منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال الذي ضرب تركيا وشمالي سوريا في السادس من شهر شباط/فبراير وتتصاعد الحملات والحملات المضادة حول المساعدات العينية للمنكوبين في سوريا. خاصة بعد ان نجحت المع الاسماء التركية في تأمين الملايين من الدولارات لصالح أعمال إغاثة، وتبارى نجوم الدراما التركية في “تيليتون” تلفزيوني ضم أيضاً رجال أعمال وفنانين من مختلف المجالات ليخرجوا بمبلغ اقترب من مليار دولار أميركي سيمنح للنازحين في أي مدينة تركية تعرضت للزلزال.
هذه لم تكن حال اهل الوسط الفني اللبناني بعد انفجار ٤ آب والسوري بعد الزلزال، فقد شنّ بعض المتابعين هجوماً شرساً على الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور حتى لبّت نداء استغاثة وإرسلت علب حليب أطفال إلى المناطق المتضررة وعاد الى اذهان رواد مواقع التواصل الاجتماعي ألام واوجاع واضرار انفجار ٤ آب في مرفأ بيروت الذي ترك آثار معنوية ومادية على اهل العاصمة الللبنانية وشعبها حتى ساعتنا هذه. ورسمنا علامات استفهام عديدة عن أهل الخير والكرم والتبرعات التي لم تبصر النور على الللبنانيين كما نالت النقابات الفنية حصة كبيرة من الانتقادات.
تعليقاً على هذه الفوضى سألنا الممثل كميل متى عضو في نقابة الممثلين في لبنان ووجه فني معروف شارك بأعمال من تمثيل وجوه لبنانية و سورية مشتركة، ما هو دور النقابات في ظروف مماثلة ولماذا اصابع الاتهام تتجه نحو الممثل الذي لم يحصل على دعم من الدولة اللبنانية بعكس حال الممثل السوري والتركي والنقابات الفنية السورية والتركية خاصة ان كميل متى شارك في عمل درامي مميز الى جانب الممثلة سيرين عبد النور حمل اسم “العين بالعين” وضم مجوعة من اهم نجوم الشاشة، نذكر منهم رامي عياش، سيرين عبد النور، طوني عيسى، يوسف حداد، كريستين شويري، ختام اللحام، كميل متى وغيرهم من الممثلين من إخراج رنده علم، وتأليف سلام كسيري وانتاج شركة الصبّاح.
كميل وصف هذا المسلسل بالتجربة الناجحة مع فريق انتاج لبناني محترف وممثلين يليق بهم النجاح واضاف ان جميع مشاهده كانت مع الممثلة سيرين عبد النور معتبراً ان هذا الأمر يزيده فخراً و منوهاً انه لم يسبق ان جمعته اي صداقة بها قبل العمل، الا ان تواضعها وانسانيتها دفعتا به ليزيد من تقديره لها. سيرين لا تفرق بين الزملاء وتعامل الجميع بمودة لذا فهي حتماً لا تتصنع حين تواسي أهل سوريا بمصيبتهم وان وعدت بمحاولة المساعدة فهي صادقة ناهيكم اننا كلبنانيين على مسافة واحدة من الجميع.
اما عن دور النقابة بمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت وما طالها من اقاويل واتهامات فيؤكد كميل انهم وقفوا معنوياً ومادياً جنباً الى جنب مع جميع الزملاء وضمن الامكانيات المتوفرة وبصمت بعيداً عن التباهي والحملات الاعلانية واضاف:” يهمني ان اوضح اننا كنا من المتضررين ايضاً في الانفجار. ولكل من توقع من الممثل ان يقدم يد العون، اؤكد له انه ساعد الكثيرين لكن غاب عن ذهنكم انه ضحية كغيره ومتضرر ونجا بالعناية إلالهية ولم يحظى بمساعدة رسمية من احد، حاله كحال المواطن اللبناني.” لذا نتمنى ان لا نربط الواقع الاليم الذي يمر به شعب سوريا بواقعنا اللبناني بعد انفجار ٤ آب فالانسانية لا تتجزء ومن يبغى المساعدة لا يفرق بالعرق او الدين او الدولة ومن يسعى جدياً للتبرع لا يفعل ذلك امام الشاشة او على صفحات المجلات والمواقع الالكترونية. للمجالس امانات وللناس كرامات وقد ساعد اهل الخير بعضهم البعض في لبنان وسوريا بعيداً عن المصالح الضيقة. وختم ان لبنان وسوريا يعيشان معاناة طويلة الامد وسلسلة من الازمات الاقتصادية بينما المستقبل لايزال غامضاً ضبابياً.
اما مهنياً فعبر عن سعادته بالتعاون الذي جمعه بالممثل عابد فهد في “بيروت ٣٠٣ ” حيث صور جميع مشاهده معه معتبراً انه مرجع وهالة فنية تفرض نفسها ويعطي طاقة ايجابية لكل ممثل يشاركه التمثيل. نذكر ان “بيروت ٣٠٣” من انتاج الصبّاح، جمع كوكبة من النجوم تحت ادارة المخرج ايلي سمعان الذي ابى الا وان يقدم كل ممثل افضل ما لديه بعيداً عن التميز واضعاً نجاح العمل ضمن اولوياته.
نشير ان الممثل كميل متى سيطل على المشاهدين خلال شهر رمضان المبارك في مسلسل “لحن البحر ” من كتابة محمد الصمود واخراج محمد الوقاف وانتاج مركز بيروت.
Leave a Reply