان، لذلك هو حر، يؤمن بحرية غيره، ولا يساوم على حرية لبنان وعلى مقاومته، لا يسمح بتخطي المقاومة مهما غرر بالآخرين، شخصية حاسمة، حالمة، عاملة، ومثابرة، والأهم يمتلك لغة الضاد ولغة التواصل، ولغة الانفتاح مع الجميع حتى لو لم يتفق معه فكرياً، وهذا من المستحيل أن نجده في زعامات الوزارات اللبنانية، وكم عانينا، ونعاني حتى الآن من حزبية هذا، وعنصرية ذاك، وخيانة مدعي يلبس الهوية اللبنانية، ووصل إلى الوزارة بسبب الطائفية، وقرار السفارة!
بسهولة أن تصل في لبنان إلى منصب أو إلى كرسي الزعامة، ولكن أن يكون لك مشروعك الثقافي الجامع خارج 6و6 مكرر في وطن يجلد المبدع فهذه هي الصعوبة، والشطارة المهارة في تخطي المرض القديم والمتجدد، والوزير المرتضى هو من هذا الصنف النظيف والحاسم في خطواته، رغم أن وزارته من دون ميزانية! وزارة الثقافة هي أهم وأخطر الوزارات في كل حكومات العالم، ومنها تدرك أهمية البلد، ومستقبله، وقدرته أن يواجه ثقافات وحضارات الشعوب في زمن عصر تغيرت فيه الثقافات والحكايات والعطاءات، لذلك دولتنا المكشوفة لا تعير الثقافة أي اهتمام، وإن جاء الوزير المثقف المسؤول يعمل باللحم الحي، والباقي يصر أن ” يندحش” بالصورة مصفقاً ومهللاً لنجاحات الوزير المشروع مثل القاضي محمد المرتضى، والذي تخطى جهل العنصرية الطائفية في وطن تسكنه الكذبة، وهو بمشروعه نبش غبار الحقيقة، والحقيقة تقول أن الثقافة في لبنان فردية، والفرد المبدع في لبنان هو الراية والاشعاع ولبنان خارج الدولة المحاصصة الجهل الطائفي في لبنان!
وهذا ما ادركه، ويدركه جيداً الوزير المشروع محمد المرتضى…
Leave a Reply